مع تقدمك في العمر هل تتغير شخصيتك؟

مع تقدمك في العمر هل تتغير شخصيتك؟

9 نوفمبر , 2020

ترجم بواسطة:

Norah Suhluli

دقق بواسطة:

ثريا البرقان

أخبار جيدة: نصبح أفضل مع مرور الوقت

يتحدث المقال عن شخصية الإنسان وهل هي ثابته أم تتغير مع مرور الزمن استنادًا على عدة أبحاث.

طفل تقنعه والدته بالأكل.

بواسطة: إيزابيل ويتكوم – مشاركة من موقع لايف ساينس

بين سن المراهقة وسن البلوغ، تمر بمجموعة من التغييرات والوظائف، قصات الشعر التي يؤسف لها والعلاقات التي تأتي وتذهب. لكن من أنت في صميمك ؟ مع تقدمك في العمر، هل تتغير شخصيتك؟

الشخصية هي نمط من الأفكار والمشاعر والسلوكيات التي ينفرد بها الشخص. يميل الناس إلى التفكير بأن الشخصية ثابتة. لكن وفقًا لعلماء النفس، ليست كذلك. قال برنت روبرتس، عالم نفس في جامعة إيلينوي في أوربانا شامبين: “الشخصية هي ظاهرة تطورية. إنها ليست مجرد شيء ثابت أنت عالق فيه ولا يمكنك تجاوزه”.

هذا لا يعني بالقول انت شخص مختلف في كل يوم تستيقظ فيه. كما أخبر روبرتس Live Science أنه على المدى القصير، يمكن أن يكون التغيير تدريجيا. في الدراسات الطولية التي يقوم فيها الباحثون بدراسة شخصيات المشاركين بانتظام على مدار سنوات عديدة تشير الى ان شخصياتنا بالفعل ثابتة على نطاقات زمنية أقصر.

في دراسة كانت قد نشرت في مجلة النشرة النفسية Bulletin Psychological عام ٢٠٠٠ حلل فيها الباحثون ١٥٢ نتيجة لدراسة طولية حول الشخصية، والتي امتدت في متابعة المشاركين من طفولتهم الى أوائل السبعينات. كل هذه الدراسات اتجهت نحو قياس سمات الشخصية المهمة الخمس. هذه المجموعة من السمات، والتي تشمل الانبساطية، والموافقة، والضمير، والانفتاح على التجربة، والعصابية، هي الدعامة الأساسية لأبحاث الشخصية. وجد الباحثون أن مستويات الأفراد لكل سمة من الشخصية، بالنسبة إلى المشاركين الآخرين، تميل إلى البقاء ثابتة خلال كل عقد من العمر.

برنت دونيلان أستاذ ورئيس قسم علم النفس في بجامعة ولاية ميتشغان أخبر أن هذا الأسلوب من الاتساق يبدأ في سن الثالثة تقريبًا أو ربما قبل ذلك. عندما يدرس علماء النفس الأطفال، فإنهم لا يقيسون سمات الشخصية بالطريقة نفسها التي يقيسونها للبالغين. عوضا عن ذلك، ينظرون الى الطبع وحِدّة[TA3]  ردود أفعال الذات تجاه العالم. نأتي الى العالم بأطباع فريدة من نوعها، وتشير الأبحاث إلى أن طباعنا كالأطفال على سبيل المثال، سواء كنا سلسين أو كنا عرضة لنوبة غضب سيئة، متلهفين او مترددين أكثر من الاقتراب للغرباء- تتطابق مع سمات الشخصية الراشدة. «خجول بعمر الثلاث سنوات يتصرف باختلاف كثير عن خجول بعمر العشرون قليلًا، لكن هناك جوهر كامن». قالها دونيلان للايف ساينس Live Science.

فالحالة المزاجية السابقة تظهر التأثير على تجارب الحياة فيما بعد. على سبيل المثال في عام ١٩٩٥ نشرت دراسة في مجلة تنمية الطفل حيث تمت متابعة الأطفال من عمر ٣ سنوات حتى ١٨ سنة. الباحثون وجدوا أن الأطفال الذين كانوا أشد خجلًا وأكثر انطوائية، يميلون للنمو كمراهقين بؤساء.

لكن تلك العقود تحسب فالحسبان. قال روبرتس: طوال كل تلك السنوات، مازالت شخصياتنا تتغير لكن رويدا رويدا. وأضاف قائلا: “انه شيء دقيق”. لن تلاحظ ذلك في فتره زمنية من ٥ الى ١٠ سنوات ولكن على المدى البعيد يصبح واضحا. في عام ١٩٦٠ قام علماء النفس بدراسة أكثر من ٤٤٠ ألف طالب في المدارس الثانوية بما يقارب ٥٪ من جميع الطلاب في المنطقة في ذلك الوقت. أجاب الطلاب على الأسئلة بشأن كل شيء (بدءاً من) ردود أفعالهم تجاه المواقف العاطفية الى مدى فعاليتهم في انجاز العمل. بعد خمسون سنه تقفى الباحثون إثر ١٩٥٢ من هؤلاء الطلاب السابقين وتمت دراستهم مره أخرى بنفس الدراسة السابقة. نشرت النتائج في عام ٢٠١٨ في مجلة الشخصية وعلم النفس الاجتماعي Journal of Personality and Social Psychology حيث ان النتائج بينت ان المشاركين في الستينيات من أعمارهم كانت نتائجهم اعلى بكثير مما كانوا عليه عندما كانوا في عمر المراهقة في أسئلة قياس الهدوء والثقة بالنفس والقيادة والحساسية الاجتماعية.

مرارًا وتكرارًا أظهرت الدراسات الطولية نتائج مساوية. بمرور الوقت تميل الشخصية الى ان تصبح “أفضل”. “مبدأ النضج” كما يسميها علماء النفس. يصبح الناس منفتحين أكثر ومستقرين عاطفيًا ومقبولين ومنجزين كلما تقدموا في العمر. على المدى البعيد غالبًا ما تكون هذه التغيرات واضحة.

ربما بعض الافراد يتغيرون قليلا مقارنة بغيرهم ولكن بشكل عام مبدأ النضج ينطبق على الجميع. وذلك يشكل صعوبة في  التعرف على تغيير الشخصية في أنفسنا – كيف يمكن مقارنة شخصيتك بشخصية أقرانك لا تتغير بقدر التغيير العام في شخصيتنا، لأن كل شخص آخر يتغير معك. قال دونيلان: «هناك دليل جيد تشير أن معدل ضبط النفس لدى الشاب البالغ من العمر ٣٠ عامًا أعلى من الشخص البالغ من العمر ٢٠ عامًا». «في الوقت نفسه، يميل الأشخاص الذين يتحكمون في أنفسهم نسبيًا في سن 18 إلى ضبط النفس نسبيًا في سن الثلاثين».

فلماذا نتغير كثيرا؟ تشير البراهين إلى أنها ليست أحداثًا درامية في الحياة، مثل الزواج أو ولادة طفل أو فقدان أحد الأحباء. قال دونيلان إن بعض علماء النفس في الواقع يقترحون أن هذه الأحداث تعزز شخصيتك عندما تجلب سماتك إلى هذا الموقف بالذات.

كما قال روبرتس: عوضًا من ذلك، فإن تغيير التوقعات الملقى على عاتقنا – بينما نتأقلم مع الجامعة، والقوى العاملة، وتكوين أسرة – نتعود ببطء، مثل زوج من الأحذية تقريبًا. قال: «بمرور الوقت، يُطلب منك في العديد من السياقات عبر الحياة أن تفعل الأشياء بشكل مختلف قليلاً». «لا يوجد دليل مستخدم لكيفية التصرف، ولكن هناك معايير ضمنية واضحة جدًا لكيفية التصرف في هذه المواقف». لذلك نحن نتأقلم.

قال روبرتس: اعتمادًا على الطريقة التي تنظر بها إلى الأمر، إنه إلهام إما مقلق أو متفائل. بمرور الوقت، تتغير الشخصية، بشكل تدريجي وثابت مثل تغير الصفائح التكتونية بدلاً من الزلزال. «هذا يطرح سؤالًا على مدار الحياة، إلى أي مدى أصبحنا شخصًا مختلفًا؟».

المصدر: https://www.livescience.com

ترجمة: نوره أحمد صهلولي

مراجعة: ثريا البرقان


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!