crossorigin="anonymous">
11 مايو , 2020 زينب محمد
إن آلية الحمل في الجسم البشري قد تجعله أكثر عرضة للسرطانات الخبيثة أكثر من البقر والأحصنة .
قد يكون السرطان والحمل أكثر تشابهًا مما تعتقد على المستوى الخلوي . وحسب ما ذكرت المعاهد الوطنية للصحة ، تخترق خلايا من المشيمة في بدايات حمل الإنسان شريانا رئيسيا في الرحم وتتغلب على الخلايا فيه . و هذا “الغزو” يوسع الأوعية الدموية ويسمح للأكسجين والمواد المغذية بالتدفق بسهولة من الأم إلى الجنين النامي.
و الآن، يعتقد العلماء بأن الخلايا السرطانية قد تستخدم أسلوباً مشابهاً للسيطرة على الأنسجة في جميع أنحاء الجسم.
وقد تلمح الدراسة الجديدة، التي نشرت في 25 نوفمبر في مجلة علم البيئة والتطوير ، إلى السبب في أن بعض الثديات ، بما في ذلك البشر، عرضة للإصابة بالسرطانات الخبيثة، بينما تنأى الحيوانات الأخرى عنها إلى حد كبير.
أشارت الأبحاث السابقة إلى أنه عند انتشار السرطان في أنحاء الجسم البشري، فإن الخلايا السرطانية ” تعيد تنشيط ” الجينات التي عادة ما تنشط فقط في بداية الحياة في الرحم، كما قال المؤلف المشارك غونتر فاغنر ، البروفيسور في علم البيئة وعلم الأحياء التطوري في جامعة ييل في بيان له . وتساعد هذه الجينات في حماية الجنين الناشئ من نظام المناعة لدى الأم، والذي قد يخطئ الطفل المستقبلي باعتباره غازيًا خطيرًا ، كما أنها تتحكم في تطور المشيمة .
في الحيوانات التي تقود جيناتها المشيمة إلى غزو الرحم، غالبا ما تظهر السرطانات الخبيثة فيها فجأة في كثير من الأحيان، في حين أن حيوانات مثل الأبقار والخيول والخنازير – التي لا تخترق المشيمة فيها الرحم – نادرا ما تصاب بالسرطانات التي تنتشر في جميع أنحاء الجسم. وقال واغنر: “أردنا أن نعرف السبب في أن سرطان ميلانوما مثلا (نوع من سرطان الجلد) يكون حميدا عندما يصيب الأبقار والخيول، بينما يكون خبيثا للغاية في البشر”.
ركز الفريق على تحديد الاختلافات بين البقر والخلايا البشرية لمعرفة السبب في مقاومة إحدى الثدييات لعدوانية السرطان أكثر من غيرها . أولا زرعوا في المختبر أنسجة ضامة من كلا الثديين وحللوا شفرتهما الوراثية . وعندها توصلوا إلى عدد من الجينات التي بدت عالية النشاط في الخلايا البشرية، ولكنها كانت دائما خاملة في أنسجة البقر. ولاحظ الباحثون أن أنسجة البقر بدت أفضل استعدادًا لدرء الخلايا السرطانية الغازية ، في حين أن النسيج البشري سرعان ما استسلم للأورام المهاجمة.
تساءل الفريق عما قد يحدث إذا أخمدت جينات مختارة في الخلايا البشرية لجعلها “تشبه جينات البقر”. لذا حاولوا القيام بذلك. وبدون مدخلات من جينات معينة، بدت الخلايا البشرية أقل عرضة لغزو السرطان تمامًا مثل نظيراتها البقرية.
وبحسب ماجاء في البيان ، يعتقد المؤلفون بأن الإنسان ربما أجرى مقايضة تطورية في يوم من الأيام ، مستبدلا تطورا سليما للجنين في الرحم بزيادة خطر الإصابة بسرطان خبيث لاحقا في الحياة . وأضاف الباحثون أن علاجات السرطان في المستقبل يمكن أن تتغلب على نقاط الضعف هذه من خلال استهداف الجينات المؤذية . و بتعديل خلايا بشرية معينة لتصبح أكثر شبهاً بالبقر، قد تتمكن العلاجات الجديدة من أن تخفف انتشار السرطانات العدوانية.
المصدر:https://www.livescience.com
ترجمة: مريم ذياب
تويتر: Meme_y77 @
مراجعة و تدقيق: ديمة حنون
تويتر: dhanoon3
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً