القردة ترى العالم المرئي تماماً مثل البشر

القردة ترى العالم المرئي تماماً مثل البشر

7 يوليو , 2021

ترجم بواسطة:

أسماء حمادة

دقق بواسطة:

وليد حافظ

اكتشاف الباحثين في جامعة ييل لأنماط الإدراك والوعي البصري لدى قردة المكاك ومدى تشابهها مع تلك التي لدى البشر.

عندما نتأمل نحن البشر مشهداََ بصرياََ مثل غروب الشمس أو إطلالة جميلة، فنحن نمر بظاهرة ما -إننا واعين بما يبدو عليه المشهد. هذا الوعي بالعالم المرئي من حولنا هو أساس وجودنا اليومي، ولكن هل البشر هم فقط الفصيلة الوحيدة التي تدرك العالم من حولها؟ أم أن هناك حيوانات تدرك العالم مثلما ندركه نحن؟

لقد طرح العلماء والفلاسفة هذا السؤال منذ آلاف السنين، ومع ذلك تبين أن التوصل إلى إجابات – أو حتى طرق مناسبة لطرح السؤال – أمر بعيد المنال. ولكن هناك فريق من الباحثين في جامعة ييل توصل حديثاََ إلى طريقة مبتكرة لمحاولة حل هذه المعضلة.

في التاسع والعشرين من شهر مارس وفي جريدة الأكاديمية القومية للعلوم، قيل إن نوعاََ واحداََ من غير البشر -وهو المكاك الريسوس- لديه أيضاََ إدراك واعٍ للعالم من حوله.

وقال موشي شاي بن حايم، زميل ما بعد الدكتوراه في جامعة ييل والمؤلف الأول للجريدة، “يتساءل الناس منذ وقت طويل ما إذا كانت الحيوانات تشعر بالعالم بالطريقة التي نشعر بها، ولكن كان من الصعب التوصل إلى طريقة جيدة لاختبار هذا السؤال تجريبياً”.

وقالت لوري سانتوس، أستاذة علم النفس في جامعة ييل التي شاركت في إعداد الدراسة مع زميلها ستيف تشانغ، وهو أستاذ مساعد في علم النفس وعلم الأعصاب، أن العلماء يعرفون منذ وقت طويل أن الناس من الممكن أن تتأثر بالإشارات الخفية اللاواعية- المؤثرات البصرية التي تظهر فقط خارج حدنا الأدنى من الإدراك الواعي.

وأضافت: “نميل الى إظهار أنماط مختلفة من التعلم عند تقديمها مع المؤثرات اللاشعورية مقارنة بما نقوم به عن وعي، أو مؤثرات غير طبيعية” .

وإذا أظهرت القرود نفس نمط “الانفصال المزدوج” الذي يظهره الإنسان، فهذا يعني أن القرود ربما تشعر بالإشارات المقدمة بشكل غير طبيعي بنفس الطريقة التي يشعر بها الإنسان- كتجربة بصرية واعية.

فكر بن حايم، وسانتوس، وفريقهم في طريقة جديدة لاستكشاف ما إذا كانت قردة المكاك تظهر أيضًا اختلافاً في التعلم عندما تجري تجربة المؤثرات عن وعي وعن غير وعي.

وفي سلسة من التجارب، كان لديهم قرود وبشر تخمن ما إذا كانت صورة الهدف ستظهر على الجانب الأيسر أو الأيمن من الشاشة. وقبل أن يظهر الهدف، تلقى المشاركون إشارة بصرية -نجمة صغيرة- على الجانب المعاكس للجانب الذي سيظهر فيه الهدف لاحقا. تفاوت الباحثون فيما إذا كانت الإشارة قد ظهرت بشكل طبيعي أو بشكل غير طبيعي. وعندما عُرضت الإشارة لبضع ثوان ، نجح المشاركون البشريون في معرفة أن الهدف سيظهر في الموقع المعاكس من الإشارة. وعندما عُرضت الإشارة بشكل طبيعي -وبالسرعة الكافية لتفلت من إدراك الناس الواعي- أظهر المشاركون نمطاً مختلفاً من الأداء؛ وظلوا يختارون الجانب الذي كانت الإشارة فيه بشكل طبيعي، وفشلوا في معرفة القاعدة التي تنص على أن الجانب المقابل كان متوقعاً.

ومن المثير للدهشة، اكتشف الباحثون أن القردة أظهرت نفس أنماط الاستجابة تماماََ التي أبداها البشر: قرود المكاك مثل البشر استطاعت النظر بنجاح إلى الموقع المستهدف عندما تم تقديم الإشارات عن وعي، لكنها أظهرت النمط العكسي للإشارات السطحية. هذه النتيجة المدهشة تشير إلى أن القرود لديها مستويين من المعالجة تماماََ مثل البشر، واحد منها يجب أن يكون واعياً.

قال بن حايم: “وتبين هذه النتائج أن حيواناََ واحداََ على الأقل غير بشري يظهر إدراكاََ غير واع فضلاََ عن الوعي البصري الواعي الشبيه بالإنسان. ونحن لدينا الآن طريقة لا شعورية جديدة لتقييم ما إذا كانت مخلوقات أخرى غير بشرية تشعر بالوعي البصري بنفس الطريقة التي يمر بها البشر”.

المصدر: https://phys.org

ترجمة: أسماء حماده

تويتر: @Asmaa04854196

تدقيق لغوي: وليد حافظ

تويتر: @Waleedhafez1981


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!