كيف يعمل الكافيين على إيقاظك؟

كيف يعمل الكافيين على إيقاظك؟

31 أكتوبر , 2021

ترجم بواسطة:

عائشة السويركي

الكافيين هي مادة كيميائية مُرة المذاق مرتبطة بقواعد الحمض النووي: الأدينين والجوانين.  وتُنتج العديد من النباتات مركب ، لصد الحيوانات- آكلات الأعشاب- عن تناول أوراقها أو بذورها. ومن المفارقات أننا نحن البشر نقدّر الكافيين لنكهته ناهيك عن تأثيره كمنشط. و في حقيقة الأمر تُعد مادة الكافيين من المواد الفعالة الأكثر استهلاكًا حول العالم والتي تحمل تأثيرًا نفسيًا، وفي الغالب يستهلك ما يصل إلى أربعة من كل خمسة بالغين المركب في مشروب بارد أو ساخن كالقهوة أو الشاي أو المياه الغازية درءً للنعاس.

فبشكلٍ مبسط يحدث التنشيط بفضل تداخل الكافيين مع مادة كيميائية مشابهه له، تنتجها أجسامنا لتهدئة الأعصاب. لذلك فإن التدخل في تأثير المهدئ لهذه المادة الكيميائية على الدماغ يُبقي خلايانا العصبية نشطة في الوقت الذي كان من الممكن أن يخف نشاطها.  وينتج عن ذلك، سلسلة من التفاعلات التي تعزز استجابة “الكر أو الفر” في جميع أجزاء الجسم.

لماذا قد نشعر بالنعاس؟

تتضمن عملية النوم مزيجًا معقدًا من الوظائف البيولوجية التي قد تكون وُجدت في الكائن الحي قبل تطور الدماغ. أما بالنسبة للكائنات ذوات الجهاز العصبي فإن الجانب المهم في عملية النعاس هو زيادة مركب الأدينوسين تدريجيًا.  خلال عمل أجسادنا، يتجمع الأدينوسين في أنسجة الدماغ ويغلق المستقبلات في أغشية بعض الخلايا العصبية مما يخفض من معدل إطلاقها، ونتيجة لارتباط هذه الخلايا العصبية بوظائف العضلات تسبب شعورًا بالخمول والنعاس مع مرور الوقت. ويؤثر الأدينوسين أيضًا على الأوعية الدموية، فيوسعها لضمان وصول الأكسجين للدماغ، كما ترتبط الخلايا العصبية الأخرى بمتحكمات الحالة النفسية مما يُفسر أن الإرهاق شعورًا غير محبذ. لذلك ببساطة نتوقف عن العمل ونذهب إلى مكان هادئ مناسب للنوم لإزالة تأثير الأدينوسين على الخلايا ومد الجسم بالطاقة مجددًا.

ولكن عند تناولك للكافيين؛ فإنه يبقى حول تلك المستقبلات فيصعب على الأدينوسين التجمع مرة أخرى. وسيصل تركيز الكافيين إلى ذروته في الدماغ في غضون ساعتين من احتسائك للقهوة وذلك سيمنحك نشاطًا ويقلل من خمول عضلاتك لفترة أطول، كما أنه يضيق الأوعية الدموية في الدماغ.

فلماذا إذًا يمدك الكافيين بالطاقة أيضًا ولا يقتصر على إيقاظك فقط؟

الكافيين يسمح لخلايا عصبية معينة في الدماغ بمواصلة إرسال الإشارات بوتيرة سريعة نسبيًا إلى دوائر عصبية أخرى مثل تلك المرتبطة بالغدة النخامية لتخبرها بحدوث شيء مثير. فتستجيب الدائرة العصبية بإفراز الأدرينالين. وهو هرمون يولد استجابات في أوقات التوتر والخطر، مثل أن تزداد ضربات القلب قليلًا وأن تتسع حدقة العين وأن يسري الدم في عضلاتنا وأن تُطلق الكربوهيدرات المخزنة في الكبد.

هل الكافيين مادة خطرة؟

 بشكلٍ عام لم يواجه مستهلكو الكافيين بمعدل فنجان إلى أربعة فناجين قهوة يوميًا بما يعادل 400 ملغ كافيين خلال 24 ساعة أي مخاطر واضحة على صحتهم. وفي الواقع يحتوي القدر القليل من الكافيين على فوائد محدودة لكنها مهمة؛ منها الوقاية من أمراض القلب وتحفيز العضلات على حرق السعرات الحرارية،  كما أن الكافيين يزيد احتمال العيش لفترة أطول.

 لكن الحذر واجب؛ فحتى استهلاك كوب واحد من القهوة يوميًا يمكن أن يتسبب في الاعتماد البدني عليها و ظهور الأعراض الانسحابيه عند التوقف عن احتسائها، وتشمل الأعراض: الصداع والخمول وسرعة الانفعال. لكن استهلاك أكثر من كوب قهوة بصفة يومية، أو اضافة كميات كبيرة من السكر وغيرها من الإضافات في النظام الغذائي يمكن أن يمنع أجسادنا من الحصول على فوائد القهوة. وبين كل ذلك هناك حقيقة لابد من توضيحها وهي أن الأدينوسين يفيد جسدك فعلًا فهو يهيئك للاحتياج اليومي من النوم لتصفية ذهنك وتجديد طاقتك الجسدية.

أما بالنسبة للنساء الحوامل فتناول أي قدر من الكافيين يمكن أن يكون ضارًا لكن يعتمد ذلك على الطبيب الذي تستشيره فهو من يحدد مقدار الكافيين المناسب للحامل.

من ناحية أخرى وجدوا أن للكافيين جرعة قاتلة وذلك عندما تم تسجيل حالات وفاة يحتوي كل مليلتر من الدم فيها على تركيز كافيين يتراوح بين 80 إلى 100 ميكروغرام، ولكي تصل إلى هذه الكمية من الكافيين قد يتطلب الأمر استهلاك حوالي 10 غرام من الكافيين الخالص ويصعب حدوث ذلك عند تناول القهوة فقط، لكنه قد يحدث بشكل لا يمكن تصوره في الأشكال البلورية من الكافيين المُركز على شكل مسحوق أو حبوب، والتي يُعتقد أنها لعبت دور في عدد بسيط من الوفيات المسجلة في الماضي.

لذا استمتع بكوب أو بكوبين عند الاستيقاظ، لكي يمدك بالطاقة حينها قد تنام مبكرًا وتستفيد من أكبر قدر من النوم والكافين على حدٍ سواء.

المصدر: https://www.sciencealert.com

ترجمة: عائشة السويركي

مراجعة : د.فاتن ضاوي المحنّا

تويتر: @F_D_Almutiri


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!