سبب انجذاب العُث للضوء وتأثيره عليهم.

سبب انجذاب العُث للضوء وتأثيره عليهم.

27 فبراير , 2020

ترجم بواسطة:

روان الرفاعي

دقق بواسطة:

فاطمة الحازمي

هناك عدة فرضيات حول سبب تناقص حشرات “العث” التي نلاحظها حول أعمدة الإنارة: قد تضللها الإنارة، تخدعها بصريًا أو تصيبها بالعمى. فريسة سهلة لتجمعها أو لصعوبة تخفيها عند الشروق. موتها لبعدها عن موطنها أو لإرهاقها من الدوران.

استخدام مصابيح صفراء، حمراء أو مستشعرة يساعد هذه الحشرات.

هل سبق لك أن تنزهت ليلًا، وبينما تسير نظرت إلى الأعلى إلى مصابيح الإنارة الممتدة على طول الطريق؟ لو ركزت قليلًا فستلاحظ العديد من المخلوقات الصغيرة التي تطير حول هذه المصابيح. العُث والذي ينتمي إلى عالم الحشرات الضخم، لماذا يطير هو تحديدًا باتجاه ضوء المصابيح؟ بعضه يطير بشكل دائري والآخر بشكل متعرج ولكن جميعهم يطيرون باتجاه الضوء. تنجذب حشرات الليل في جميع أنحاء العالم إلى مصادر الضوء الصناعي، كعلماء لدينا فضول لمعرفة تأثير التلوث الضوئي على العُث وغيره من الحشرات، وهذا ما سنبحث عنه في العمل هذا. بعض منا ترعرع في المكسيك والآخر في ألاسكا، وكلنا عندما كنا صغارًا نتذكر العُث وهو يطير ويصطدم بأعمدة الإنارة في الشارع أمام منازلنا في كل أنحاء العالم، ولكن يبدو أن عدد هذه الحشرات التي تطير بدأ يقل شيئًا فشيئًا.

العُث مهم وكذلك غيره من الحشرات لكن لماذا؟

في العدة عقود الماضية بدأ يقل تدريجيًا عدد الحشرات في الغابات والحقول والمدن. الحشرات مصدر مهم لغذاء العديد من الحيوانات، وهي أيضًا تدخل في أعمال مهمة كتلقيح الأزهار وتكسير أوراق الشجر وغيرها من المواد العضوية التي يمكن للطبيعة استخدامها مرةً أخرى.

لسنوات حاول العلماء تفسير سبب انجذاب العُث وغيره من الحشرات إلى المصابيح ولكن حتى الآم لم يتوصلوا إلى الاجابة الشافية.

حاليًا نعمل على إنشاء عدة تجارب لنحدد أي من نتائجها الأكثر صحةً. إحدى الفرضيات تقول بأن الحشرات تستخدم القمر أو النجوم المضيئة كمعالم ترشدها إلى إيجاد المساعدات. فقد تبدو أعمدة الإنارة بالنسبة للعث كالقمر الذي قد يضللها. بعض الحشرات تطير بشكل حلزوني باتجاه المصابيح وكأنها تحاول أن تبعد القمر باتجاه جهة طيرانها.

الفرضية الأخرى تقول بأن المصابيح تخدع العُث بصريًا ليرى مناطق داكنة بالقرب من حواف المصابيح وهذا ما يعرف بـ “نمط ماخ” ولهذا السبب يطير العُث باتجاه المناطق الداكنة المختفية.

ولكن فرضية أخرى تقول بان المصابيح تصيب العُث بالعمى وتعتم مستقبلات الضوء في عينها وبالتالي يضل العُث طريقه.

هل نلقي اللوم جزئيًا على المصابيح في ظاهرة قلة عدد الحشرات؟

كعلماء نعتقد بأننا لو عرفنا سبب انجذاب العُث للضوء، فسنعرف السبب الذي أدى إلى قلة عددها. قد تكون المصابيح عاملًا يساعد على تجميع الحشرات في مكان واحد وبالتالي تصبح فريسة سهلة للخفافيش، او عند شروق الشمس تجد الحشرات نفسها فجأة محاصرة في أماكن غير مألوفة ولا يمكنها أن تتخفى وبالتالي تصبح فريسة سهلة للطيور والزواحف.

المشكلة الأخرى قد تكون بأن هذه الحشرات المحاصرة، البعيدة عن موطنها الطبيعي، قد وجدت نفسها مجبرة على وضع بيضها بعيدًا عن النباتات التي يحتاجها الصغار ليتغذوا عليها. وربما تموت العديد من الحشرات بسبب الإرهاق من الدوران حول المصابيح.

إذا كنت تريد مساعدة الحشرات فاستخدم المصابيح الصفراء أو الحمراء خارج المنزل لأنها تجذب عددًا اقل من الحشرات. المصابيح المُستشعرة للحركة تساعد ايضًا على حماية الحشرات لأنها تضيء فقط عند الحاجة. بما أننا نخوض في اكتشاف تأثير التلوث الضوئي على الحشرات فبحثنا هذا يوجه رسالة للحكومات المحلية والوطنية لتنظر في أمر المصابيح لحماية الطبيعة.

المترجم: روان الرفاعي

تلخيص و تدقيق: فاطمة الحازمي

المصدر:https://theconversation.com


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!