ما السبب في ارتفاع معدل الاكتئاب بشكل اسرع لدى المراهقات مقارنة بأقرانهم من المراهقين.

ما السبب في ارتفاع معدل الاكتئاب بشكل اسرع لدى المراهقات مقارنة بأقرانهم من المراهقين.

17 مارس , 2020

دقق بواسطة:

خضراء العطار

نحن في منتصف مرحلة تدهور الصحة العقلية لدى المراهقين والفتيات هن محورها.

فمنذ عام 2010 ومعدل الاكتئاب مع إيذاء النفس والانتحار لدى المراهقين في ازدياد. ولكن معدل الاكتئاب لدى الفتيات بالولايات المتحدة الأمريكية ارتفع من 12% في عام 2011 إلى 20% في عام 2017. ففي 2015 ازداد المعدل ليصل إلى ثلاثة أضعاف العدد بالنسبة للمراهقات اللاتي تتراوح أعمارهم من 10 إلى 14 عاما واللاتي تم إحالتهم إلى غرف الطوارئ بسبب تعمد إيذاء النفس في عام 2010. وتضاعفت حالات الانتحار في الوقت نفسه لدى المراهقات بمعدل الضعف منذ العام 2007.

بدأ معدل الاكتئاب بالارتفاع بعد انتشار الأجهزة الذكية فقد تكون وسائل الاعلام الرقمية قد لعبت دورا. فجيل المراهقين الذين وُلدوا بعد العام 1995 والمشار لهم بالرمز  (I Gen or Gen Z) كانوا أول جيل يقضي كامل مراهقته مستخدما الأجهزة الذكية. وهم أيضا أول مجموعة من المراهقين جربت وسائل التواصل الاجتماعية فلم يستغنوا عنها باعتبارها جزء من الحياة الاجتماعية.

 بدأ كل من المراهقين والمراهقات باستخدام الأجهزة الذكية في نفس الوقت  ولكن لماذا تعرضت المراهقات لمشاكل صحية عقلية بشكل اكبر؟

وفقا لثلاث استطلاعات ودراسات على اكثر من 200 الف مراهق في الولايات المتحدة وبريطانيا استطعت أنا وزملائي العثور على بعض الأجوبة.

الشاشات التي نستخدمها

وجدنا ان المراهقين والمراهقات يقضون أوقاتهم على وسائل الإعلام الرقمية بطرق مختلفة: فالأولاد يقضون معظم أوقاتهم على الألعاب بينما تقضي الفتيات اغلب الأوقات على الهواتف الذكية حيث يقمن بإرسال الرسائل النصية واستخدام وسائل التواصل الاجتماعية.

تحتوي الألعاب على أنماط مختلفة من الاتصالات. فاللاعبون غالبا ما يتواصلون مع بعضهم البعض مستخدمين سماعات الرأس.

وبالمقابل يتم التواصل من خلال وسائل التواصل الاجتماعية الأخرى في الغالب عن طريق إرسال الرسائل النصية أو الصور. ولكن حدوث أي شيء بسيط كتوقف الإرسال المؤقت قبل استقبال أي استجابة من المرسل يمكن أن يثير القلق.

ثم ، بالطبع ، هناك الطريقة التي تنشئ بها وسائل التواصل الاجتماعي تسلسلًا هرميًا مع عدد الإعجابات والمتابعين الذين يتمتعون بالسلطة الاجتماعية. فالصور يتم التسويق لها باحترافية وتُقرأ الشخصيات  بشكل جيد وتُنسق النصوص بشكل منمق فيتم حذفها وإعادة كتابتها. وكل ما سبق من شأنه ان يزيد من الضغوط، فقد أوجدت دراسة ان مقارنة نفسك بالآخرين في وسائل التواصل الاجتماعية يجعلك اكثر عرضة للاكتئاب.

وبعكس العديد من أنظمة الألعاب فان الهواتف الذكية محمولة. فبإمكانها التعارض مع التفاعلات الاجتماعية التي تستخدم تقنية الاتصال المباشر وجها لوجه كما يمكن استخدامها اثناء الاستلقاء على السرير. وكلا الطريقين يؤثر بشكل أو بآخر على الصحة العقلية وعلى النوم.

هل الفتيات اكثر تأثرا من الفتيان؟

لا تكمن القضية في قضاء الفتيات والفتيان اأقاتا طويلة على أنشطة مختلفة في الإعلام الرقمي وحسب. ولكنها قد تكمن في اثر استخدام وسائل التواصل الاجتماعية الأقوى على الفتيات مقارنة بالفتيان.

فقد كشف بحث سابق بأن المراهقين الذين يقضون أوقاتا أكثر على وسائل الإعلام الرقمي أكثر عرضة للاكتئاب والتعاسة. وفي بحثنا الجديد وجدنا أن هذا الأمر مرتبط بشكل أقوى بالفتيات مقارنة بالفتيان.

كلا الجنسين جرب زيادة في معدل التعاسة كلما قضوا أوقاتا أكثر في استخدام أجهزتهم. ولكن الزيادة أكبر بالنسبة للفتيات.

15% فقط من الفتيات يقضين نحو النصف ساعة يوميا على وسائل التواصل الاجتماعية ولم يكنً سعداء . واخريات قُدروا بنسبة 26% قضين 6 ساعات يوميا  واكثر وأكدن بأنهن غير سعيدات أيضا. بالنسبة للفتيان فأن الاختلاف في السعادة كان أقل وبشكل ملحوظ : فـ 11% من الذين قضوا نصف ساعة يوميا على وسائل التواصل الاجتماعي قالوابأنهم لم يكونوا سعداء وارتفع المعدل إلى 18% لأولئك الذين قضوا 6 ساعات وأكثر وقاموا بنفس العمل.

قد تكون الفتيات أكثر عرضة للتعاسة عند استخدام وسائل التواصل الاجتماعي فما السبب؟

تميل أكثر مواقع التواصل الاجتماعية الإيجابية والأكثر شيوعا للتأثير على سعادة الفتيات مقارنة بسعادة الفتيان. فوسائل التواصل الاجتماعية قد تكون متنفس وطريق سهل للشهرة وقد تكون ساحة من ساحات التنمر والتسلط والنزاعات.

بالإضافة إلى أن الفتيات يواجهن ضغوط أكثر عندما يتعلق الأمر بالمظهر والتي يمكن أن تتفاقم من خلال وسائل التواصل الاجتماعية. لهذه الأسباب وأكثر فإن وسائل التواصل الاجتماعية تعتبر تجربة محفوفة بالمخاطر للفتيات مقارنة بالفتيان.

ومن هذه البيانات عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعية والتعاسة فإننا لا نستطيع معرفة من هو المتسبب في الآخر ولكن توجد تجارب عديدة تعتقد بان استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كان سببا للتعاسة.

إذا كان الأمر كذلك ، فقد يكون لاستخدام الوسائط الرقمية – وخاصة وسائل التواصل الاجتماعي – تأثير سلبي على الصحة العقلية للفتيات أكثر من تأثيره على الفتيان.

نظرة مستقبلية

ما الذي يمكن فعله؟

أولا باستطاعة الآباء مساعدة الأطفال والمراهقين وذلك بتأجيل دخولهم في عالم التواصل الاجتماعي.

وفي الحقيقة فإن القانون يؤيد هذه الفكرة وذلك بمنع الأطفال من الانخراط في عالم التواصل الاجتماعي وفتح حسابات خاصة تحمل أسماؤهم حتى يبلغوا من العمر 13 سنة. وهذا القانون قلما تم تعزيزه وتفعيله ولكن الآباء بإمكانهم الإصرار على إبقاء الأطفال بعيدا عن وسائل التواصل الاجتماعي حتى يبلغوا سن الثالثة عشرة.

وبالنسبة للمراهقين فإن الأمر اكثر تعقيدا لان استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أكثر انتشاراً.

ولا تزال مجموعات من الأصدقاء تتحدث عن هذه التحديات. والكثير منهم قلق إلى حد ما بأن تتسبب وسائل التواصل الاجتماعي في شعورهم بالقلق والحزن. فهم قد يتفقوا على التحدث مع بعضهم البعض بشكل اكبر او يأخذوا قسطا من الراحة او يخبروا الآخرين بانهم لن يقوموا بالاستجابة لاتصالاتهم وهذا لا يعني أنهم غاضبون أو أنهم مستاؤون.

ولا زلنا نبحث ونتعلم الكثير حول الطرق التي جعلت وسائل التواصل الاجتماعي تصمم بشكل يجعلك مدمنا لها، والشركات التي تجني الأموال الطائلة كلما قضى المستخدمون أوقاتا أكثر على منصاتهم.

وقد تكون هذه الأرباح على حساب الصحة العقلية للمراهقين وبالأخص الصحة العقلية لدى الفتيات.

المترجم: أحمد بن خالد بن عبدالرحمن الوحيمد

تويتر: @AhmadBinKhaled

المراجع: خضراء العطار

تويتر: @KhadraAlattar

رابط المصدر: https://theconversation.com


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!