كيف يؤثر فيروس كورونا على الصحة النفسية  ؟

كيف يؤثر فيروس كورونا على الصحة النفسية ؟

30 مارس , 2020

تأثيرات القلق الذي يسببه مرض كورونا على المجتمع، وكيفية علاجه والوقاية منه بوضع الخطط المناسبة.

حين يصبح الجزع من فيروس كورونا مشكلة!

قد يؤثر تفشي فيروس كورونا الناشئ حديثًا على الصحة النفسة عبر زيادة القلق على الصعيد العالمي، فيروس كرونا الجديد هو مرض ناجم عن متلازمة الجهاز التنفسي الحادة 2 (سارس)، وإن أجريت بحث سريعًا عن فيروس كرونا الجديد 2019 COVID-19  سيظهر لك ما يزيد عن نصف مليون نتيجة بحث.

وقبل ظهور فيروس كورونا الجديد، كانت أمراض القلق تصنف على أنها واحدة من أكثر المشاكل النفسية شيوعاً على الصعيد العالمي، ووفقًا لدراسة من جامعة أوكسفورد، تعد اضطرابات القلق أكثر اضطرابات الصحة النفسية انتشارًا، مما يؤثر على ما يقارب 284 مليون شخص حول العالم في 2017، وتؤثر على ما يقارب 40 مليون شخص في أمريكا وحدها، وفقًا لمؤسسة القلق والاكتئاب في أمريكا.

 وقد يكون هناك مكون جيني لاضطرابات القلق، وعوامل بيئية قد تزيد من خطر اضطرابات القلق بما في ذلك صدمة مرحلة الطفولة الأولية وتجارب الحياة، ونشرت دراسة في علوم الاعصاب الطبية والنفسية عام 2015، أن نسبة 30% إلى 50% من اضطرابات القلق تعود إلى أسباب وراثية.
ويتضمن التشريح العصبي للخوف العديد من مناطق الدماغ، بما في ذلك اللوزة، والوطاء البطني، والحصين، والقشرة الجذرية، وبعض المناطق الأخرى بالدماغ بناء على دراسة عصبية متفرقة على نماذج حيوانية.

وتؤثر اضطرابات القلق على الأطفال والبالغين وقد تظهر في الخوف المبالغ به أو العزوف، ومن الأمثلة على اضطرابات القلق وفقاً للكتيب الاحصائي والتشخيصي للاضطرابات النفسية التابع لمؤسسة علم النفس الأمريكي: اضطراب الذعر، واضطراب القلق العام، واضطراب القلق الناجم عن الادوية، اضطراب القلق الناتج من الفرقة، اضطراب القلق الاجتماعي، اضطراب القلق بسب الوضع الطبي، الفوبيا، الخوف من الأماكن العامة، والبكم الانتقائي،

ويعد اضطراب ضغط ما بعد الصدمة واضطراب الوسواس القهري ذوا علاقة باضطرابات القلق لكنهما في تصنيفاتٍ مختلفة في الكتيب الاحصائي والتشخيصي للاضطرابات.

وطبقا لمركز مايو الطبي، فإن أعراض القلق تشمل: مشاكل النوم، والصعوبات في التفكير أو التركيز على أمور لا تزيد من القلق، والتعرق، والارتجاف، وعدم الارتياح، والتوتر، والتعصب، والصعوبات في التحكم في القلق، وتجنب مسببات الجزع، ومعدل ضربات القلب المتزايد، والمشاكل المعوية، والشعور بالخطر أو الذعر الوشيكان.

وللتحكم في القلق الطبيعي هناك العديد من الطرق لاتخاذها، كالحصول على نومٍ كافٍ، وتغذية لائقة، وتدريب منتظم، ووقتٍ للترويح عن النفس كالعادات والتأمل وممارسة اليوغا، أو حتى الاستماع للموسيقى لإراحة الجسد والعقل، وقبل ذلك كله فمن المهم معرفة ما يسبب لك الشعور بالخوف ووضع خطة لذلك.

وإن زاد فيروس كورونا من قلقك فلا تجزع وضع خطة لذلك، بالحفاظ على النظافة بغسيل اليدين لمدة 20 ثانية على الأقل بالصابون، وتجنب لمس وجهك بيديك لاسيما العينين والأنف والفم، وعند السعال غطى فمك بمنديل او بمرفقك، والزم منزلك في حالة المرض، واجمع المؤن كالأدوية والأطعمة في حالة العزل لما يزيد عن 14 يوم، واحصل على حقنة لمنع الإنفلونزا الموسمية، أجل السفر غير الضروري، لاسيما إلى الأماكن المصابة بالفيروس، وأما المدراء والمؤسسات التعليمة فبإمكانهم بدء تعليم افتراضي، وعمل الاجتماعات عن بعد، والسماح بالعمل من المنزل، وتأجيل التجمعات الكبيرة، وفي حالة المرض حث الجميع على البقاء في منازلهم. 

وقد يساعد أخصاء الصحة النفسية، كالأطباء والأخصائيين النفسيين، في تحديد إضطرابات القلق التي لا يكون سببها الوضع الطبي، ويمكن علاج اضطرابات القلق بناء على نوع الاضطراب، وقد يتضمن العلاج الأدوية، والتحكم في الأعراض، وعلاج التصرف الإدراكي، وعلاج نفسي.

إن التعرض للجزع والقلق بين حين وآخر لجزءٌ من الحياة الطبيعية، فليس من المستغرب الشعور بالقلق المؤقت حين تواجه مواقف شديدة الضغط النفسي او تحديات خطيرة، إن مشاعر الخوف والقلق في مواجه التهديدات العتية جزءٌ من غريزة البقاء. 

وقد يصبح القلق إشكالية حين يكون دائماً أو يفسد الأعمال اليومية والأداء الدراسي أو الوظيفي واتخاذ القرارات المنطقية والحفاظ على علاقات صحية، وفي تلك الحالات فلا عيب في السعي للمساعدة المهنية، فالصحة النفسية لا تقل أهمية عن الصحة الجسدية.

المصدر:https://www.psychologytoday.com

ترجمة/ عبــــدالــرحمــن نصرالديــن
تويتر/ @kokowkwk

 مراجعة: جواهر السبيعي

تويتر:   @ijawaher94


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!