هل مرضى كوفيد ١٩ معرضين لخطر الإصابة بالاضطراب ما بعد الصدمة؟

هل مرضى كوفيد ١٩ معرضين لخطر الإصابة بالاضطراب ما بعد الصدمة؟

22 أبريل , 2020

دقق بواسطة:

أنفال السويد

بحث جديد عن اضطراب ما بعد الصدمة وعلاج كوفيد ١٩

بقلم: جيمس فيشر (James Fisher)

التأثير الكبير الذي سببته جائحة كوفيد ١٩ حول العالم، جعلت الحجر الصحي مكاناً لكل من اظهرت فحوصاته نتائجاً ايجابية لفيروس كورونا، وتوصلت المجتمعات الى أهمية القيام  بممارسة التباعد الاجتماعي،و يتجه العالم الى التعليم والعمل عن بعد،ولذلك فمقاعد الكنائس فارغة يوم الأحد بالإضافة الى الحدائق والساحات الرياضيةوالمكاتب والمطاعم و ومحطات القطار.


افضل ممارسة لتقليل الأنتشار و تسطيح المنحنى هو التباعد الاجتماعي ،وهو امر هام لهزيمة كوفيد  ١٩ بشكل نهائي ، و بالرغم من ضرورة التباعد الجسدي ربما قد تكون هنالك عواقب تترتب على أولئك المعزولين بشكل خاص ، ومن المحتمل انه مقروناً بالأشخاص الذين عانوا من المرض و احتاجوا للعناية.

يقوم الباحثين في الصين حديثاً بالتحقق فيما إذا كان الاضطراب ما بعد الصدمة منتشراً بين الناجين من كوفيد ١٩ ، وقد كان لدى الباحثين  فضولاً للتحقق مما تبدو عليه حالة الصحة العقلية لأولئك المغادرين لمرافق الحجر الصحي ، وتشير ورقة بحثهم التي نشرت في مجلة الطب النفسي في ٢٦ من شهر مارس هذا العام إلى:

“أن مرضى كوفيد ١٩ يحتاجون إلى العلاج في مستشفيات عزل للأمراض المعدية وفقًا لإرشادات العلاج في الصين ، و قد يعاني هؤلاء المرضى من الوحدةوالغضب والقلق والاكتئاب والأرق وأعراض الإجهاد ما بعد الصدمة وذلك بسبب العزل الاجتماعي، وايضًاالأحساس بالخطر والشك وعدم الراحة الجسدية والآثار الجانبية للأدوية والخوف من انتقال الفيروس إلى الآخرين ، وتصوير الأخبار السلبية المُهوّلة في تغطية وسائل الإعلام .”

طلب الباحثون من مرضى كوفيد ١٩ المشاركة في استبيان عبر الإنترنت قبل خروجهم من مرافق الحجر الصحي الخمسة التي شيدت في ووهان بمقاطعة هوبي، تم بناء هذه المستشفيات المؤقتة خصيصًا لحجر الأشخاص الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس ومعالجتهم ، ويحتاج جميع المشاركين ان يستوفوا المعاير المحددة قبل المشاركة في الاستبيان، وتحديداً يحتاج ان يكون الشخص مريضًا بكوفيد ١٩ بالغ  مستقرًا سريريًا وفقا لبيانات التحقق الواردة في السجلات الطبية، وقد وجد انه من بين ٧٣٠ مريضاً تم اخضاعهم للدراسة، حقق ٧١٤ شخصًا معايير المشاركة وكان متوسط ​​اعمارهم ٥٠,٢ سنة.

“تم استخدام ١٧ عنصر ذاتي لقائمة فحص اضطراب ما بعد الصدمة (PCL-C)  لتقييم شدة أعراضه، وقد تم اعتبار النتيجة الإجمالية لـ(PCL-C)أكبر من او مساوي خمسين من اعراض اضطراب ما بعد الصدمة”

وجد الباحثون أنه بناءً على استبيان قائمة فحص اضطراب ما بعد الصدمة، ان انتشاره الخطير على المرضى الذين غادروا مرافق الحجر الصحي مرتفعًا بشكل مذهل الى ٩٦,٢٪ ،وبقدر احباطهِ نتيجةً لإصابته بالفيروس، فقد لاحظ الباحثون أن القوى الأخرى قد تساهم في أعراض اضطراب ما بعد الصدمة مثل التغطية الإخبارية والعداء الاجتماعي.

يشير البحث إلى أن عددًا كبيرًا من الناجين من كوفيد ١٩ عانوا من اضطراب ما بعد الصدمة قبل خروجهم من الحجر الصحي، وهذا يعني أن علاج كوفيد ١٩  يجب ألا يتوقف بمجرد خروج المرضى من العزل، ويبدو أن هناك حاجة لتدخلات نفسية طويلة الأمد للناجين من الفيروس.

قد تكون هناك آثار لغير المصابين في العزل الاجتماعي ، لذلك من المهم أن تبقى متصلاً بالآخرين حتى عند الانفصال الجسدي، و تعد الرسائل النصية والمكالمات الهاتفية ولقاءات الفيديو كلها أدوات يمكن للأشخاص استخدامها بشكل مسبق خلال هذه الفترة، قد نحتاج إلى إبقاء مسافات جسدية بين بعضنا البعض، ولكن لا يزال بإمكاننا البقاء متحدين اجتماعياً.

المصدر:https://www.psychologytoday.com

ترجمة: نوران توفيق العميري

تويتر: @NuranTawfiq  

مراجعة : أنفال السويّد

تويتر: @Anfal_sw 


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!