سرطان الثدي: هل تزيد صبغة الشعر من خطر الإصابة؟

سرطان الثدي: هل تزيد صبغة الشعر من خطر الإصابة؟

21 مارس , 2020

ترجم بواسطة:

وفاء العمشاني

دقق بواسطة:

قيس حسن

في هذا المقال نتعرف على أهم نتائج دراسة جديدة نشرت في المجلة الدولية للسرطان تربط بين منتجات العناية بالشعر وزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي.

قامت دراسة علمية حديثة ببحث الروابط بين منتجات الشعر وسرطان الثدي وتسببت نتائجها في ضجة، لذلك في هذه المقالة وضعنا النتائج في منظورها الصحيح.

بشكل عام، يصيب سرطان الثدي حوالي امرأة واحدة من كل 8 نساء خلال حياتها.

على الرغم من أن معدلات الإصابة بسرطان الثدي بين النساء البيض غير اللاتينيات كانت تاريخياً أعلى من النساء السود غير اللاتينيات، إلا أنه في العقود الأخيرة ارتفع معدل الإصابة بسرطان الثدي بين النساء السود.

اليوم، معدلات سرطان الثدي بين النساء السود والبيض متشابهة، ومع ذلك وفقاً لباحثي الدراسة الجديدة:

“النساء السود أكثر عرضة للتشخيص بأنواع فرعية من الأورام العدوانية، والموت بعد تشخيص سرطان الثدي.”

يعمل العلماء على تحديد جميع عوامل الخطر المرتبطة بسرطان الثدي، وهم حريصون على فهم سبب حدوث التباينات المرتبطة بالعرق.

وتركز الدراسة التي تظهر الآن في “المجلة الدولية للسرطان” على منتجات الشعر على وجه التحديد، ولقد قام الباحثون بدراسة صبغة الشعر ومنتجات فرد الشعر الكيميائية، والتي تعمل بشكل دائم أو شبه دائم على “تمليس” الشعر.

سرطان الثدي وصبغة الشعر

على مر السنين لمحت العديد من الدراسات إلى الدور المحتمل لمنتجات الشعر في الاصابة بمرض السرطان، وكما وضح الباحثين في هذه الدراسة: “تحتوي منتجات الشعر على أكثر من 5000 مادة كيميائية، بما في ذلك مواد لها خواص مسببة للطفرات وخلل الغدد الصماء”.

ولقد أظهرت الدراسات القديمة أن بعض المواد الكيميائية في صبغة الشعر يمكن أن تحفز الأورام في الغدد الثديية لدى الفئران.

ومع ذلك، فقد أسفرت الدراسات التي بحثت عن وجود علاقة بين منتجات الشعر وسرطان الثدي في البشر عن نتائج متضاربة.

وقرر الباحثون في “المعهد الوطني لعلوم الصحة البيئية” تضمين مصففات الشعر في بحوثهم لأن الدراسات السابقة تجاهلتهم إلى حد كبير، ووفقاً للباحثين فإن منتجات فرد الشعر الكيميائية هي تستخدم في الغالب من قبل النساء من أصول أفريقية.

نظرًا لأن مكونات منتجات الشعر تميل إلى التغير اعتمادًا على ما إذا كان المنتجون يقومون بتسويقها لنساء بيض أو سود، تساءل الباحثون عما إذا كان هذا قد يلعب دورًا في التباين في سرطان الثدي.”

للمزيد من النتائج قام الباحثون بأخذ البيانات من دراسة مشابهة، وتتضمن مجموعة هذه البيانات معلومات من 50884 امرأة تتراوح أعمارهن بين 35 و74 عامًا، وتابع العلماء النساء لمدة متوسطها 8.3 سنوات، لم يكن لدى المشتركات أي تاريخ مرضي لسرطان الثدي ولكن على الأقل امرأة  واحدة من ذوي البشرة السوداء تلقت تشخيص سرطان الثدي.

إحصائيات رئيسية

كجزء من الدراسة قام الباحثون بتحليل مجموعة واسعة من المتغيرات، بما في ذلك العمر وحالة انقطاع الطمث والحالة الاجتماعية والاقتصادية وتاريخ الإنجاب، الأهم من ذلك أتيح لهم أيضا الوصول إلى المعلومات حول استخدام المشاركين لمنتجات العناية بالشعر.

وجد الباحثون أن النساء اللائي استخدمن صبغة الشعر بانتظام خلال الـ 12 شهرًا قبل التسجيل في الدراسة كن أكثر عرضة بنسبة 9٪ للإصابة بسرطان الثدي.”

وعلى وجه الخصوص، عندما قام العلماء بتقييم استخدام الأصباغ الدائمة، وجدوا أن النساء اللاتي استخدمن هذه المنتجات كل 5 إلى 8 أسابيع أو أكثر كان لديهن خطر متزايد للإصابة بسرطان الثدي، زاد الخطر بنسبة 8 ٪ بين النساء البيض وزاد الخطر بنسبة 60 ٪ بين النساء السود.

لم يجد الباحثون أي روابط مؤثره بين سرطان الثدي واستخدام الأصباغ شبه الدائمة أو المؤقتة.

بعد النظر إلى منتجات فرد الشعر الكيميائية، توصلوا إلى أن النساء اللاتي استخدمنها كل 5 إلى 8 أسابيع أو أكثر تعرضن لخطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 30٪ في هذه الحالة، لم تكن هناك فروق ذات دلالة إحصائية بين النساء البيض والسود، ومن الجدير بالذكر أن النساء السود يبدو أنهن يستخدمن هذه المنتجات أكثر.

ليست كل النسب متساوية

من المهم وضع هذه الأرقام في منظورها الصحيح، تصف النسب المئوية أعلاه المخاطر النسبية والتي يميل الناشرون إلى التركيز عليها لأن الأرقام تبدو أكثر دراماتيكية.

على سبيل المثال، أظهرت الدراسات أن النساء اللاتي يشربن مشروبات كحولية أو أكثر في اليوم لديهن خطر أعلى بنسبة 50٪ من الإصابة بسرطان الثدي، وبعبارة أخرى على مدى العمر ومقارنة مع النساء اللائي لا يشربون، فإن هؤلاء النساء أكثر عرضة بنسبة 50 ٪ للإصابة بسرطان الثدي.

ومع ذلك، هذا لا يعني أن لديهم فرصة بنسبة 50 ٪ للإصابة بسرطان الثدي.

في العموم، تواجه النساء خطر الاصابة بسرطان الثدي بنسبة 12 ٪ في حياتهم، لذلك إذا قمنا بزيادة هذه المخاطر بنسبة 50 ٪ فإن هذا يرفعها إلى 18 ٪ في هذا المثال، تبلغ الزيادة المطلقة للمخاطر 6٪، وهو الفرق بين 12٪ و18٪. على الرغم من أن هذه زيادة كبيرة، إلا أنه ليس له نفس التأثير النفسي بنسبة 50٪.

بالعودة إلى دراسة منتجات الشعر، على الرغم من أن الخطر النسبي المبلغ عنه بزيادة 60 ٪ في خطر الإصابة بسرطان الثدي بين النساء السود هو نتيجة مهمة، فإن الخطر الأساسي لتشخيص سرطان جديد في مجتمع هذه الدراسة كان أقل من 1 ٪ سنويا.

هذا لا يعني أن الموضوع لا يستحق المتابعة. أي زيادة في خطر الإصابة بالسرطان أمر مهم، ولكن فهم الإحصائيات يساعد في وضع الأمر في الاعتبار.

قيود الدراسة

كما هو الحال مع أي دراسة قائمة على الملاحظة، من المستحيل تحديد ما إذا كان العامل سببيًا أم لا. قد تكون العلاقة المرصودة تعتمد على عوامل أخرى لا يمكن أن يفسرها التحليل.

هناك مشكلة أخرى محتملة تتمثل في أن كل مشارك في الدراسة كان لديه قريب واحد على الأقل من الدرجة الأولى يعاني من سرطان الثدي كما أوضح الباحثون، فإن هذا “قد يحد من تعميم هذه النتائج.”

ومع ذلك، مع مراعاة كل شيء، الدراسة كبيرة، والنتائج تستحق المتابعة.

“لقد تعرضنا للعديد من الأشياء التي يمكن أن تسهم في الإصابة بسرطان الثدي، ومن غير المرجح أن يفسر أي عامل منفرد خطر الاُصابة للمرأة”، تشرح دايل ساندلر، الباحثة المشاركة في الدراسة. “في الوقت الذي لا يزال من السابق لأوانه تقديم توصية قوية، قد يكون تجنب هذه المواد الكيميائية شيئا آخر يمكن للمرأة فعله لتقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي.”

ترجمة: وفاء العمشاني

المراجعة: قيس حسن

Twitter: @qies_msm

المصدر:https://www.medicalnewstoday.com


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!