دراسة: ارتفاع توتر الأزواج في حال ارتفع دخل الزوجات لأكثر من ٤٠% من دخل الأسرة.

دراسة: ارتفاع توتر الأزواج في حال ارتفع دخل الزوجات لأكثر من ٤٠% من دخل الأسرة.

24 فبراير , 2020

ترجم بواسطة:

خضراء العطار

دقق بواسطة:

مدى الجميعة

يظهر بحث جديد من جامعة باث أن الأزواج يتعرضون لمستويات أقل من التوتر عندما تكسب زوجاتهم ما يصل إلى ٤٠٪ من دخل الأسرة ، لكنهم يشعرون بعدم الإرتياح على نحو متزايد مع ارتفاع أجور زوجاتهم إلى ما بعد تلك النسبة ويتعرضون للتوتر الشديد عندما يعتمدون كلياً على زوجاتهم.

أظهرت الدراسة التي أجريت على أكثر من ٦٠٠٠ من الأزواج المغايرين الأمريكيين على مدى ١٥ عامًا أن الأزواج يصابون بحالة قلق شديدة عندما يكونون المعيل الوحيد ، ويتحملون عبء المسؤولية الكامل لشؤون الأسرة المالية.

 وتنخفض مستويات التوتر مع اقتراب دخل زوجاتهم إلى ٤٠ ٪ من دخل الأسرة. ولكن مع تخطي أرباح النساء إلى مابعد هذه النسبة ، فقد أظهرت الدراسة أن مستويات التوتر لدى الأزواج تتزايد تدريجياً.

قالت الدكتورة جوانا سيردا ، الخبيرة الاقتصادية في كلية الإدارة بجامعة باث : “تشير هذه النتائج إلى أن المعايير الاجتماعية حول إعالة الذكور والأعراف التقليدية حول كسب الرجال أكثر من زوجاتهم يمكن أن تشكل خطرًاً على صحة الرجال. كما أنها تظهر مدى قوة وثبات معايير الهوية الجنسانية”.

“هذه دراسة كبيرة ولكنها لمجموعة معينة ،فقد تنطبق أعراف أخرى على مجموعات ومجتمعات أخرى وقد تتغير النتائج بمرور الزمن. ومع ذلك ، فإن النتائج قوية بما يكفي للإشارة إلى استمرارية معايير الهوية الجندرية ، وإلى دورها في قضايا الصحة العقلية للذكور. ويمكن أن يؤدي التوتر المستمر إلى العديد من المشكلات الصحية الضارة ، بما في ذلك الأمراض الجسدية والمشاكل النفسية والعاطفية والاجتماعية “.

وأشارت الدكتورة سيردا إلى أن الدراسة أظهرت أيضًا أن الأزواج لا يعانون من ضغوط نفسية بشأن دخل زوجاتهم إذا كانت زوجاتهم هن ذوات الدخل الأعلى قبل الزواج وكانت فجوة الدخل الحالية أوالمحتملة واضحة لهم.

تشير الأرقام الصادرة عن مركز بيو للأبحاث في الولايات المتحدة إلى أن ١٣٪  فقط من النساء المتزوجات كسبن أكثر من أزواجهن في عام ١٩٨٠. ولكن بحلول عام ٢٠١٧ ، كان الرقم أقرب للثلث ومن المحتمل أن يستمر في هذا الاتجاه. و قالت الدكتورة سيردا إنها وباحثون آخرون مهتمون بشكل متزايد بكيفية تأثير ذلك على الأعراف الاجتماعية وعلى الصحة وعلى مفهومنا  لمعنى  الذكورة.

وقالت الدكتورة سيردا: “تمتد عواقب انعكاس دور الجنسين التقليدي في الزيجات المرتبطة في حالة كان دخل الزوجات الأعلى على أبعاد متعددة ، بما في ذلك على الصحة البدنية والعقلية ، والرضا عن الحياة ، والإخلاص الزوجي ، والطلاق ،والقدرة على التفاوض الزوجي”

وأضافت : “مع ارتباط الذكورة ارتباطًا وثيقًا بالنظرة التقليدية للعائل الذكر، تعني المعايير الجندرية الاجتماعية التقليدية أن الرجال قد يكونون أكثر عرضة للتوتر النفسي إذا أصبحوا العائل الثانوي في الأسرة أو أصبحوا يعتمدون مالياً على زوجاتهم ، النتيجة التي لها آثار على إدارة الصحة العقلية للذكور وفهم المجتمع للذكورة نفسها “.

قالت الدكتورة سيردا إن دراستها تلقي الضوء أيضًا على “قوة التفاوض” بين الزوج والزوجة.

مضيفةً بأنه : “يمكن أن يكون للاضطراب النفسي المرتفع الذي يأتي مع اعتماد الأزواج الاقتصادي على زوجاتهم أسس عملية بسبب المقايضة في ظل انفصام عرى الزوجية أو الخوف من انخفاض الوضع الاقتصادي في حالة الطلاق الفعلي. هذه الآثار أكبر بين الأزواج متشاركين السكن ، ربما بسبب الاحتمال الأكبر لانفصام عرى الزوجية “.

وأظهرت الدراسة أيضًا تفاوتًاً في طريقة تقييم الأزواج والزوجات لضيقهم النفسي وضيق شريكهم. بحيث طُلب من المشاركين في الإستبيان قياس الضيق من حيث الشعور بالحزن والتوتر والضجر واليأس وإزدراء الذات والأحساس بأن كل شيء يتطلب جهدًا. فأبلغ الرجال عن صحة نفسية أفضل من زوجاتهم اللواتي أبلغن نيابة عنهم.

وقالت الدكتورة سيردا: “قد يكون هذا أيضًا بسبب المعايير الجندرية. فإذا كانت الأدوار الاجتماعية الذكورية تحول دون قبول الضعف وميل الرجال إلى إخفاء أعراض التوتر والاكتئاب ، فستكون استجابات الزوجات [حول أزواجهن] أقل دقة “.

في الواقع ، أبلغت الزوجات أن أدنى مستويات التوتر لأزواجهن كانت عندما كُنَّ يساهمن بنسبة ٥٠٪ من دخل الأسرة ،بينما أبلغ الأزواج عن أدنى مستويات للتوتر عندما ساهمت زوجاتهم بنسبة ٤٠٪ فقط.

وأضافت: “إن حقيقة أن الزوجة تلاحظ بدرجة أقل الضيق النفسي الشديد لزوجها عندما يعتمد عليها ماليًاً قد تكون ببساطة لأنه لا يتواصل معه ، وقد يكون ذلك مظهرًا آخر من مظاهر المعايير الجندرية”.

ترجمة: خضراء العطار.

المصدر: https://phys.org

مراجعة: مدى الجميعة

تويتر: @_itzmada


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!