دراسة: كتابة الحروف باليد هي أفضل طريقة لتعلم القراءة

دراسة: كتابة الحروف باليد هي أفضل طريقة لتعلم القراءة

18 سبتمبر , 2021

ترجم بواسطة:

سماح الرفاعي

دقق بواسطة:

زينب محمد

بقلم: جيل روزين من جامعة جونز هوبكينز

بالرغم من أن الكتابة على الكمبيوتر قد أصبحت سائدة بفضل سهولتها وتسببت في قلة الكتابة باليد بنحو متزايد، إلا أن هناك دراسة جديدة أشارت بألا نتسرع بإلقاء أقلام الرصاص والأوراق معلنين التخلي عن الكتابة باليد، وذلك لأنه لمن المثير للدهشة أن الكتابة باليد تساعد الأشخاص على تعلم مهارات معينة بشكل أسرع وأفضل بكثير من تعلم نفس المهارات عن طريق الكتابة على الكمبيوتر أو مشاهدة مقاطع الفيديو.

وتقول الكاتبة المسؤولة عن هذه الدراسة بريندا راب، وهي أستاذة في علوم الإدراك بجامعة جونز هوبكينز: ” إن السؤال الموجه إلى الآباء والأمهات والتربويين هو: لماذا يجب على أطفالنا قضاء أي جزء من وقتهم في تعلم الكتابة باليد؟”، وتضيف، “من البديهي أن تصبح كاتباً بارعاً إذا تدربت على الكتابة، ولكن لقلة الكتابة باليد بين الناس فقد تتساءل: إذن، من يهتم بذلك؟ غير أن السؤال الحقيقي هنا هو: هل هناك فوائد أخرى للكتابة باليد لها علاقة بالقراءة والإملاء والفهم؟ نعم، وجدنا أن لها فوائد بالفعل”. وقد نُشرت هذه الدراسة في مجلة العلوم النفسية.

وفي إطار آخر، أجرى كلاً من راب والكاتب الرئيسي لهذه الدراسة روبرت وايلي، وهو طالب دكتوراه سابق بجامعة جونز هوبكينز ويعمل الآن كأستاذ بجامعة نورث كارولينا بمدينة جرينزبورو، تجربة تم فيها تعليم 42 شخصاً الحروف العربية، وجرى تقسيمهم إلى ثلاث مجموعات من المتعلمين: مجموعة الكتابة اليدوية، ومجموعة الكتابة على الكمبيوتر، ومجموعة مشاهدي مقاطع الفيديو.

تعلّم أفراد كل مجموعة من هذه المجموعات الحروف على حدا، وذلك عن طريق مشاهدة مقاطع فيديو لكيفية كتابة الحروف مع سماع أسمائها وأصواتها. وبعد تعرفهم على كل حرف، فإن أفراد المجموعات الثلاث سيحاولون تعلم ما شاهدوه وسمعوه بطرق مختلفة. فسيظهر لمجموعة الفيديو حرفاً على الشاشة وعليهم أن يجيبوا إن كان نفس الحرف الذي رأوه للتو. أما مجموعة الكتابة على الكمبيوتر فعليهم أن يجدوا الحرف المطلوب على لوحة المفاتيح. وأما مجموعة الكتابة اليدوية فعليهم أن يستخدموا قلماً وورقة لنسخ الحرف المطلوب. 

وفي النهاية وبعد إتمامهم ما لا يقل عن ست جلسات، استطاع الجميع استيعاب الحروف مع ارتكابهم قليلاً من الأخطاء أثناء الاختبار. ولكن مجموعة الكتابة اليدوية وصلت إلى مستوى الإتقان أسرع من المجموعتين الأخريتين، واستطاع القليل منهم النجاح في جلستين فقط.

ولاحقاً، أراد الباحثون أن يتحققوا إلى أي مدى – إن أمكن حدوث ذلك – يمكن للمجموعات تعميم هذا النوع الجديد من المعرفة. وبمعنى آخر، يستطيع الجميع استيعاب الحروف، ولكن هل يستطيعون الكتابة بها كمحترفين وتهجئة كلمات جديدة عليهم، وقراءة كلمات غير مألوفة بالنسبة لهم؟

واستخلاصاً لما سبق، وجدنا أن مجموعة الكتابة اليدوية كان لها الأفضلية الحاسمة في المهارات السابق ذكرها.

وقال وايلي: ” إن الدرس الأساسي الذي خلُصنا إليه هو أنه على الرغم من إجادتهم جميعاً للتعرف على الحروف إلا أن تدريب مجموعة الكتابة اليدوية كان الأفضل بكل المقاييس، إذ لم يحتاجوا إلا لوقت أقل ليصلوا إلى هذا المستوى”.

وهكذا، انتهى الأمر بالمجموعة اليدوية أن حصلت على معظم المهارات الضرورية لمستوى الخبرة للبالغين وذلك لمهارتي القراءة والإملاء. ويعلل وايلي وراب ذلك بسبب أن الكتابة باليد تعزز الدروس البصرية والسمعية. وهذه الميزة لا تتعلق بفن الخط بل تتعلق ببساطة شديدة بالفعل المتمثل في الكتابة باليد إذ يُكسب خبرة ذات إدراك حسي – حركي والتي توحد ما يتم تعلمه عن الحروف (أشكالها، وأصواتها، وتخطيطها الحركي) والتي بدورها تُنشئ معرفة أكثر ثراءً واكتمالاً، وتعلم حقيقي، بحسب ما يقول فريق عمل الدراسة.

ويقول وايلي: “عن طريق الكتابة، يمكنك استحضار صورة ذهنية أقوى تمكنك من أن تتقدم وتتخطى الأنواع الأخرى من الأنشطة التي لا تتضمن بأي شكل من الأشكال الكتابة باليد”.

ومع أن المشاركين في هذه الدراسة كانوا من فئة البالغين، فإن وايلي وراب يتوقعون أن يروا نفس النتائج على الأطفال. وتؤثر نتائج هذه الدراسة على الفصول الدراسية حيث تراجع استخدام أقلام الرصاص والدفاتر في السنوات الأخيرة مع زيادة استخدام الأجهزة اللوحية والحواسيب المحمولة، واندثر تعليم كتابة الحروف المتصلة.

كما تشير النتائج إلى أنه ينبغي على البالغين الذين يحاولون تعلم لغة بحروف مختلفة أن يدعموا ما يتعلموه بتطبيقات الهاتف المحمول أو أشرطة التسجيل الصوتي مع أوراق عمل جيدة من الطراز القديم.

فوايلي -على سبيل المثال – يحرص على أن يحصل الأطفال الموجودون في محيطه الأسري على لوازم الكتابة بشكل وافٍ إذ يقول: “لدي ثلاث بنات أخت وابن أخ واحد حالياً، ويسألني أشقائي عما إذا كان يجب عليهم أن يوفروا لأبنائهم ألواناً شمعية وأقلام؟ فأقول لهم نعم، دعوهم يلعبوا بالحروف ومن ثم يبدؤوا بكتابتها وأن يستمروا على ذلك. وقد اشتريت لهم جميعاً طلاء الأصابع لعيد رأس السنة وقلت لهم هيا بنا لنكتب الحروف”.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: سماح عيد

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!