طريقة تصوير رباعية الأبعاد  لقلب الجنين داخل الرَّحم تهدف إلى تشخيص مرض القلب الخلقي

طريقة تصوير رباعية الأبعاد لقلب الجنين داخل الرَّحم تهدف إلى تشخيص مرض القلب الخلقي

4 مايو , 2021

ترجم بواسطة:

في الشعلان

دقق بواسطة:

أنفال السويد

طور باحثون في كلية  كينجز لندن (king’s College London) طريقة للمساعدة على كشف مرض القلب الخُلُقي للجنين في بطن أمه باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي. كما أن الطرق الموجودة تتأثر بحركة الجنين ولكن الطريقة الجديدة تصحح هذه الحركة لتقديم مؤثرات بصرية رباعية الأبعاد للقلب والتي تصور الأوعية الدموية الرئيسية ودورة تدفق الدم. مع مزيد من التطوير، يمكن أن تصبح هذه الطريقة أداة جديدة للمساعدة على تشخيص حالات من أمراض القلب الخلقية ، التي قد فشلت فيها الطرق التقليدية مثل الأشعة فوق الصوتية.

نُشرت اليوم للمرة الأولى ورقة بحثية في مجلة اتصالات الطبيعة(Nature Communications)، أن الباحثون تمكنوا من النظر إلى قلب الجنين بأربعة أبعاد، ولا تزال الصور ثلاثية الأبعاد ولكنها تتغير بمرور الوقت مع دقات القلب. بدلاً من مجرد  التقاط صورة للقلب تم التقاط سلسة متتابعة من الصور تسمح لأطباء القلب برؤية انقباضات ونبضات القلب.

في حين أن هذا هو المعيار للتصوير بالنسبة للبالغين، إلا أنه حتى الآن غير ممكن لقلب الجنين بسبب حركته التلقائية ولسرعة نبض قلبه وهو ضعف سرعة نبض الشخص البالغ. قال الباحث الدكتور توم روبرتس (Tom Roberts) من كلية كينجز لندن(king’s College London)، إن الأحجام رباعية الأبعاد يتم الحصول عليها عن طريق تجميعها معاً باستخدام النماذج والتقنيات الرياضية لتصحيح الحركة.

يقول الباحث: ” النتائج في الورقة البحثية مدهشة، لأنه لم يتمكن أحد من رؤية قلب الجنين باستخدام أشعة الرنين المغناطيسي في أربعة أبعاد مثلها، سيتمكن الأطباء من التفاعل وتتبع اتجاه تدفق الدم في الحال عندما نقدم أفلام نبضات القلب لهم”.

” إن طريقتنا مفيدة للغاية لأن الأطباء يمكنهم البدء في قياس كمية الدم التي يتم ضخها مع كل نبضة، لأن القلب عبارة عن مضخة ، والتي يمكن استخدامها لمعرفة مدى فعالية أداء القلب. نستطيع قياس كمية الدم التي تمر خلال الشريان الأورطي والأوعية الدموية الرئيسية في وقت واحد، كما يمكننا الحصول على أنواع جديدة من القياسات التي لم نكن قادرين  على عملها من قبل في التصوير بالرنين المغناطيسي للجنين”.

يركز بشكل أساسي تشخيص أمراض القلب الخلقية على ما إذا كان قد تشكّل بطريقة غير صحيحة، ولكن يأمل الباحثون مع هذه التكنولوجيا الجديدة على قياس مدى جودة أداء القلب أيضًا.

لأمراض القلب الخلقية  مجموعة واسعة مختلفة من الأمراض، هذا يعني أنه أحياناً وجود أمراض قلبية مباشرة بشكل نسبي ولكن هناك أيضًا أمراض أكثر تعقيداً والتي قد يكون من الصعب جداً تشخيصها باستخدام الموجات فوق الصوتية والتي تعد الأداة الرئيسية المستخدمة حالياً.

يكمن التحدي في أنه بينما يمكن قياس تدفق دم الجنين باستخدام الموجات فوق الصوتية، إلا أن القياسات غالباً ما تكون غير موثوقة. من السهل إجراء قياسات التصوير بالرنين المغناطيسي لقلوب البالغين  لمعرفة ما إذا كان القلب ينبض بكفاءة أم لا، أو ما إذا كان هناك تدفق غير طبيعي للدم في أحد الأوعية.

قال الدكتور روبرتس (DR. Roberts) : ” عندما نقوم بفحص الجنين فإنه يتحرك ويتلوى كيفما يريد مما يمنعك من قياس تدفق الدم في الأوعية الدموية الدقيقة، كما قمنا في عملنا بتطوير طرق لتصحيح هذه الحركة وإنشاء تلك الأفلام الثلاثية الأبعاد حيث يمكننا قياس تدفق الدم في أي منطقة أو وعاء دموي من قلب الجنين”.

قال الدكتور توم روبروتس(DR. Tom Roberts):” إن الفريق يأمل أن يؤدي البحث إلى تحسين رعاية الأطفال المولودين بأمراض القلب الخلقية “. وأن الأمر الهام في التصوير بالرنين المغناطيسي هو أنه يمكنه تقديم صور مفصلة وعالية الدقة لقلب الجنين، يمكننا استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي لرؤية الأوعية الدموية الدقيقة  لقلب الجنين  والتي قد لايزيد عرضها عن 5 ملم”.

ويقول:” إذا تم اكتشاف أمراض القلب الخلقية قبل الولادة فيمكن للأطباء تجهيز الرعاية المناسبة فور الولادة والتي يمكن أن تكون منقذة للحياة أحياناً، كما أنه يمنح الوالدين وقتاً مبكراً للتجهيز وإلا سيكون الأمر مجهداً للغاية عند اكتشاف أمراض القلب الخلقية عند الولادة، نحاول تطوير تصوير قلب الجنين بالرنين المغناطيسي كطريقة ممكنة لتحسين نتائج أمراض القلب الخلقية، إما بواسطة القدرة على تقديم تشخيص أفضل أو القدرة على رصد  أمراض القلب الخلقية في وقت أبكر خلال فترة الحمل”.

قال المؤلف الثاني وكبير المحاضر الإكلينيكي في طب القلب للأطفال كوبران بوشباراجا (Kuberan Pushparajah): ” إن الفِرق الإكلينيكية متحمسة للغاية للفرص التي  ستوفرها هذا الإبتكار العالمي في التصوير الرباعي الأبعاد للجنين عند تطبيقه داخل العيادة. تمثل التحديات الفنية التي تم التغلب عليها من قبل الفريق في هذا العمل قفزة تقدمية هائلة  في مجال تصوير قلب الجنين بالرنين المغناطيسي. سنكون قادرين الآن على دراسة تراكيب القلب بينما ينبض وتتبع تدفق الدم خلاله في نفس الوقت باستخدام الرنين المغناطيسي لأول مرة”.

“هذا المفتاح في تقييم مرض القلب الخلقي حيث تكون تراكيب القلب وارتباطاته غير طبيعية ويمكن أن تكون معقدة للغاية. هذا سيساعدنا بشكل أفضل في فهم وتشخيص مرض القلب الخلقي لتحسين رعاية المريض”.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: في عبدالرحمن

مراجعة : أنفال السويّد

تويتر: @Anfal_sw


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!