الأشخاص الذين يشربون القهوة يتمتعون بميكروبات أمعاء أكثر صحة.

الأشخاص الذين يشربون القهوة يتمتعون بميكروبات أمعاء أكثر صحة.

6 فبراير , 2020

دراسة جديدة أشارت أن شاربي القهوة الثقيلة لديهم بكتيريا بتركيبات صحية أكثر في أمعائهم عن الباقين .

تتزايد الأبحاث في استكشاف الفوائد الصحية لشرب القهوة. فأنه بمجرد شرب كوب واحد من القهوة يمكنه القضاء على الدهون الضارة والتقليل أيضاً من الالتهابات المصاحبة للسمنة وحماية الدماغ من الشيخوخة.

بالإضافة إلى أن شرب على الأقل ثلاثة أكواب من القهوة يومياً يساعد في إبقاء الشرايين صحية و مرنة, وذلك بسبب منع الكالسيوم من التراكم و تجنب خطر انسداد الشرايين.

يمكن للقهوة المساعدة في محاربة مرض السكر عن طريق التحكم في نسبة السكر في الدم، وأيضاً المحافظة على صحة الكبد وسلامته.

 والسؤال الذي لم يُجاب عنه هو كيف للقهوة أن تعطينا جميع هذه الفوائد الرائعة لصحتنا؟ حيث ظهر بحث جديد بالنظر إلى الروابط الموجودة بين القهوة و صحة ميكروبات الأمعاء يوضح آليات عمل القهوة وأثارها.

المؤلفة المسؤولة والأقدم لهذه الدراسة هي دكتورة لي جياو وهي أستاذ مساعد في الطب – طب الجهاز الهضمي وأمراضه في جامعة بايلور للطب في هيوستن، تكساس. وهي أيضاً باحثة في مركز الابتكارات في الجودة والسلامة والتأثير في مركز Michael E. DeBakey VA الطبي.

كما أن دكتور شاون غورارا أيضاً من جامعة بايلور، والمؤلف الأول على هذه الورقة العلمية، قدم نتائج البحث في المؤتمر العلمي السنوي للجامعة الأمريكية لطب الجهاز الهضمي وأمراضه ،عام 2019 الذي حدث في سان فرانسيسكو، تكساس.

بالبحث في ميكروبات الأمعاء

قالت د.جياو لمجلة أخبار الطب اليوم :” أن الأدوار المفيدة قد ظهرت في استهلاك القهوة على الأمراض الأيضية، فقد بدأنا في تجربة ما إن كان المركب النباتي (الكافيين) الموجود في القهوة سبباً لهذه النتائج المفيدة”.

نظرت د. جياو وفريقها إلى (العلاقة بين استهلاك الكافيين وبنية ميكروبات الأمعاء والقولون), فكان أول ما قاموا به هو أخذ 34 مشارك للقيام باختبارات التنظير للقولون لفحصه و التأكد من صحته.

حصل الباحثون على 97 خزعة من الغشاء المخاطي للقولون (تم تجميدها) من عدة اقسام لقولون هؤلاء الأفراد، حيث تم استخراج الحمض النووي للميكروبات وتحليل تسلسل 16s rRNA .

تم أخذ استبيان من المشاركون حول النظام الغذائي، لتقييم المعدل اليومي لمقدار القهوة. قام الفريق بتقسيم مقدار مدخول القهوة إلى استهلاك عالي للقهوة ـ بمعنى أن القهوة تحتوي على ما لا يقل عن 82.9 ملليغرام من الكافيين يومياً ـ واستهلاك منخفض القهوة ـ أي أن القهوة تحتوي على أقل من 82.9 ملليغرام من الكافيين يومياً -.

تأثيرات القهوة على الأمعاء

أثبتت التحاليل أن مستهلكي الكافيين بشكل كبير لديهم مستويات عالية من الأنواع البكتيرية التالية: Faecalibacterium  و  Roseburia و لكن مستويات منخفضة من الـErysipelatoclostridium  — وهو نوع من البكتيريا يمكن أن يكون ضاراً .

وجد فريق الباحثين هذا الترابط بغض النظر عن أعمار المشاركين  ونظامهم الغذائي.

مع ان جزءً من الصحة الطبيعية للأمعاء و المستويات العالية من بكتيريا Erysipelatoclostridium ramosum (E. ramosum) قد تُعد مضرة .

الدراسات السابقة على الإنسان وجدت ترابط بين E. ramosum  و متلازمة التمثيل الغذائي. في حين أن الدراسات الحيوانية وجدت ترابط بين ( زيادة تنظيم مستقبلات الجلوكوز والدهون في الأمعاء الدقيقة ) والتي بالتالي تكون معززة للسمنة الناتجة عن النظام الغذائي.

وجد الباحثون في هذه الدراسة مستويات أعلى لبكتيريا أخرى عادة ما يتم رصدها ضمن ميكروبات الأمعاء لمستهلكي القهوة بكثرة. تتضمن هذه البكتيريا على OdoribacterDialisterFusicatenibactorAlistipesBlautia وسلالات مختلفة من الـ Lachnospiraceae.

استنتج المؤلفون بأن : ” الاستهلاك العالي للكافيين كان مرتبط مع زيادة تكافؤ ووفرة ميكروبات الأمعاء المرتبطة بالغشاء المخاطي و بكثرة نسبية من البكتيريا المضادة للالتهابات، مثل Faecalibacterium  و Roseburia  و معدلات بسيطة من البكتيريا التي يحتمل أن تكون ضارة Erysipelatoclostridium .”

نقاط القوة والضعف في الدراسة

علّقت د. جياو على نقاط القوة والضعف في هذا البحث حيث قالت “حقيقة أن البحث فحَص ميكروبات الأمعاء المرتبطة بالغشاء المخاطي جعله مميز و منفصل عن بقية البحوث التي تمركزت على الميكروبات البرازية.

وحذرت أيضأ بأن الدراسة أقامت على 34 من الرجال البالغين الذين يتمتعون بصحة قولون طبيعية في مستشفى واحد، وأنه من المجهول معرفة ما إذا كانت هذه النتائج قابلة للتطبيق على النساء أو على أشخاص آخرين .”

وأضافت أيضاً: ” استعملنا التسلسل الجيني 16S rRNA الذي لا يمكنه تمييز أو معرفة أي أنواع البكتيريا هي المهمة.”

لم يقدم الباحثون القائمون على بيانات النظام الغذائي أيضاً أي معلومات حول طريقة صنع القهوة أو عن نوع العلامة التجارية التي استخدمها المشاركون.

و قالت د. جياو في الختام: ” لا يمكننا استخراج أي مركبات من القهوة، مثل البوليفينول أو غيرها من المركبات التي قد تفسر جزءاً من الترابط، فنحن نحتاج أن نزيد من معرفتنا حول التفاعل بين المضيف و ميكروبات الأمعاء في مختلف الأشخاص.”

وأضافت:” نحتاج للمزيد من الأبحاث كي نفهم سبب وجود هذه الأنواع من البكتيريا في أجسامنا (بكتيريا مثل Alistipes ).”

المترجمة : راما سعود

تويتر :@_RamaSaud

المدققة: تهاني محمد

رابط المقال الأصلي : https://www.medicalnewstoday.com


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!