قد يشكل الفيروس والبكتيريا اتحاداً لتدمير أدمغة الأطفال

قد يشكل الفيروس والبكتيريا اتحاداً لتدمير أدمغة الأطفال

30 يناير , 2021

ترجم بواسطة:

سجى الراشد

دقق بواسطة:

زينب محمد

حلل الباحثون الدم والسائل النخاعي لمائة رضيع مصابين بمرض استسقاء الرأس( تورم الدماغ ) في أوغندا.

بحسب دراسة جديدة، اُكتشف أنه قد تتحد البكتيريا مع فيروس شائع لتسبب حالة خطرة في أدمغة الرضع في أوغندا. ووفقاً للمعهد الوطني للاضطرابات العصبية والسكتة الدماغية، يسمى هذا الاضطراب الدماغي باستسقاء الرأس وهو يتميز بتراكم غير طبيعي للسوائل في تجاويف الدماغ والتي تعتبر من أكثر الأسباب الشائعة للعمليات الجراحية بالدماغ عند الأطفال. وتذكر دراسة نُشرت في الثلاثين من سبتمبر الجاري في مجلة علوم الطب الانتقالي، أنه في كل عام هناك حالات جديدة حوالي 400.000 ألف طفل مصاب بمرض استسقاء الرأس عالمياً. وتظل تلك الحالة عبئًا كبيرًا في البلدان المنخفضة ومتوسطة الدخل.

ووفقاً للدراسة  أنه حوالي نصف تلك الحالات من استسقاء الرأس تحدث نتيجة عدوى شائعة تعرف ب “استسقاء الرأس المعدى”، ولكن يذكر المؤلفون  أنه حتى الآن لم يعرف العلماء نوعية تلك الميكروبات التي أصابت الرضع وتحديد مسببات المرض هو الحل للوقاية منه.

يعد مستشفى الشفاء (كيور) الصغير في أوغندا رائداً في معالجة الآلاف الأطفال من حالات استسقاء الرأس منذ ما يقارب عشرين سنة. كما ذكرت د.إديث مبابازي-كبابشلور، أحد المؤلفين الرئيسين للبحث، في بيان لها عن مستشفى الشفاء للأطفال في أوغندا: “يعتبر مرض استسقاء الرأس الأكثر شيوعاً لحالات جراحة الأعصاب للأطفال بين السكان الذين نخدمهم”. وتضيف أيضاً: ” إذا لم يُعالج هذا المرض في عمر أقل من سنتين، فإن استسقاء الرأس سوف يسبب تورم بالدماغ و من ثم تدميره. وغالبية هؤلاء الأطفال يموتون والبقية يعيشون بإعاقة جسدية أو دماغية”.

وبادر مجموعة من الباحثين العالميين لفهم مسببات هذه الحالة في الدماغ.

قال ستيفن شيف، واحد من كبار المؤلفين وأستاذ في علوم الهندسة والميكانيكا وأستاذ قسم جراحة الأعصاب والفيزياء في ولاية بنسلفانيا، في بيان له:” قبل ثلاثة عشر سنة خلال زيارتي لأوغندا ورؤية معاناة الأطفال المصابين باستسقاء الرأس بسبب العدوى وسألت الأطباء” ما العوائق التي تحول بينكم وبين حل هذه المشكلة؟” والجواب كان: “ماذا لو تكتشف سبب مرض هؤلاء الأطفال؟”.

حلل شيف وفريقه الدم والسائل النخاعي لمائة رضيع عمرهم أقل من 3 شهور و عولجوا في مستشفى الشفاء للأطفال من مرض استسقاءالرأس. والنتيجة هي 64 رضيع ظهرت عليهم الحالة بعد إصابتهم بعدوى( عرف الأطباء أنهم أصيبوا بالعدوى بسبب إصابتهم بالتعب الشديد أو النوبات أو ما تظهره صورة الدماغ من إشارات عدوى سابقة)، و 36 منهم لم يُصابوا بعدوى سابقة. (تُظهر صور الدماغ والتحاليل الأخرى مشكلة أخرى تسبب الحالة، مثل الأورام أو الخراجات ).

لقد أرسلوا تلك النماذج إلى مختبرين مختلفين للحمض النووي والتسلسل، للبحث عن قابلية تأثر المادة الوراثية بالبكتيريا والفيروسات والفطريات والطفيليات. ووجدوا أن العديد من نماذج المرضى أصيبوا نتيجة عدوى  تحتوي على ” بكتيريا غريبة” كما ذكر شيف. واتضح أن هذه البكتيريا من سلالة غير معروفة مسبقاً من قبل من Paenibacillus thiaminolyticus ، والتي تسمى الآن “Mbale” على اسم المدينة الأوغندية حيث تقع مستشفى الشفاء.  

ووجدوا أيضًا أن بعض الأطفال الذين أصيبوا باستسقاء الرأس أصيبوا أيضًا بفيروس شائع يسمى ” الفيروس المضخم للخلايا (CMV). وعُثر على هذا الفيروس في 18 من أصل 64 عينة دم من الأطفال الذين يعانون من استسقاء الرأس نتيجة إصابتهم بعدوى وفي 9 من أصل 35 من الأطفال الذين يعانون من استسقاء الرأس بدون عدوى. وعُثر أيضًا على الفيروس المضخم للخلايا في عينات السائل النخاعي لثمانية أطفال مصابين باستسقاء الرأس بعد العدوى ولم يكن أياً منهم أصيبوا بالعدوى من قبل.

ووفقًا لمؤسسة CMV الوطنية، يوجد هذا الفيروس في جميع أنحاء العالم، وعلى الرغم من أنه يسبب عادة أعراضًا طفيفة لدى البالغين، إلا أنه يمكن أن يسبب أعراضًا أكثر خطورة عند الأطفال، مثل تلف الدماغ والنوبات المرضية وفشل النمو. ويمكن أن يولد الأطفال بفيروس CMV أو يمكن أن يصابوا به في وقت مبكر.

إن أصل العدوى البكتيرية هو الأكثر غموضاً، فعلى الرغم من احتمال وجودها في التربة أو في الماء، إلا أن هناك حاجة إلى مزيد من العمل لفهم أين تعيش هذه  البكتيريا.

ومع ذلك، وجد الباحثون علاقة – وهي ليست سببية – بين هذه الميكروبات واستسقاء الرأس. إذ إنهم غير متأكدين من كيفية ارتباط الفيروس والبكتيريا ببعضهم البعض وما إذا كانوا قد اتحدوا معًا للتسبب في تدمير الدماغ عند الأطفال حديثي الولادة، أم إنها مجرد صدفة.

المصدر: https://www.livescience.com

ترجمة : سجى الراشد

تويتر: @sajatranslates

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!