المخاوف من فيروس كورونا تؤدي إلى هبوط  الأسهم  لليوم السادس على التوالي.

المخاوف من فيروس كورونا تؤدي إلى هبوط الأسهم لليوم السادس على التوالي.

9 مارس , 2020

ترجم بواسطة:

زينب محمد

دقق بواسطة:

جواهر السبيعي

خطر فيروس كورونا على الاقتصاد العالمي ومخاوف من أزمة مالية في مختلف أنحاء العالم.

فيروس كورونا الذي انتشر الآن في  47 دولة، فرض  ضغوطاً على الشركات وسلاسل الإمداد و  التوريد في مختلف أنحاء العالم.

● بقلم مات فيليبس(By Matt Phillips)

شهد  سوق الأسهم العالمية  يوم الخميس تراجعاً لليوم السادس على التوالي، حيث حقق مؤشر أس آند بي 500( S&P 500 )أسوأ خسائره منذ ما يقرب من تسع سنوات .وأصبح المستثمرون في جميع أنحاء العالم في خوف متزايد من تفشي فيروس كورونا  الذي يمكن أن يتسبب في حدوث ركود يعصف بأرباح الشركات.

كما انخفض مؤشر أس آند بي500(( S&P 500 الذي سجل الأربعاء الماضي ارتفاعاً قياسياً بنسبة 4.4% -وهو أسوأ يوم  له منذ أغسطس/آب 2011-. ويستمر المؤشر في الهبوط  بنسبة 12 % منذ ذلك الوقت، ليدخل ما يعرف بالتصحيح – وهو انخفاض لا يقل عن 10 % يشير إلى  معدل بيع أكبر نسبياً من ذاك الذي كان قبل   بضعة أيام من التداول المشؤوم.

واستمر الهبوط  يوم الجمعة، حيث أغلقت أسواق  الأسهم الآسيوية على انخفاض حاد وهبطت الأسهم الأوروبية في بداية التداول.

إن اتساع نطاق الأزمة الصحية يهدد بإرباك سلاسل التوريد و الإمداد  العالمية، وخاصةً في الصين، صاحبة ثاني أضخم اقتصاد على مستوى العالم بعد الولايات المتحدة الأمريكية. بالإضافة إلى إن تفشي المرض قد يؤدي إلى انهيار الطلب الاستهلاكي، بسبب منع الناس من السفر أو  ملازمة بيوتهم  حتى إذا لم يكن هناك أي أمر حكومي يجبرهم على  القيام بهذا.

وقال سكوت كليمونز(Scott Clemons)، كبير الاستراتيجين في مجال الاستثمار في القطاع المصرفي الخاص في شركة براون براذرز هاريمان(Brown Brothers Harriman): ” إن قدرة تفشي المرض على تغيير عادات المستهلكين الأميركيين كانت هى جوهر عملية البيع”.

و أضاف  السيد كليمونز(Scott Clemons): ” الدرجة التي يغير بها المستهلكون سلوكهم، كأن  يتوقفوا عن تناول الطعام أو قضاء العطلات خارج المنزل ، و إلغاء  رحلة العمل. يؤثر على معدل الاستهلاك، و الإنفاق، والاستهلاك الشخصي  الذي يُشكّل 68 % من الناتج الإجمالي المحلي( (G.D.P.“.

وعلى مدى الأيام القليلة الماضية، صرّحت شركات متنوعة مثل يونايتد إيرلاينز(United Airlines)، وماستر كارد(Mastercard )، و  بفايزر(Pfizer ) إن تفشي المرض يُشكّل تهديداً لأرباحها لعام 2020

وتوقع المحلّلون الاقتصاديون  في جولدمان زاكس(Goldman Sachs )يوم الخميس أن شركات مؤشر  إس آند بي 500 (S&P 500 ) لن تحقق أي نمو في الأرباح هذا العام نتيجة للأزمة. بسبب “الانحدار الشديد في النشاط الاقتصادي الصيني”،  و تعطل سلسلة الإمداد  و التوريد بالنسبة للشركات الأميركية ،وتباطؤ الاقتصاد الأميركي.

وفي يوم الأربعاء، تناول الرئيس ترامب  موضوع تفشي مرض كورونا  مُعرباً عن ثقته في أن الخطر الذي يهدد الولايات المتحدة منخفض. ولكن من الواضح أن المستثمرين لم يقتنعوا بذلك.

ويقول ستيف سوسنيك(Steve Sosnick)، كبير الاستراتيجيين لدى الوسطاء التفاعليين في جرينويتش بكونتيكت(Interactive Brokers in Greenwich, Conn): “عندما تكون  في موقف كهذا، فإن هذا من شأنه أن يؤدي إلى حدوث مُضاعفات، ومن ثم يتحول إلى مشكلة.

ومع هبوط الأسهم يوم الخميس، كافحت دول أخرى من أجل احتواء تفشي المرض. فقد طلب رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي( Shinzo Abe ) من كل المدارس في البلاد أن تغلق لمدة شهر. وقد تعامل مسئولو الصّحّة في ألمانيا بقوة بعد ظهور حالة إيجابية  لرجل ليس له علاقة بأي شخص مصاب بفيروس كورونا, حيث أُغلقت المدارس وحثّوا بعض الذين ربما كانوا على اتصال  مباشر به على البقاء في منازلهم لمدة أسبوعين.

وفي إيطاليا ارتفع عدد حالات  الإصابة بفيروس كورونا إلى 650 حالة، وفي فرنسا تضاعف العدد إلى 38 حالة. قال رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون(Emmanuel Macron): “أمامنا أزمة، وباء قادم“.

وفي أوروبا والدنمارك وإستونيا والنرويج ورومانيا سجلت جميعها إصابات أوّلية لتنضم إلى النمسا وكرواتيا وألمانيا واليونان ومقدونيا الشمالية وإسبانيا والسويد وبريطانيا. وتزايدت المخاوف بشأن حدة تفشي المرض في إيران- مصدرالعدوى للعديد  من البلدان الأخرى-. و صرّحت  الحكومة الإيرانية يوم الخميس إن 245 شخصاً أصيبوا بالعدوى ــ بما في ذلك عضو في حكومة الرئيس حسن روحاني وستة مسؤولين آخرين ــ كما توفي 26 شخصاً.

كما ضرب تفشي المرض الأسواق الأجنبية بشدة، حيث استمر الركود حتى يوم الجمعة. وأغلقت مؤشرات الأسهم في شانغهاي واليابان على انخفاض بنسبة 3.7 %، وافتتحت الأسواق الأوروبية بشكل حاد، حيث  انخفض مؤشر داكس ( (DAX في ألمانيا بنسبة 3.4 %.  و أشارت التعاقدات الآجلة إلى انخفاض  متوقع عندما يبدأ وول ستريت(Wall Street )التداول.

إن مؤشر اس آند بي  500(S&P 500 )على المسار الذي سار عليه أسوأ أسبوع في السوق  المالية منذ الأزمة المالية في عام 2008، وهناك مؤشرات اقتصادية أخرى تُعطي إشارات تحذيرية.

تراجعت  أسعار النفط مع تراجع الناس عن  السّفر . ويخشى المستثمرون من انخفاض الطلب الصناعي والاستهلاكي. ومن ناحيةً أخرى، تدفقت الأموال على استثمارات مثل : الذهب والسندات الحكومية والتي تعتبر أكثر أماناً.

وكانت أسواق السندات – التي هي أكبر بكثير من أسواق الأسهم، وهي حساسة بشكل خاص لتوقعات النمو والتضخم – تبُث تشاؤماً حول الاقتصاد حتى قبل تفشّي المرض. ولم يزداد هذا التشاؤم إلا هذا الأسبوع مع هبوط أسعار ديون الشركات حتى من أكثر المقترضين أماناً واندفاع المستثمرون إلى الاستدانة الحكومية.

أدى الطلب على سندات الخزانة الأمريكية إلى رفع الأسعار وانخفاض العائدات: حيث انخفض العائد على سندات الخزانة التي استمرت 10 سنوات- وهو مقياس مُراقب  لتوقعات  المستثمرين عن كثب – إلى مستوى قياسي وصل إلى 1.29 %.

لكن أداء الأسهم كان مذهلاً بشكل خاص. وقال راندي واتس ، كبير استراتيجيي الاستثمار في شركة ويليام أونيل – وهي شركة  بحثية و استشارية متخصصة في الأسهم -:” إن عمليات البيع قد تزداد سوءًا ؛ لأن المستثمرين ربما يتوخون الحذر من الاستمرار في التعامل بالأسهم حتى  نهاية الأسبوع  خشية سماع  المزيد من الأخبار المخيفة”. و أضاف: “أعتقد أن هذا أمر سيئ، وخاصةً إذا استمر  إلى  يوم الجمعة”.

انخفضت أسهم مايكروسوفت ( Microsoft )- وهي الشركة الأكثر قيمة في الولايات المتّحدة – بنسبة 7 % بعد أن صرّحت عملاقة البرمجيات مساء الأربعاء أن مبيعاتها في الرّبع الحاليّ ستكون أقل بسبب تأثير تفشي الفيروس على سلسلة الإمداد والتوريد الخاصة بها. تنبّأ أنهيسر-بوش إنبيف(Anheuser-Busch InBev )- مؤسس بودوايزر(Budweiser)– بانخفاض حاد في الأرباح الربع سنوية، حيث  انخفضت أسهمها بنسبة  9 %.

ففي الولايات المتحدة، كان لدى  المستهلكين بارقة أمل على مدى العام الماضي، حتى مع تسبب الحرب التجارية في حدوث ركود واسع النطاق في الاستثمار التجاري و الصناعي. ويرجع جزء من السبب وراء هذا إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي أبقى أسعار الفائدة منخفضة  مما دفع المستهلكين إلى زيادة إنفاقهم.

ولكن هذا لن ينجح بالضرورة إذا أُغلقت المصانع ولم يكن المستهلكون على استعداد للمجازفة بالخروج من المنزل.

وقال السيد كليمونز(Clemons)، الخبير الاستراتيجي للمصارف الخاصة: “إن خفض أسعار الفائدة ليس علاجاً لفيروس كورونا “.

انخفضت تقديرات  النّموّ المحلّيّ في الرّبع الأوّل  من 1.7 % في نهاية عام 2019إلى 1.5 % في العام الحالي  وفقاً لإحصائيات  سيت فاكت( FactSet) يوم الخميس.

و أضاف السيد كليمونس(Clemons): “هذا يتجاوز النطاق” الناس يشعرون بالسوء لأن 401 (ك) لديهم معطلة( حسابات استثمارية  للموظفين من قِبل الشركات التي يعملون بها هدفها تقديم مميزات لهم عند التقاعد) و يتجاوز أيضاً نطاق الواقع الاقتصادي”.

المصدر: https://www.nytimes.com

ترجمة: زينب محمد

تويتر: @zinaabhesien

مراجعة و تدقيق: جواهر السبيعي.

تويتر: @ijawaher94


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!