النتائج الجديدة حول نمو الخلايا السرطانية قد تكون واعدة لعلاجات السرطان في المستقبل

النتائج الجديدة حول نمو الخلايا السرطانية قد تكون واعدة لعلاجات السرطان في المستقبل

23 يناير , 2022

ترجم بواسطة:

شريفة عسيري

دقق بواسطة:

ريم عبد الله

تحتاج الخلية إلى إنتاج بروتينات جديدة  لكي تنمو وتنقسم , وينطبق ذلك أيضا على الخلايا السرطانية. في دراسة جديدة نُشرت اليوم في دورية ساينس أدفانسس، قام باحثون في معهد كارولنسكا في السويد بالتحقيق في بروتين eIF4A3 ودوره في نمو الخلايا السرطانية. تُظهر الدراسة ,أنه من خلال منع أو تقليل إنتاج هذا البروتين، تظهر عمليات أخرى تؤدي إلى توقف نمو الخلايا السرطانية وانقسامها وموتها في النهاية.

يتم التحكم بعناية في الانقسام الطبيعي للخلايا في الجسم، حيث تنظم الجينات في الخلية عندما يحين وقت بدء انقسام الخلية وإيقافه. في بعض الأحيان يكون هذا التوازن مضطربًا وتستمر الخلية في الانقسام دون عوائق. بعد مرور بعض الوقت، تتطور مجموعة صغيرة من الخلايا – قد يكون السرطان على وشك التكون.

عندما تنمو الخلية، يتم إنتاج بروتينات جديدة، من بين أمور أخرى، من خلال ترجمة معلومات الحمض النووي للخلية إلى mRNA، والتي تشكل الأساس لإنشاء البروتينات. تحتاج الخلية أيضًا إلى تصنيع الرنا الريباسي لمصانع الخلية الصغيرة، الريبوسومات، المسؤولة عن إنتاج البروتينات، كما يقول الأستاذ المشارك (ميكائيل ليندستروم)، المؤلف المشارك وجزء من مجموعة أبحاث الأستاذ (جيري بارتيك) في قسم الكيمياء الحيوية الطبية والفيزياء الحيوية الذي أجرى الدراسة.

في الدراسة، فحصت مجموعة البحث الخلايا السرطانية المزروعة والأنسجة السرطانية حيث كان تعبير البروتين eIF4A3 مرتفعًا مقارنة بالأنسجة الطبيعية. من خلال إضافة جزيئات صغيرة منتجة صناعياً والتي يمكن تطويرها لاحقًا لتصبح أدوية منتهية، يمكن التحقق من إنتاج eIF4A3. اكتشف الباحثون بعد ذلك تغييرين متميزين في الخلايا السرطانية.

يقول ديميتريس كانيليس، زميل ما بعد الدكتوراه في قسم الكيمياء الحيوية الطبية والفيزياء الحيوية، والمؤلف الأول: “أولاً، رأينا أن حجب eIF4A3 ينشط البروتين p53، وهو بروتين يلعب دورًا مهمًا في محاربة الخلايا السرطانية”. 

ومع ذلك، فإن أحد التحديات التي تواجه العديد من أنواع الأورام هو أن الوظائف الإيجابية لبروتين p53 يتم إلغائها بواسطة بروتين آخر( MDM2).

 كما يتابع ديميتريس كانيليس بانه من الجدير بالذكر، أننا لاحظنا أن الحظر eIF4A3 يعني أيضًا أن بروتين MDM2 قد تغير. يساعد هذا التغيير في الحفاظ على p53 وتقويته ويمكن أن يكون مفيدًا عندما نريد منع نمو الخلايا السرطانية.

تشير الاستنتاجات الرئيسية للدراسة إلى أن استنفاد أو تثبيط eIF4A3 ينشط p53، ويغير عملية تصنيع البروتينات عن طريق تعطيل التكوين الحيوي للريبوسوم، وبالتالي يمنع نمو الخلايا السرطانية. إن معرفة أهمية بروتين eIF4A3 يفتح فرصًا جديدة لعلاج أفضل وأكثر فعالية لمرضى السرطان.

هذا الاكتشاف مهم للغاية لأن هذا النوع من العلاج المستهدف قد يمثل نهجًا جديدًا ممكنًا في العلاج الكيميائي، على سبيل المثال في سرطان القولون حيث غالبًا ما تحتوي الخلايا السرطانية على مستوى عالٍ من الريبوسومات ونمو سريع. مثال آخر هو الساركوما، سرطان الأنسجة الداعمة للجسم، حيث نعلم أنه في بعض الأحيان يكون هناك إفراط في إنتاج MDM2. يرى كلاً من الأستاذ المساعد ميكائيل ليندستروم والأستاذ جيري بارتيك، المؤلفان المراسلان في الدراسة، “إن هذا يزيد من فرص العلاج الأكثر فعالية”.

توفر هذه النتائج أساسًا مهمًا لمزيد من الدراسات. ونظرًا لأن الدراسة أجريت بشكل أساسي على الخلايا السرطانية المستزرعة ومواد الورم السريرية، فلا يزال يتعين علينا أن نرى كيف سيؤثر حجب eIF4A3 على نمو السرطان في الجسم الحي.

واختتم ميكائيل ليندستروم حديثه قائلاً: “قد يكون هناك أيضًا تآزر بين المركبات الكيميائية التي تحجب eIF4A3 والأدوية المستخدمة بالفعل لعلاج السرطان والتي سنقوم الآن بإجراء مزيد من البحث عليها”.

المصدر: https://www.sciencedaily.com

ترجمة: شريفة عسيري

مراجعة وتدقيق: ريم عبدالله


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!