تأثير قلة النوم على نشاط الدماغ خلال العملية التعليمية

تأثير قلة النوم على نشاط الدماغ خلال العملية التعليمية

18 فبراير , 2021

ترجم بواسطة:

أفنان عبد المعين

دقق بواسطة:

أفراح السالمي

يمكن لمخاطر اضطراب النوم أن تتفاقم عند الموظفين المُجهدين.

يعد النوم أمرًا بالغ الأهمية في تقوية الذاكرة، ونعلم منذ زمن طويل أن الحرمان منه يعيق عملية التعلم ويضعف التركيز، وأكّدت دراسة جديدة أن النوم لمدة نصف ليلة فقط -كما يفعل الكثير من الموظفين في المجال الطبي والقطاع العسكري- يؤثر على قدرة الدماغ في التغلب على الذكريات المؤلمة، وهذا يُعرّض الكثير من الأفراد لحالات خطرة مثل خطر الإصابة بالتوتر أو اضطراب ما بعد الصدمة.

نشرت هذه الدراسة في مجلة الطب النفسي البيولوجي: علم الأعصاب الإدراكي وتصوير الأعصاب.

يقول كامريون كارتر المحرر في المجلة: إن هذه الدراسة وفرت لنا رؤى جديدة تثبت تأثير أضرار الحرمان من النوم على قدرة الدماغ في التغلب على الخوف.

درست مجموعة من الباحثين أكثر من مائة وخمسين حالة لبالغين سليمين داخل مركز النوم، وكانت هذه المجموعة بقيادة كلٌ من البروفيسور (آن جيرمان) – الأستاذ في جامعة بيتسبرغ- والبروفيسور (إدوارد سكوت) – الأستاذ في جامعة هارفرد الطبية ومستشفى ماساشوستس العام-  في هذه التجربة حصل ثلث البالغين على فترة النوم الطبيعية، وتم تقييد فترة نوم الثلث الآخر، أي أنهم ناموا للنصف الأول من الليل فقط، أما الثلث الأخير فقد تم منعهم من النوم، إذ لم يناموا بتاتًا، وفي الصباح خضع جميع الأفراد لتكييف الخوف.

قال الدكتور سكوت: ” استخدم فريقنا نموذجًا ثلاثي المراحل في تجربة اكتساب الذكريات المخيفة والتغلب عليها، وتم فحص الدماغ أثناء ذلك باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي.” في نموذج التكييف، عرضنا ثلاثة ألوان لجميع الأفراد، اثنين منهما كانا متصلان بشحنة كهربائية خفيفة، بينما كان أحد الألوان “آمن” أي أنه غير متصل بشحنة كهربائية، خضع الأفراد بعد ذلك لتكييف الخوف، وتم اختبار تفاعلهم مع الألوان الثلاثة في تلك الليلة لمعرفة مدى تغلبهم على تهديد “الشحنة الكهربائية”.

أظهرت تسجيلات تصوير الدماغ خلال التجربة تفاعلًا في مناطق الدماغ المسؤولة عن تنظيم المشاعر عند المجموعة التي حصلت على المعدل الطبيعي للنوم، مثل منطقة قشرة الفص الجبهي، ولكن اختلف تفاعل الدماغ اختلافًا تامًا عند الأفراد الذين تم تقييد فترة نومهم، يقول الدكتور سكوت: “وجدنا ضمن المجموعات الثلاث أن أولئك الذين ناموا فقط نصف ليلة كانت المناطق المسؤولة عن مشاعر الخوف في الدماغ نشيطة جدًا لديهم، أما المناطق المنظمة للمشاعر فكان نشاطها يكاد أن يكون معدومًا”.

ومن المفاجئ أن الأشخاص الذين لم يناموا بتاتًا كان نشاط الدماغ منخفضًا لديهم في المناطق المسؤولة عن مشاعر الخوف خلال تجربة تكييف الخوف، وبعد ساعة من تجربة التغلب على الخوف، أصبح نشاط الدماغ مشابهًا للمجموعة الذين أخذوا القسط الكافي من الراحة، مرجحًا أن النوم لساعاتٍ معدودة خلال الليلة يمكن أن يكون أسوأ من عدم النوم مطلقًا.

ويرى الباحثون أن النوم لمدة نصف ليلة ينتج عنه فقدان حركة العين السريعة أثناء النوم، والتي تحدث غالبًا في نهاية فترة النوم الطبيعية، والتي تسهم في تحسين الذاكرة.

وقال دكتور كارتر: “استخدمنا في هذه الدراسة تصوير غير جراحي للدماغ ليوضح لنا ضرر الحرمان من النوم وتعطيله للآليات الطبيعية التي تساعدنا في التغلب على الخوف والتي بدونها يمكن أن تزيد احتمالية الإصابة بأعراض ما بعد الصدمة”.

وقال الدكتور سكوت: “أغلب موظفي القطاع الصحي والعسكري تكون فترات نومهم مجزئة، وتشير نتائجنا إلى أن الأفراد الذين ينامون جزءًا من الليل يمكن أن يكونوا أكثر عرضةً للإصابة بأعراض التوتر أو اضطراب ما بعد الصدمة”.

المصدر: https://www.sciencedaily.com

ترجمة: أفنان عبدالمعين

مراجعة: أفراح السالمي

تويتر: @fara7alsalmi


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!