كيف تتعامل مع ضغوط الحياة العملية؟

كيف تتعامل مع ضغوط الحياة العملية؟

9 فبراير , 2020

  أصبحت حياتنا العملية أكثر تطلبًا ، مما يعرضنا لتحديات أكثر تعقيداً من أي وقت مضى، ومما يهدد سلامنا الداخلي. فماذا علينا أن نفعل كي نحافظ على سلامنا الداخلي؟ التفاصيل في هذا المقال.

     أصبحت حياتنا العملية أكثر تطلبًا ، مما يعرضنا لتحديات أكثر تعقيداً من أي وقت مضى، ومما يهدد سلامنا الداخلي. إضافه إلى ذلك، كثرة حاجتنا الشخصية والعائلية ، فإنه من السهل أن نشعر بإننا تحت الضغط باستمرار.فقد ناقش كلاً من البروفسورروبرت وليزا اسا تذة من جامعة هاردفورد في كتابهم  الحصانة من التغير ، كيف ان الصعوبات المرتبطة بالحياة الحديثة تركت الكثير منا يشعربعدم القدرة على السيطرة على حياته من جميع الجوانب،  مما جعلنا نقتنع او نستنتج ان هذه التحديات أو الصعوبات تفوق قدرتنا. فإن تعقد عالمنا  و قدرتنا علي التعامل مع هذا المستوى من التعقيد  ليس له علاقة بمدى ذكائنا ، ولكن بالطريقة التي ننظر بها إلى هذه التحديات وطريقتنا في مواجهتها.

   إن استجابتنا النموذجية لأعباء العمل المتزايدة باستمرار هي أن نعمل بشكل مكثف لساعات طويلة ، بدلاً من التفكيرفي طريقة أخرى أكثرفاعلية للسيطرة على الوضع. لدي عدد من العملاء الذين يسلكون هذا النهج عندما بدانا العمل معًا ، فقد لجأ كل منهما بالفعل إلى الإستيقاظ في الساعة الرابعة صباحًا للقيام بالعمل. فأول من اتبع الطريقة هي سو، والتي تعمل لشركة تقنية قد ظهرت مؤخرًا للعلن ، وتقود العديد من المشاريع في وقت واحد مما جعل سو تنهض باكرًا خوفًا من عدم استلامها بريد إلكترروني مهم. اجاي، وهو رئيس كبيريحتاج إلى الوقت الإضافي لتغطية قائمة الأعمال لديه التي لا تنتهي مما يجعله متوترًا في جميع الاوقات . ماريا ، التي اصبحت مؤخرًا شريك مؤسس،  تشعر بضغط باستمرار مع توسع نطاق شركتها. في حين أن الرؤساء التنفيذيين لشركات تملك تريليون الدولارات  مثل تيم كوك الرئيس التنفيذي لشركة ابل يستيقظ 3:45صباحا,نستنتج من ذلك، أن معظمنا ليس لديه تمامًا هذا المستوى من المسؤولية.

      يؤثر الشعور بالتوتر والضغط على الدوام على القدرة المعرفية أو الإدراكية للفرد، مما يجعل عملية  التفكير بطيئة،  ويؤدي أيضًا النسيان والإرتباك إلى الصعوبة في التركيز والتفكير المنطقي. وينتج كذلك انشغال العقل بشكل دائم ضعف بالقدرة على مواجهة المشكلات وحلها بسلاسة. فعندما يكون دماغنا مليء بعدة افكار لفترة طويلة يؤدي إلى ضعف الادراك والتركيز والتشتت الذي يعرضنا الى الكثير من الملهيات فيصبح تفكيرنا أقل ذكاءً.

 وهنا بعض الاستراتيجيات الرئيسية التي يمكننا اتبعها للحد من الشعور بالضغط والتوتر:

تحديد المصدر الرئيسي للشعور بالضغط : 

إسأل نفسك هذا السؤال، “ماهي الأشياء التي إذا أقلعت عنها من شأنها أن تخفف 80 ٪ من التوتر الذي اشعربه الان؟ في حين أنك قد تكون لا تزال مسؤول عن هذه الأشياء ولا يمكن  أن تتخطها، هذا السؤال بإمكانه مساعدتك على تحديد المصدر الكبير المسوؤل عن شعورك بالتوتر. إذا كان مشروعًا كبيرانتهى،  أو أوشك علي الانتهاء، أوالحجم الكبير للمهمة هو الذي يشعرك بالتوتر والضغط ، فقم بتقسيمه إلى مكونات أكثر قابليه للإداره ، أو اطلب موارد إضافيه أومساعدة، أو قم بالتفاوض على الموعد النهائي إذا كنت قادرًا على ذلك أو  كل ما سبق.

ضع الحدود بين وقت عملك ووقت عملك الإضافي: 

وهذا  يشمل عدد الساعات التي تنفقها على مهمة أو مشروع ، ووقت انتهاء العمل ومغادرة المكتب.  أو  قول لا  لأنواع محددة من العمل. أدرك اجاي انه كان ينفق قدرًا كبيرًا من الوقت في حل الصراعات والخلافات  بين مختلف أعضاء الفريق في عمله ، وبفعله هذا لم يستخدم الوقت بطريقة فعاله فقط وإنما يدعم ازدياد المشكلات بدلاً من تعليم اعضاء الفريق حس المسوؤلية وحل مشاكلهم فيما بينهم .وقول “لا” للتدخل في حل مشكلات الموظفين وتوقع  بأنهم سيبذلون قصارى  جهدهم لحل هذه القضايا قبل اللجوء إليه، فبذلك يخلق له المزيد من الوقت الحر للتركيز على أولوياته مع ملهيات اقل .

المثالية:

يمكن ان تؤدي بنا الرغبة إلى تحقيق المثالية أو الكمال إلى جعل المهام أو المشاريع أكبرمما تكون ، والتي بدورها تجعلنا نشعر بالتوتر والتعب النفسي. قالت شيريل ساندبيرسيدة اعمال أمريكية  “اكتفي بالعمل الجيد”بما معناه عندما تقوم بعمل جيد من جميع الجوانب، فقد أديت عملك على اكمل وجه. ومن خلال سؤال نفسك ما هي الفائدة من  انفاق المزيد من الوقت علي هذه المهمة أو المشروع ؟إذا كان الجواب لاشيء يذكر اويضيف لعملك اكثر،  فهذا يعني عليك التوقف العمل انتهى هنا . في الحقيقة، إننا لا نستطيع ان نفعل  كل شيءبمثالية ودقة عالية مهما حاولنا . وأخيرًا تمكنت سو من قبول هذا الحقيقة ، وهي التغاضي عن  قراءة البريد الإلكتروني في ساعة استلامه، وإذا كان مهمًا للغاية ، فإن الشخص المرسل سيتواصل معها بطريقة أخرى.

الإستعانة بمصادر خارجية:

 إسال نفسك ما هي الطريقة الأفضل لإستخدام وقتي ؟ والأنشطة التي لا تقع ضمن اجابتك يمكن  تدريسها  أو تفويضها للآخرين.  ومن هذه الأنشطة، إداره عددًا من المشاريع المحددة، وحضور اجتماعات معينة،  والقيام بإجراء المقابلات الأولية لأحد الموظفين الجدد، أو الاستعانة بمصادر خارجية لتنظيف منزلك وإعداد وجبتك.  ادركت ماري أنها يجب أن تفوض أحدًا لإجتماعات المبيعات الاسبوعية، والتي كانت تذهب إليها اسبوعيًا، وبالرغم أنها استاجرت شخصًا منذ أكثر من عام، ولكنها ما زالت تقوم ببعض المسؤوليات التي كانت تفعلها دائما، ولم تقم بتمكينه بالبالكامل ، خوفًا من فقدان السيطرة في النهاية .اعترفت كل ما تحتاجه حقا هوبريد إلكتروني يخبرها بكل ما دار في الاجتماع، وأن تخليها  عن هذه المهمة الواحدة استطاعت ان تستثمر 52 ساعة في السنة للتركيز علي قضايا استراتيجية  ذات أولويه عالية.

تحدى توقعاتك أو فرضياتك: 

إذا كنت تشعر بضغط وتوتر مستمر ، فمن المرجح أن توقعاتك والفرضيات التي تضعها هي التي تحد من إنتاجك . بالنسبة إلى سو ، كان اعتقادها بأنه إذا واجهتها مشكلة في أي خطوة في حياتها العملية، فانها ستفشل ولن تستطيع التعافي من هذا الفشل بكل سهولة. أما بالنسبة إلى اجاي ، كان يعتقد انه اذ لم يقدم مساعدته للآخرين  لن تكون هناك قيمة لوجودي. وبالنسبة لماريا ، كان افتراضها إذا فقدت السيطرة وخرجت الامور عن مسارها سوف تفشل الشركة. وفي حين أن هذه الافتراضات الكبيرة كانت حقيقية لكل رئيس، فإن هذه المعتقدات لم تكن علي الأرجح 100% صحيحة، وأبقتهم عالقون في اتباع الأنماط القديمة التي ساهمت بشكل كبير في شعورهم بالإرتباك والتوتر.  

 وفي حين أننا قد نشعر جميعًا بالإرهاق والتوترمن وقت لآخر في عملنا الشاق وحياتنا الشخصية ، فإن استخدام الاستراتيجيات المذكورة أعلاه يمكن ان يساعد على تخفيف الضغط والتوترالذي نشعر به.

 المصدر https://hbr.org

اسم كاتب المقال Rebecca Zucker

اسم المترجم / الهنوف عبدالله ال سليمان

تويتر: @_hanoof18

مراجعة: مدى الجميعه

تويتر:@_itzmada


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!