إصابةُ الحوامل بكوفيد-١٩ يعرّضهن لخطرِ الولادةِ المبكِّرة

إصابةُ الحوامل بكوفيد-١٩ يعرّضهن لخطرِ الولادةِ المبكِّرة

3 ديسمبر , 2021

ترجم بواسطة:

قبس الخزام

للباحثة: إليزابيث فيرنانديز، جامعة كاليفورنيا – سان فرانسيسكو

أظهرت دراسةٌ واسعةُ النطاق أجراها باحثون في جامعةِ كاليفورنيا بمدينةِ سان فرانسيسكو أنّ النساءِ اللاتي يُصَبْن بفيروس كورونا/مرض كوفيد-١٩ أثناء الحمل أكثرُ عُرضة لكُلٍّ من الولادةِ المُبكّرة والولادةِ المُبكّرة جدًّا.

أصبح خطر الولادة المبكرة جدًا والتي تحدث قبل الأسبوع الثاني والثلاثين من الحمل أعلى بنسبة ٦٠%،  لدى النساء اللاتي أُصِبْنَ بمرض كوفيد-١٩ أثناء فترة الحمل.  في حين ارتفع خطر الولادة المُبكرة التي تحدث قبلَ الأسبوعِ السابعِ والثلاثين إلى ما يقارب ٤٠% لدى الحوامل المُصابات بالفيروس. أما بالنسبة للنساء اللاتي يعانين من ارتفاع ضغط الدم أو السكري و / أو السُّمنة ويُصَبْنَ بكوفيد-١٩ أثناء الحمل فقد ارتفع خطر حدوث الولادة المبكرة لديهنّ إلى ١٦٠٪.

نُشِر هذا البحث على الإنترنت بتاريخ ٣٠ تموز/يوليو ٢٠٢١ في مجلة ذا لانسيت الطبية (The Lancet Regional Health – Americas)

 وقد ذَكرت القائدة والمؤلفة الرئيسية لهذه الدراسة د. ديبورا كاراسيك الأستاذة المساعدة في قسم أمراض النساء والتوليد وعلوم الإنجاب والباحثة في مبادرة كاليفورنيا للولادة المبكرة بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو ما يلي: “ترتبط الولادة المبكرة بالعديد من المخاطر الصعبة على كلٍّ من الحامل والمولود أما الولادة المُبكرة جدًا فقد تتضمن حدوث أخطر المضاعفات على الأطفال حديثيّ الولادة”.

وأضافت: “تُشير نتائج دراساتنا إلى أهمية تطبيق الإجراءات الوقائية للحد من الإصابة بفيروس كورونا بين الحوامل بما في ذلك اللقاح بهدف تفادي الولادة المبكرة”. وكذلك قالت: “قد يساور النساء الحوامل القلق بشأن تأثير اللقاحات على صحةِ أجنّتهنّ،  لذا من المهم جدًا التحدّث مع الحامل وإجراءِ حوارٍ صريحٍ يهدف إلى احترام هذه المخاوف وشرح الأدلة العلمية التي تُثبِت سلامتها وذِكر المخاطر التي تشكّلها عدوى كوفيد-١٩ أثناء الحمل”.

في ٣٠ يوليو/تموز أصدرتْ الكُّلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد (ACOG) إرشاداتٍ جديدة توصي وبشدة بتطعيم جميع الحوامل ضد فيروس كورونا. وتُعد المرأة الحامل من الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بعدوى كوفيد-١٩ لكن أقل من ربع الحوامل تلقّيْن جرعةً واحدةً على الأقل من اللقاح وفقًا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC).

كانت دراسة جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو الأولى من نوعها وهي دراسة واسعة النطاق بما يكفي لتحديد مخاطر كوفيد-١٩ بحسب نوع الولادة المبكرة وكذلك حسب الأصل العرقي وحالة التأمين. وتُظهِر بيانات الدراسة الفروق الراهنة في معدلاتِ الولادة المُبكرة بين الأشخاص السود والسُّكان المحليين وغيرهم من الأشخاص ذوي البشرة الملونة مقارنةً بالأشخاص البيض.  ويقع العبء الأكبر  في أزمة كورونا على المجتمعاتِ ذات الأصول العِرقية الملونة. حيث كانت معدّلات الإصابة بكوفيد-١٩ بين النساء الحوامل من بعض الأعراق أعلى بشكلٍ كبير، ويشمل ذلك اللاتينيين والهنود الأمريكيين وسكان ألاسكا الأصليين وسكان هاواي الأصليين وسكان جزر المحيط الهادئ ، وكذلك النساء اللاتي لديهنّ تأمينات عامة. و على سبيل المثال: كانت نسبة الحوامل اللاتينيات اللاتي شاركْنَ في الدِّراسة ٤٧% وهنّ يُمثّلن ٧٢% من الأشخاص الذين أُصيبوا بكوفيد-١٩.

وقالت الباحثة ديبورا كاراسيك: “باعتبار أنّ انتشار كوفيد-١٩ بين هؤلاء الأشخاص أكبر، إذًا سيكون انتشار الولادة المبكرة أكبر وذلك يشير حقًا إلى الحاجة لتطبيق مبدأُ المساواة”. وذكرت أيضًا: “مع زيادة عدد الإصابات بفيروس كورونا وزيادة انتشار متحور دلتا يجب أن نفكر في الحوامل خاصةً ذوات البشرة السوداء والسمراء باعتبارهنّ من المجموعات التي ينبغي إعطائها الأولوية وتنفيذ سياسات الدعم، لتقليل كلٍّ من التعرض للمرض والإجهاد، وزيادة فرصهم  في الحصول على الرعاية الصحية”.

فَحَص الباحثون جميع المواليد الأحياء بين يوليو/تموز ٢٠٢٠ ويناير/كانون الثاني ٢٠٢١ المُسجلين بشهاداتِ ميلاد لدى مكتب تعداد السكان في كاليفورنيا، ووجدوا أنّ من أصل ٢٤٠,١٥٧ ولادة مُسجَّلة هناك ٣,٧% أو ما يعادل ٩٠٠٠ امرأة حامل شُخّصَت بكوفيد-١٩ أثناء الحمل. وكانت نسبة الولادات المبكّرة بين الحوامل اللاتي أُصِبْنَ بكوفيد-١٩ أثناء الحمل تساوي ١١,٨% مقارنةً بنسبة ٨,٧% بين أولئك اللاتي لم يُصبْنَ بكوفيد-١٩.

وتضمنت عيّنة الدراسة إجمالًا ٤٧,٢% امرأة لاتينية و٢٦,٨% من العِرْق الأبيض و٤,٩% من العِرق الأسود و١٣,٢% من أصول آسيوية و٠,٠٣% من الهنود الأمريكيين وسكان ألاسكا الأصليين و٠,٤% من سكان هاواي وجزر المحيط الهادئ و٧,٣% صُنِّفنَ من سلالاتِ أخرى غير معروفة أو ذوات أعراقٍ مُختَلطة. و كان لدى ٤٠% من النساء اللاتي شاركنَ في الدراسة تأمين عام وقت الولادة، وكان ١٥,٩% يعانِين من ارتفاع ضغط الدم أو السكري أو السُّمنة أو منها كلها.

كما زادت الإصابة بالأمراضِ التي صاحبت عدوى كوفيد-١٩ من خطر الولادة المبكرة حيث ارتفع خطر الولادة المبكرة جدًّا بنسبة ١٦٠% لدى الحوامل اللاتي يعانين من ارتفاع ضغط الدم والسكري و/أو السمنة أثناء الإصابة بكوفيد-١٩، وخطر الولادة المبكرة بنسبة ١٠٠% مقارنةً بالحوامل اللاتي لم يعانين من هذه الأمراض أو من كوفيد-١٩.

وذكرت كاراسيك: “وجدَ الباحثون أنّ معدل الولادة المبكرة لم يختلف باختلاف نوع الولادة سواءً حدثت تلقائية أو لضرورةٍ طبية مما قد يشير إلى مساراتٍ متعددة بين تشخيص كوفيد-١٩ والولادة المبكرة”.

وقد تضمنت قيود الدراسة، عدم إمكانية تحديد فترة الحمل التي حدثت بها الإصابة بكوفيد-١٩ أو مدى خطورة العدوى لدى النساء اللاتي شاركنَ في عينة الدراسة. وتُعَد هذه التفاصيل مُهمّة لفهم الطريقة التي يزيد بها كوفيد-١٩ من مخاطر الولادة المبكرة وقالت الباحثة ديبورا كاراسيك: “إنّ هذه التفاصيل قيد الدراسة حاليًا في جامعة كاليفورنيا وفي جامعاتٍ أخرى”.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: قبس الخزام

تويتر: @Qabas_3

مراجعة : د.فاتن ضاوي المحنّا

تويتر: @F_D_Almutiri


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!