هام / التعليم عن بُعد يضاعف من صعوبة استخدام أسلوب المرح في الصف

هام / التعليم عن بُعد يضاعف من صعوبة استخدام أسلوب المرح في الصف

25 يوليو , 2021

ترجم بواسطة:

مروة

دقق بواسطة:

Norah Suhluli

تأليف: سكوت هندرسون Scott Henderson

تُركز معظم المناقشات التي تتحدث عن التعليم عن بعد على تأثيراته السلبية في عملية التعلم وقد تطرقت هذه المناقشات إلى موضوع غير ملاحظ لكنه في غاية الأهمية وهو كيف ممكن أن يؤثر التعليم عن بعد على استخدام المعلم لأسلوب المرح مع طلابه. قد ذكر الباحثون العديد من التفسيرات لأسباب استخدام الأشخاص للمرح لكن بصفتي شخص ساعد في إعداد وتقديم التطوير المهني لمعلمين المستقبل والمخضرمين لأكثر من 30 عامًا فإن غالباً ما يتم سؤالي عما إذا كان المرح طريقة فعالة في التدريس فإن الإجابة نعم وهذه الإجابة مبنية على عقود من البحث لم تترك مجالا للشك في ذلك ومن ايجابيات التعليم المرح انه قد يساعد في تهيئة بيئة إيجابية للتعلم ويزيد من فعالية التعلم وكما أنه يعزز من حماس الطلاب نحو التعلم.

مسألة مهمة

لم يقضي الوباء على إيجابيات المرح في الحصص الدراسية ولكن بالمقابل فإن الأساتذة أثناء المقابلات لإعداد هذا المقال أخبروني أن الفصول الدراسية الافتراضية ضاعفت من صعوبة استخدام أسلوب المرح مقارنة باستخدامه داخل الفصول الدراسية التقليدية على سبيل المثال فإن أنيت تريرويلر، وهي أستاذة مساعدة في علم البيئة قد أخبرتني أنها لم تستخدم أسلوب المرح كثيراً في خريف 2020 والسبب  أن محاضراتها عن بعد كانت تفتقد للتفاعل هي بمثابة “الأداء أمام جمهور ميت” وفعلا لقد لاحظت نفس الأمر في محاضراتي عن بعد حيث إن التعليقات والقصص التي عادة تضحك الطلاب عندما كنا نحضر سوياً لم يعد لها تأثير عندما أصبح الصف الدراسي عن بعد ولكن لم يكن هذا التحدي جديداً حيث نشر أساتذة علم النفس فرانك لوشافيو ومارك شاتز في عام 2006 بعض من البحوث الأولى التي تتحدث عن استخدام أسلوب المرح في المحاضرات عن بعد ولم يغير أي منهما رأيه بشأن الاختلاف الأساسي بين التدريس حضوريا وجهاً لوجه وعن بعد وكما أخبرني لوشافيو أن ” استخدام أسلوب المرح بشكل عام يكون أسهل في الفصول الدراسية التقليدية” وهذا يقودنا إلى الأسباب الخمسة التي ضاعفت من صعوبة استخدام أسلوب المرح في التعليم عن بعد:

 
 

1- تفويت الدلالات السياقية

أسلوب المرح هو بالأصل أسلوب اجتماعي بمعنى أنه يحدث عندما يتفاعل الأشخاص مع بعضهم البعض ولهذا السبب يعتمد أسلوب المرح الناجح على قدرة الأشخاص على ملاحظة الدلالات السياقية التي تشمل الإيماءات وتعابير الوجه ولغة الجسد كما تتضمن أمور أخرى كارتفاع وسرعة ونبرة الصوت للشخص وقد يضاعف التعليم عن بعد من صعوبة ملاحظة أو استيعاب هذه الدلالات وهذا ما يشكو منه أستاذ الدين ستيفين هيرن ، الذي قام بتدريس المحاضرات عن بعد  لمدة عقدين من الزمن ، أن لغة الجسد والطرق الأخرى التي تساعد في إيصال المرح غالبا ما تمر دون أن يلاحظها أحد أو قد لا تظهر على الشاشات ولهذا فإن وجهة نظر هيرن هي أن” فرصة الطلاب للاستمتاع بالمرح تزداد” في الفصول الدراسية التقليدية .

2 المشاكل التقنية

فإن رداءة جودة الاتصالات الصوتية والمرئية ممكن أن تؤثر على صورة وصوت المعلم واستجابة الطلاب وكما يقول مارك شاتز، وهو أستاذ علم النفس ومؤلف كتاب أسرار كتابة الكوميديا، أن “المنصة الافتراضية تلغي أو تقلل ردود الأفعال التي تساعد في اختيار وتقديم أسلوب المرح المناسب”. ومما يزيد الطين بلة أن الهواتف المحمولة – بشاشاتها ومكبراتها الصغيرة – قد تكون الخيار المفضل أو الوحيد للاتصال بالإنترنت لبعض الطلاب لكن مشكلتها تكمن في أن الكلام والإيماءات غير واضحة مما يصعب استيعابهم على الأجهزة الخلوية.

3- صعوبة انتقال عدوى الضحك

إن المرح أمر اجتماعي لذا غالباً ما نعتمد على ردة فعل الآخرين للتأكد إذا كان الأمر مضحكاً أم لا وهذا الأمر غير ممكن في حال كان عدد الطلاب الذين لديهم الرغبة في إظهار أنفسهم أثناء التعليم عن بعد قليلاً بالإضافة إلى أن سماع شخص آخر يضحك يجعلنا نبتسم أو نضحك ولهذا السبب تستخدم المسلسلات التلفزيونية الكوميدية الضحك المسجل للتأثير على المشاهدين واضحكاهم وبالتالي فإنهم يحصلون على الاستجابات المرغوبة أما في التعليم عن بعد فإننا غالبا ما نفتقر لهذه الطرق التي تساعدنا في الحصول على هذه الاستجابات المرغوبة وخصوصا في حالة إغلاق الطلاب للكاميرا وكما أخبرني أندرو بارنهيل ، الأستاذ المساعد في الخدمة العامة ، في خريف هذا العام إنه لاحظ أن “الطلاب غير قادرين على الاستفادة والتفاعل بنفس الطريقة التي يتفاعلون بها مع بعضهم البعض حضورياً “. بالإضافة إلى التأخيرات الصوتية – وهي ظاهرة شبه عالمية في التعليم عن بعد يمكن أن تسبب تداخل بين أصوات المعلمين والطلاب عند تحدثهم ويقول بارنهيل: “إن التأخير البسيط في الصوت أثناء التواصل غير المباشر من خلال موقع زووم يحدث فرقاً مقارنة بالتواصل المباشر مع الطلاب “.

4وجود الكاميرا يغيب الضحك

كما قدمت الأبحاث التي تتعلق بأسلوب المرح شيئا آخر مهم هوان في إحدى الدراسات تم تسجيل فيديو للمشاركين بشكل علني أو سري أثناء مشاهدتهم لمقتطفات معروفة من العروض التلفزيونية الكوميدية والنتيجة هي عندما كانوا على علم بوجود الكاميرا فإنهم لا يضحكون كثيرا لذا يمكننا القول باختصار إن وجود الكاميرا كان له تأثيراً كبير في فقدان متعة الاستمتاع. لذا فإن بعض الطلاب صعبي المراس الذين لديهم وعي للكاميرا ووعي ذاتي بتأثيرها على شعورهم فإنهم يقومون بإغلاق تعليقاتهم الصوتية والمرئية وهذا يظهرهم لدى المعلم أنهم طلاب غير متفاعلين.

5- كثرة المشتتات

أن جود المشتتات التي تحيط الطالب كالأشخاص الذين يتجولون خلفه والأطفال الذين يبكون أمامه هي سبب أساسي وليس استثنائي في فشل استخدام أسلوب المرح في الفصول الدراسية عن بعد. وكما تقول فيونوالا داربي هودجنز، وهي أستاذة اللغة الإنجليزية في كلية المجتمع، إن ” المشتتات تحدث تقريباً في كل اجتماع عن بعد” وبالنسبة لها وللعديد من الأشخاص الآخرين فإن المشتتات الأكثر شيوعاً هما الأطفال والحيوانات الأليفة. وقد لاحظ الكوميدي دبليو سي فيلدز أيضا نفس الأمر موجهاً نصيحة للأشخاص أثناء العرض الترفيهي بعدم العمل مع الحيوانات أو الأطفال لأنهم يشتتون الانتباه.

من سيظفر بالنجاح؟

بالأوقات الصعبة وأمام أشخاص صعبة المراس مازال الوقت مبكرا للتخلي عن المرح في التعليم عن بعد كما أن التحدي للمعلمين والمعلمات لا يكمن في التأقلم مع التقنيات الجديدة فحسب لكن أيضا في فهم كيف تجعل الأمر ممتعاً في المقام الأول كما لا يمكننا حصر المرح في نموذج واحد يناسب الجميع فأسلوب المرح هوفن أكثر من كونه علم لذا يجب استخدامه ليتناسب مع الظروف والشخصيات المتغيرة وهذا هو الأساس للاستمرار وإلا سوف يضحك علينا كمعلمين لو لم نأخذ هذا الأمر بعين الاعتبار.

المصدر: https://phys.org

ترجمة: مروه

مراجعة: نوره صهلولي


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!