أربعة مزايا يضفيها التطوع في سوق العمل

أربعة مزايا يضفيها التطوع في سوق العمل

18 أكتوبر , 2021

ترجم بواسطة:

فاتن ضاوي المحنا

دقق بواسطة:

زينب محمد

أظهرت دراسة أجريت عام 2016 أن 85٪ من أرباب العمل أبدوا اهتمامًا قويًا بالمرشحين ذوي الخبرة التطوعية.

حيث يوفر العمل التطوعي للأفراد فرصة لتطوير المهارات واكتساب مهارات إضافية قابلة للتحويل يريدها أرباب العمل. فالتطوع، سواء أكان رسميًا أم غير رسمي، هو أيضًا استراتيجية لمنع العزلة الاجتماعية ومعالجتها.

إذا كنت مثل ملايين الأمريكيين المتضررين من جائحة COVID-19  فمن المحتمل أنك تشعر برغبة حقيقية في التفاعل الشخصي. حيث أدى قضاء عام كامل من التباعد الاجتماعي إلى العزلة والوحدة والآثار الصحية السلبية على الكثيرين. وقد تفاقم هذا الوضع بشكل أكبر بالنسبة لـ 9.4 مليون عاطل عن العمل حيث تضاءلت اتصالاتهم المهنية والشخصية بسبب فقدان الوظائف والوباء.

أركز في الكثير من أبحاثي على الكيفية التي يمكن بها للناس إيجاد وتعزيز الصمود في مواجهة البطالة. ولذا وجدت استراتيجيات مفيدة تساعد العاطلين عن العمل في التأقلم والحفاظ على سلامتهم. ووجدت أن التطوع من أشمل هذه الاستراتيجيات لموازنة آثار العزلة الاجتماعية وفقدان الوظيفة.

فقد يشعر العديد من العاطلين عن العمل بأنهم لا يستطيعون التطوع بوقتهم، لأنهم بحاجة إلى التركيز على البحث عن وظيفة جديدة وكسب المال. وما لا يدركونه هو أن وجود هدف ومساعدة الآخرين يمكن أن تدعمهم بالطاقة والثقة بالنفس اللازمتين للعثور على عمل. حيث يساعد العمل التطوعي أيضًا على زيادة الروابط الاجتماعية والاتصالات المهنية والمهارات والخبرات: فهو يجعل الأشخاص على اتصال بمجموعة مهنية، ويمكن لهذه الشبكة المهنية – بالإضافة إلى الخبرة المكتسبة من خلال التطوع – تعزيز فرصة المرشح في الحصول على وظيفة مدفوعة الأجر.

حيث كشف استطلاع الأثر لعام 2016 من شركة الاستشارات ديليوت Deloitte أن 85 بالمائة من أرباب العمل عبروا عن اهتمام قوي بالمرشحين ذوي الخبرة التطوعية. وفي دراسة مماثلة أجرتها مؤسسة الخدمة الوطنية والمجتمعية، وهي وكالة فيدرالية تدعم للعمل التطوعي، تم تتبع أكثر من 70 ألف عاطل عن العمل بين عامي 2002 و 2012؛ ورصدت نتائج الدراسة أن الأفراد الذين تطوعوا لديهم فرصة أفضل بنسبة 27٪ في العثور على وظيفة من أولئك الذين لم يخصصوا وقتًا للتطوع.

أربعة مزايا يضفيها التطوع في سوق العمل

العمل التطوعي يحافظ على المهارات: حيث يوفر العمل التطوعي للأفراد فرصة لتطوير مهاراتهم واكتساب مهارات إضافية قابلة للمشاركة مطلوبة لدى أرباب العمل. كما أنه يساعد في سد أي فجوات في سجل العمل قد تكون موجودة بسبب الانتقال بين الوظائف، أو الانتقال من الشركة إلى قطاع غير ربحي، أو العودة إلى القوى العاملة بعد انقطاع وظيفي. حيث قابلت العشرات ممن أضاف لهم خبرة تغطي فجوات البحث او الانقطاع عن العمل. أحد هؤلاء الأفراد متخصص في التقنية وعاطل عن العمل، وتطوع من خلال تقديم استشارات مجانية للإجابة عن الأسئلة المتعلقة بالكمبيوتر للأصدقاء والزملاء، مما أبقى على مهاراته ومعلوماته في مجال التقنية حديثة.

التطوع يعزز المواهب: العمل التطوعي هو وسيلة رائعة لاختبار وظيفة جديدة أو مجال وظيفي. حيث يمكن أن يكون التطوع القائم على المهارات مفيدًا بشكل خاص. على سبيل المثال، قد يفكر الفرد المهتم بالرعاية الصحية في التطوع في المستشفى المحلي لاكتساب الخبرة والأفكار المباشرة. وقد يكتسب أيضًا مؤهلات وشهادات يبحث عنها أرباب العمل، مثل شهادة الإنعاش القلبي الرئوي أو شهادة رعاية المسنين. كما تُظهر تجربة التطوع سمات أخرى في المتطوع مهمة لأرباب العمل، مثل: سمة المبادرة والقيادة.

العمل التطوعي يمنح شعور جيد: العمل التطوعي أمر رائع لكل من الجسم والعقل. حيث تشير مقالة حديثة في كلية الطب بجامعة هارفارد إلى أن هناك فوائد عقلية وجسدية للعمل التطوعي. حيث يمكن للعمل التطوعي أن يغير تصوراتنا الذاتية، ويساهم في بناء الثقة واحترام الذات، والتي يمكن أن تساعد حقًا في رحلة البحث عن وظيفة. كما يرتبط الشعور بالرضا عن الذات ارتباطًا مباشرًا بالتقدير والشعور بأن لدينا دورًا في العالم. فعلى سبيل المثال عندما وجدت هايدي، المتخصصة في الخدمات المالية، نفسها عاطلة عن العمل فجأة، بدأت في التركيز على مساعدة الآخرين وانشغلت عن استيائها وغضبها من فقدان الوظيفة. فتطوعت وبدأت منظمة جديدة غير ربحية نمت بسرعة إلى مجتمع عبر الإنترنت يضم 900 شخص يركز على تعزيز الاتصالات ومساعدة العاطلين عن العمل. وساعد العمل التطوعي هايدي على إعادة بناء ثقتها بنفسها وتركت دور الضحية المسكينة خلفها.

التطوع يكافح العزلة الاجتماعية. فغالبًا ما تعني البطالة أننا لا نغادر المنزل كثيرًا. والتطوع، سواء أكان رسميًا أم غير رسمي، هو إحدى الاستراتيجيات لمنع العزلة الاجتماعية ومعالجتها. فعلى سبيل المثال، اصطحبت ريمي كلبها، إلى دار رعاية المسنين كل أسبوع لزيارة السكان. واكتشفت أن الزيارات غيرت نظرتها للحياة بالكامل. وأدركت أنها يمكن أن تجلس في المنزل بمفردها وتتأمل أو تفعل ما تحب – أو أن تكون مع كلبها، وتساعد المحتاجين.

والآن بعد أن تحسنت ظروف الوباء، تعمل العديد من المنظمات، مثل المراكز المجتمعية، وخدمات التدريس، وبنوك الطعام، وبرامج التدريس، وورش العمل الفنية، وملاجئ الحيوانات على توسيع نطاق عملياتها وتحتاج إلى متطوعين. وتوفر برامج المتطوعين الرسمية خيارًا جاهزًا للتواصل مع الخدمة التطوعية ومحاربة كآبة العزلة.

كيف تجد فرص التطوع

يمكن للأفراد الذين يسعون إلى التطوع البحث عن فرص في منطقتهم، أو الجمعيات، أو الوصول إلى منظمتهم غير الربحية المفضلة لمعرفة ما إذا كانت هذه المنظمة لديها احتياجات تتوافق مع مهاراتهم واهتماماتهم. هناك خيار آخر وهو التحقق من أي من المصادر التالية عبر الإنترنت:

  • GREATNONPROFITS: قاعدة بيانات شاملة توفر معلومات الاتصال لآلاف المنظمات غير الربحية المحلية والوطنية والدولية
  • Volunteer Match: محرك بحث لمطابقة الأشخاص المتحمسين والملتزمين بقضية بفرص المتطوعين غير الربحية.
  • Catchafire: كتالوج عبر الإنترنت لمئات من المشاريع التطوعية لكل مهارة والتزام زمني وسبب.
  • AmeriCorps: أداة بحث للعثور على فرصة تطوع في منطقتك الجغرافية.
  • AARP: دليل عبر الإنترنت لأدوار المتطوعين يمكن البحث فيه حسب السبب أو البرنامج.

يؤتي التطوع ثماره  سواء كان في مأوى للمشردين، أو الخدمة في مجالس المجتمع، أو مساعدة الأطفال، أو مساعدة كبار السن، أو أي مسعى تطوعي آخر. نتيجة لذلك، أصبح المجتمع أكثر ثراءً. وبالنسبة للباحثين عن عمل، يمكن لهذه الفرصة حقًا أن تعزز سيرتهم الذاتية.

المصدر: https://www.psychologytoday.com

ترجمة: د. فاتن ضاوي المحنّا

تويتر: @F_D_Almutiri

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!