هل من الممكن أن يؤدي ضغط العودة إلى مكتب العمل إلى جعل الموظفين أكثر قلقًا؟

هل من الممكن أن يؤدي ضغط العودة إلى مكتب العمل إلى جعل الموظفين أكثر قلقًا؟

1 نوفمبر , 2021

ترجم بواسطة:

أشواق التميمي

دقق بواسطة:

زينب محمد

يتوق العديد من المدراء إلى إعادة موظفيهم الذين استمروا بالعمل من المنزل إلى مكتب العمل بعد عام من التباعد الاجتماعي وارتداء الأقنعة الوقائية، لكن بالنسبة للكثيرين فإن احتمال إعادة التكيف مع العمل بحد ذاته شاق ومتعب.

فقد وجدت دراسة استقصائية حديثة أنه من بين 4553 موظفًا في المكاتب في خمسة بلدان مختلفة، أفاد كل شخص بأنه يشعر بالقلق إزاء فكرة العودة إلى العمل.

يواجه المدراء تضاربًا في المصالح. فمن جانب يريدون الاعتناء بصحة موظفيهم وتقليل مخاطر انتقال فايروس كوفيد. بينما من جانب آخر، فإنهم مدفوعون بالحوافز المالية لتبرير إيجارات المكاتب الباهظة وجعل حضور موظفيهم أمر إجباري للاجتماعات والمناقشات، أو ببساطة لمراقبة أدائهم حضوريًا.

لكن الضغط على الموظفين للعودة إلى المكتب قد يؤدي إلى مزيد من القلق. بالنسبة لأولئك الذين شمَلهم الاستطلاع، تضمنت الأسباب الرئيسية لضغط العودة إلى العمل: 1-الخوف من التعرض لـفايروس كوفيد-19، 2-فقدان المرونة في العمل، 3-صعوبة التنقل، 4-الاضطرار إلى ارتداء قناع أثناء التواجد في المكتب، 5-الحاجة إلى رعاية أطفالهم.

يدرك بعض المدراء أن العمل من المنزل لا يعني بالضرورة انخفاض الإنتاجية بالعمل، ويمكن لنهج “العمل من أي مكان” أن يؤدي إلى نمو فرص جديدة وسلوكيات أخلاقية أكبر. فعندما لا يضيع الناس ساعات في حركة المرور، يمكن أن يؤدي وقت الفراغ المتاح في التنقل إلى حصول الموظفين على راحة أكثر وسعادة وصحة وإنتاجية أكبر.

لكن الأمر المقلق هو أن 56٪ من المشاركين في الدراسة الأخيرة أفادوا أن جهة عملهم لم تطلب آرائهم حول سياسات وإجراءات العودة إلى العمل. قد يؤدي ضعف التواصل بين الموظفين والمدراء إلى إثارة قلق هؤلاء الموظفين الذين لا يريدون أو ليسوا مستعدين بعد للعودة حضوريًا إلى أماكن عملهم. قد يشعرون أيضًا بالقلق من أن التعبير عن مخاوفهم للعودة إلى العمل سيشير إلى عدم الثقة في قرار مديريهم بإعادة فتح باب العمل شخصيًا.

لقد درَست تقديم المشورة وأخذ النصيحة لأكثر من عقد من الزمان ووجدت أن الأشخاص الذين يتلقون المشورة غالبًا ما يكافحون لإبلاغ مستشاريهم بالأشياء التي لا يثقون بها. غالبًا ما يشعر الناس بالقلق/التحدي للتعبير عن خلافاتهم مع مستشار أو رئيس أو مدير أو قائد أو شخصية ذات سلطة. فيؤدي رفض النصيحة إلى قلق الموظفين أنه يمكن أن يلمح إلى أنهم يعتقدون أن الشخص الآخر غير كفء أو متحيز.

أسمّي هذا النوع المميز من القلق بـ قلق التلميح. ينشأ عندما يشعر الناس بالقلق من أن عدم الامتثال لرغبات شخص آخر قد يفسَّر على أنه إشارة إلى عدم الثقة. 

قلق التلميح:

وجدت أنا والباحثون معي عبر سلسلة من الدراسات التي تبحث في هذا النوع من القلق، أن المرضى كثيرًا ما يتبعون النصائح الطبية حتى لو اعتقدوا أن طبيبهم لديه تضارب في المصالح.

تخيل أن شخصًا ما يحاول أن يبيع لك بعض النصائح أو رأيًا أو منتجًا، فيقول البائع: “لدي تضارب في المصالح. أوصيك باتباع نصيحتي، ولكن يجب أن أعلمك أنني أتقاضى المزيد من الأموال إذا اتّبعت نصيحتي”. قد تعتقد أن الإفصاح بهذا الأمر من شأنه أن يقلل الثقة ويدفعك الى عدم الامتثال لمثل هذه النصائح، فتراودك بعض الشكوك فيما يتعلق بجودة تلك النصيحة.

وجدت أنه على الرغم من أن الإفصاح عن تضارب المصالح قد يقلل من الثقة بالنصيحة المُقَدمة –مع إنه يمكن القول بأنها ردة الفعل الأمثل لمثل هذه الاعترافات -إلا أنها يمكن أن تعزز بشكل غير متوقع اتّباع تلك النصيحة غير الموثوق بها.

لماذا؟ لأن الشخص الآخر يشعر الآن بضغط أكبر للامتثال للنصيحة التي لا يثق بها، حيث أن رفضها يشير إلى أن الشخص الآخر قد أفسد النصيحة بسبب تضارب المصالح وأنه غير جدير بالثقة. فيتردد الناس في الإشارة إلى عدم الثقة في شخص آخر ويستمر قلق التلميح بغض النظر عن حجم تضارب المصالح، ولكن يمكن تقليله إذا كان بإمكان الأشخاص اتخاذ قراراتهم بمفردهم، بعيدًا عن ضغوط مستشاريهم أو مدير العمل.

بينما يتجه الموظفون للعودة إلى العمل حضوريًا، يجب على مدراء العمل النظر في الدور الذي يلعبه قلق التلميح في زيادة الضغط على الموظفين للامتثال كُرهًا لسياسات العمل الحضورية الجديدة. إذا شعر الموظفون بأنهم غير قادرين على التعبير عن عدم ارتياحهم أو اختيار خيارات عمل أكثر مرونة، فقد ينتهي الأمر بالمؤسسات إلى فقدان أفضل مواهبها ضد أماكن العمل التي تتمتع بقدر أكبر من التواصل الحُر والمرونة في العمل.

المصدر: https://phys.org

ترجمة: أشواق التميمي

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!