كيفية إعداد الطرق المناسبة للبحوث المتعلقة بالأطفال

كيفية إعداد الطرق المناسبة للبحوث المتعلقة بالأطفال

18 ديسمبر , 2021

ترجم بواسطة:

أسماء حمادة

دقق بواسطة:

زينب محمد

بقلم: كلارا سيغيان، مارشا حبيب، سانتي كوسوماننغروم.

على الباحثين الذين يستكشفون حياة الأطفال الحرص على تنظيم البحث لضمان قدرة الأطفال على التعبير عن آرائهم وتجاربهم بطريقة مجدية.

تقوم البحوث التشاركية المتعلقة بالأطفال بإشراك الأطفال بنشاط في جميع مراحل عملية البحث – بدلاً من الأطفال الذين لا يعملون إلا كموضوع قيد الدراسة – وهي تتطلب النهج والمنهجية الصحيحين.

ويركز أحد أكثر النهج شيوعاً في البحوث التشاركية للأطفال على آراء الأطفال والتجارب الحية. ويمكن للباحثين تشجيع الأطفال على رسم صور، أو التقاط صورة، أو تسجيل قصص في أشرطة فيديو، أو صنع سيناريوهات وأداء أدوار أو مشاهد متنوعة لاستكشاف وجهات نظر الأطفال. وفي العصر الرقمي، يمكن للباحثين أيضاً استكشاف طرق متنوعة عبر الوسائل الإلكترونية.

ولقد جمعنا “دليل مشاركة الأطفال في البحوث في إندونيسا.” ليتمكن الباحثون من الرجوع إلى هذه المصادر لتساعدهم على تنظيم طريقة مناسبة وأخلاقية في البحوث التشاركية للأطفال.

اختيار طريقة البحث

بإمكان الباحثون جمع طرق مختلفة وتنظيم أنواع متنوعة من النشاطات حسب احتياجات البحث وحالة الأطفال. وبغض النظر عن الوسائل، يجب على الباحثين ضمان حماية الأطفال واستمتاعهم بالنشاط. وفي نفس الوقت، يجب على الباحثين تأييد صحة وجدية المعلومات.

وكبالغين، يجب على الباحثين إشراك الأطفال في نشاطات متنوعة بداية من استطلاعات الرأي وصولاً إلى النشاطات الفعلية.

ينبغي للباحثين أن ينظروا لجميع جوانب الأطفال الذين يرغبون في العمل معهم بما في ذلك هويتهم. وتشمل الجوانب الأخرى حالتهم الإجتماعية الإقتصادية، ومستواهم الثقافي، وحالة الإعاقة وعدم الإعاقة.

إن اختيار طرق غير مناسبة يؤدي إلى شعور المشاركين بعدم الراحة وعدم الرغبة في الاستمرار في المشاركة. بالإضافة الى أن تطبيق الأنشطة بشكل خاطئ يؤدي إلى تحريف نتائج مشروع البحث وبالتالي فلن تمثل بالكامل تجارب الأطفال ومفاهيمهم الحياتية.

ويجب أيضاً على الباحثين التأكد من أن الأطفال المشاركون لديهم فرص متساوية بغض النظر عن النوع، والعرق، والإعاقة وعدم الإعاقة، ومستوى الإلمام بالقراءة والكتابة، والمشاركة المدرسية، وأي ظروف خاصة أخرى.

التخطيط والتنظيم للبحث

بإمكان الأبحاث أن تستفيد من إشراك الأطفال في أقرب وقت ممكن. فهذا يساعدهم على اكتساب “الشعور بملكية” البحوث والحفاظ على اهتمامهم طوال فترة المشروع.

ويمكن لمشاركة الأطفال أن تبدأ بمناقشة الأهداف، والتعريف بالمواضيع والخطط، وتطوير وتنقية أدوات جمع البيانات.

ويمكن أيضاً السعي إلى مشاركة الأطفال مشاركة فعالة في جمع المعلومات وتقييم العمليات الميدانية، وتحليل البيانات ودقتها، والنشر.

إن تجريب التقنيات مع مجموعة من الأطفال وطلب ردود أفعالهم هي طريقة شائعة لإشراك الأطفال في تنظيم أساليب وأدوات جمع البيانات.

الاستعدادات للعمل الميداني

من المهم اختيار الأطفال المشاركين الملائمين بمراعاة قدراتهم ومراحلهم الإنمائية، وذلك في مرحلة التجهيز، والتي تشمل جمع المعلومات.

ولتحديد قدرة الطفل، يمكن للباحثين التشاور مع مقدمو الرعاية للطفل، أو أشقائهم، أو أقرانهم. يمكنهم أيضاً ملاحظة سلوكيات الطفلفي بيئتهم الطبيعية، والتحدث مع الطفل بطريقة غير رسمية قبل البدء في العمل.

ويجب على الباحثين خلال هذا النشاط أن يتأكدوا من أن المشاركين مستعدين نفسيًا وجسديًا ليتفاعلو بنشاط في البحث.

إن العمل مع الأطفال يتطلب الإبداع أيضًا. فعلى الباحثين الاستعداد لتعديل الأساليب و تكييف الأنشطة والأدوات لتلائم قدرات الأطفال. وينبغي عليهم حتى أثناء مرحلة جمع المعلومات أن يكونوا على استعداد لتوسيع أو كبح نطاق أهلية الطفل ليتوافق مع مسائل الدراسة وأهدافها البحثية.

ويجب على الباحثين في مرحلة العمل الميداني أن يأخذوا الوقت الكافي لتقديم أنفسهم، وإقامة علاقات ودية، وكسب الثقة. وينبغي عليهم أيضاً التأكد من استيعاب المشاركين وأولياء أمورهم للبحث ولدورهم قبل الحصول على الموافقة المستنيرة الأخيرة.

وقبل أن يتمكن الباحثون من الاقتراب من الأطفال عليهم أن يعرّفوا بأنفسهم لطبقات مختلفة من أولياء الأمور الذين هم أشخاص أساسيون في حياة الأطفال وبيئاتهم.

كسب الثقة أيضاً من الأشياء المهمة كأساس لأي تفاعل، بما في ذلك إجراء البحوث مع الأطفال. حيث تدفع الباحثين ليتعلموا كيفية تقديم أنفسهم لمختلف أولياء الأمور وكيفية كسب ثقة كل شخص مشارك في الدراسة.

إدارة البيانات والخصوصية

من المهم الحفاظ على خصوصية المشاركين وغيرهم من المشاركين في جميع مراحل البحث. وتزداد أهمية الخصوصية عند جمع معلومات شخصية حساسة من الأطفال الذين يأتون من الفئات الأكثر ضعفاً.

وينبغي على الباحثين تجنب أي ثغرة من المعلومات التي قد تكشف هوية الأطفال للعامة. فإن مثل هذه الثغرات قد تهدد أمان وسلامة الطفل.

ويتعين على الباحثين التأكد من أن الطرق التي يدخلوا بها المعلومات، ويصنفوها، ويحفظوها، ويشاركوها، ويحللوها، وينشروها لا تنتهك اتفاقات الخصوصية ولا تهدد سلامة أي أحد.

ومن المهم أيضاً إدراك من له الحق في الحصول على بيانات الأطفال. ففي العموم، يكون لدى القيادات البحثية، مثل المحققين الرئيسيين، الحق في الحصول على بيانات الأطفال الحساسة. حالياً، يحتاج فريق البحث إلى وضع برتوكولات محددة تضع قيودًا على كيفية حصول الأطراف الخارجية على بيانات الأطفال.

فربما تحتاج الأطراف الخارجية للحصول على البيانات الشخصية للمشاركين. على سبيل المثال، ربما يحتاجون إلى إحالة مشارك إلى الأخصائيين الاجتماعيين. وقد يحتاج الموظفون المعنيون  الآخرون، مثل القائمين بإجراء المقابلات، والمترجمين الشفويين، والسائقين، والوسطاء الثقافيين والموظفين الإداريين إلى الحصول على معلومات الأطفال لأغراض المتابعة.

بالرغم من أن عادةً لا يتاح للأباء، ولا مقدمي الرعاية الرئيسيين، ولا أعضاء الشبكات الاجتماعية للأطفال الحصول على ردود الأطفال في البحوث لأنها قد تعرض المجيبين للخطر.

ويطالب جميع فريق البحث بالتوقيع على اتفاقية الخصوصية. حيث تحدد ما يمكن مشاركته من البيانات وما لا يمكن مشاركته، وكذلك مع من يمكن مشاركة أنواع مختلفة من البيانات وتحت أي ظروف.

تحليل البيانات ونشر النتائج

ينبغي النظر في قرار إشراك الأطفال في تحليل البيانات عند بدء البحث حيث أنها تحدد الوقت والموارد المطلوبة.

إن مدى إمكانية أو ملائمة إشراك الأطفال في تحليل أو تفسير البيانات يعتمد على طبيعة البحث ومصلحة الطفل في المشاركة في هذه المرحلة من المشروع. ويجب وضع حقوق الأطفال، والخصوصية، والأمان في الاعتبار عند إشراكهم في تحليل البيانات.

إن إشراك الأطفال في النشر يبدأ بمناقشة متى وكيف يمكن للباحثين إبلاغ استنتاجاتهم إلى الأطفال بصورة فعالة. وينبغي أن تشمل المناقشة ما يتعلق بالبيانات الحساسة والمحتوى الخاص، مثل الصور، أو الفيديوهات.

ويتعين على الباحثين النظر في مشاركة الأطفال في نقل النتائج إلى جمهور أوسع. ويجب عليهم موازنة المزايا والمخاطر التي قد تأتي مع هذا الشكل الخاص من المشاركة.

وفي الأساس، يتعين على الباحثين، في جميع مراحل البحث، الاهتمام بتجارب الأطفال المشاركين والاستماع إلى أصواتهم. فبهذه الطريقة يتمكن الباحثون من فهم وتطوير أساليب البحث الملائمة لقدرات الأطفال واهتماماتهم.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: أسماء حماده

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!