كيف ساعد الاستخدام الإبداعي للتكنولوجيا في إنقاذ التعليم أثناء جائحة كورونا

كيف ساعد الاستخدام الإبداعي للتكنولوجيا في إنقاذ التعليم أثناء جائحة كورونا

22 مارس , 2021

ترجم بواسطة:

غلا الرشيد

دقق بواسطة:

سمية فالح

الكاتب : Neil Selwyn

تُشير التقديرات إلى أن حوالي نصف مدارس طلاب العالم لا تزال مغلقة ولعل هذا كان اضطرابًا محتملًا مدمرًا لتعليم الجيل ولكن إحدى إيجابيات هذه التجربة، هي فرصة إعادة التفكير بالتقنيات الرقمية ومدى فعاليتها بالتدريس والتعلم بالمدارس.

توفر تجاربنا الجماعية في التعليم عن بعد فرصة للمدارس للتفكير بشكل أكثر إبداعًا في الشكل الذي قد يبدو عليه التعليم الرقمي في المستقبل.

وهذا لا يعني الموافقة على زعم الكثير من مصلحي التعليم والجهات المسؤولة عن صناعة التكنولوجيا بأن كوفيد-١٩ سيكون نقطة فارقة للمدارس لتحويلها بشكل كامل إلى التعليم الرقمي. 

وعلى النقيض من ذلك، فإن الستة أشهر الماضية للتعليم عن بعد التي نفذت بشكل طارىء وعلى عجل تخبرنا القليل عن كيف يمكن لأنظمة المدارس أن تتحول إلى افتراضية كليًا أو جزئياً (جزء عبر الإنترنت وجزء حضوري) ولذلك أي توقعات للتربح من التحول الرقمي الكامل تعتبر بعيدة المنال. 

عوضًا عن ذلك إن أكثر الدروس التكنولوجية المرتبطة بالجائحة تتضمن الممارسات الرقمية الرسمية أو غير الرسمية وحتى الارتجالية التي ساعدت المعلمين والطلاب والأهالي لنجاح التعليم بالمنزل. 

التكنولوجيا في وقت الجائحة  

أدى اغلاق المدارس عالميًا إلى اجتماع المعلمين والطلاب والأسر لتحقيق أشياء رائعة بتقنيات بسيطة نسبيًا. مما أدّى إلى ارتفاع مفاجىء لتطبيق( TikTok ) كمنصة للتعليم غير الرسمي. سابقًا كان مستخدمي التطبيق من الشباب ولكن أدى التحول إلى التعليم عن بعد إلى توجه المعلمين من جميع الأعمار إلى منصة إعداد الفيديو لمشاركة مقاطع تعليمية قصيرة (تصل لدقيقة واحدة) أو إعطاء ملاحظات مهمة أو وضع تحديات للتعلم أو بكل بساطة إظهار تأقلم الطلاب وأولياء الامور.

يستخدم تطبيق( TikTok ) كمكان يجمع منظمات التعليم والشخصيات العامة وأشهر العلماء لإنشاء محتوى تعليمي مخصص وأيضًا السماح للمعلمين بنشر محتوى تعليمي لجمهور أوسع. 

حتى أن مدراء المدارس استخدموها للبقاء على اتصال مع مدارسهم بإنشاء مقاطع فيديو مدتها 60 ثانية لإرسال خطب تحفيزية وخطابات مجلس المدرسة. 

شُغلت الفصول الدراسية في بعض الدول عن طريق برنامج WhatsApp وذلك بسبب أنها منصة يستخدمها الكثير من الطلاب والأهالي واعتادوا على استخدامها في حياتهم اليومية. 

استخدم المعلمون في أماكن أخرى فصولًا افتراضية تتميز بخلفيات ملونة ورسومات كرتونية لأنفسهم وهي ما تُعرف باسم BitMoji وتعمل هذه الفصول كمكان ودي وتحاكي الفصول الدراسية مما يعطيهم إحساس مؤقت بالعودة إلى المدرسة ويسهل لهم معرفة ما يجب عليهم تعلمه والحصول على المصادر. 

ابتكر بعض المعلمين طرقًا إبداعية للتدريس باستخدام Zoom وتمتد إلى ما هو أكثر من مجرد محاضرات متدفقة فتشمل العروض التقديمية والتجارب وورش عمل مباشرة للموسيقى والفخار. 

أثبتت وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات والألعاب أنها أماكن مناسبة للمعلمين لمشاركة الأفكار حول ممارساتهم الصفية، بينما يمكن للطلاب أن يعرضوا ما كانوا يعملون عليه للمعلمين وزملائهم في الفصل بشكل سريع. 

لعبت هذه الاستخدامات غير الرسمية للوسائط الرقمية دورًا مهمًا في تعزيز التواصل بين الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور بالإضافة إلى دوافع للتواصل والتعلم. 

وماذا بعد؟ 

كُل هذا سيكون مفاجئا لمؤيدين الأشكال الشعبية للوسائط الرقمية في التعليم على المدى الطويل. وهناك قاعدة أدلة سليمة للفوائد التعليمية لهذه التكنولوجيا.

على سبيل المثال طورت دراسات استمرت عقدًا من الزمن إطارًا قويًا لكيفية استفادة الطلاب والمعلمين من الوسائط الرقمية الشخصية داخل وخارج الفصل الدراسي وذلك يتضمن السماح للطلاب بالمشاركة في مجتمعات كتابة أدب المعجبين عبر الإنترنت والصحافة الرقمية وإنتاج الموسيقى والبودكاست. 

شهدت السنوات العشر الماضية أيضًا ارتفاعًا في الرياضيات الإلكترونية حيث تتنافس فرق الشباب في ألعاب الفيديو. 

يؤكد هذا التفاعل بين الوسائط الرقمية والتعلم الذي تحركه اهتمامات الطلاب وشغفهم ومجتمعات الأقران عبر الإنترنت. ومن الممكن أن تكون الوسائط الرقمية غير الرسمية نعمة للشباب المهمشين والمحرومين وأيضًا تسمح للطلاب بالعثور على مجتمعات داعمة من أقرانهم المتشابهين في التفكير بغض النظر عن ظروفهم المحلية.

ظلت أستراليا واحدة من الدول القليلة في العالم التي تحظر فيها بعض الحكومات استخدام الهواتف الذكية في الفصول الدراسية. وتظل بعض منصات الوسائط الاجتماعية الأكثر شيوعًا وتطبيقات إنشاء المحتوى والمواقع المفتوحة مثل YouTube لا تزال محظورة ومفلترة في العديد من المدارس أيضًا.

وفي ذات الوقت تنتقد الأشكال الرسمية للتكنولوجيا المدرسية بشكل متزايد بسبب كونها مملة ومفرطة في المعايير وتخدم متطلبات المؤسسات إلى حد كبير بدلًا من توجيهها نحو مصلحة الطلاب والمعلمين. 

تتزايد المخاوف بخصوص الفوائد التعليمية المحدودة لأنظمة التعلم الشخصية بالإضافة إلى البيانات والخصوصية المتعلقة بالمنصات والأنظمة المدرسية مثل Google Classroom. 

شهدت الأشهر الستة الماضية إضطرار العديد من المدارس إلى الاستفادة القصوى من التقنيات المتوفرة في متناولهم. وأصبح لدى المعلمون المتحفظون سابقًا خبرة مباشرة في استخدام تقنيات غير مألوفة. وأيضًا العديد من الآباء الآن على علم بالإمكانات التعليمية لوسائل الإعلام الاجتماعية والألعاب. والأهم من ذلك أُعطي الطلاب فكرة لما يمكنهم تحقيقه باستخدام التقنية الخاصة بهم. 

استكشفت المدارس الأمريكية الآن فوائد إنشاء أندية رسمية في تطبيق(TikTok ) لتعزيز مهاراتهم في صناعة الفيديو ولعله قد حان الوقت للمعلمين الأستراليين ليحذوا حذوهم. دعونا ننتهز الفرصة لإعادة إنشاء المدارس كأماكن حيث يمكن للمعلمين والطلاب والعائلات العمل معًا للتعلم بشكل إبداعي باستخدام الأجهزة والتطبيقات الأكثر شهرة بحياتهم اليومية.

المصدر: https://phys.org

ترجمة: غلا الرشيد

تويتر: @Tr_Ghala

مراجعة وتدقيق: سمية فالح


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!