هل تتأثر بالاضطراب العاطفي الموسمي (SAD) ؟ قد تتحول ثلث حالات SAD إلى اكتئاب غير موسمي ..

هل تتأثر بالاضطراب العاطفي الموسمي (SAD) ؟ قد تتحول ثلث حالات SAD إلى اكتئاب غير موسمي ..

16 يناير , 2020

يتحدث المقال عن الاضطراب العاطفي الموسمي وأسبابه وأوقات حدوثه والطرق الفعالة لتخفيف أعراضه وما مدى انتشاره بين الجنسين .

ماهي أعراض الاضطراب العاطفي الموسمي SAD ؟

الاضطراب العاطفي الموسمي (SAD) هو نوع من الاكتئاب الذي يحدث خلال أوقات مُعينة من السنة وبينما يُعتبر نوعًا فرعيًا من الاكتئاب الى أن الدراسات تُشير إلى أنه في ٣٣ الى ٤٤ ٪ من الحالات يتحوّل فيه SAD إلى اكتئاب غير موسمي .

يشار أحياناً إلى SAD بـ “الإكتئاب الشتوِّي” لأن الأعراض عادةً ما تبدأ وتتفاقم خلال فصلي الخريف والشتاء وعادةً ما تتبدد خلال فصلي الربيع والصيف وعلى الرغم من هذا فإن بعض الأفراد قد يعانون من هذه الأعراض أثناء الصيف فهناك شكل نادر من الاكتئاب الموسمي يُعرف باسم “الإكتئاب الصيفي” يبدأ في أواخر الربيع وينتهي في الخريف .

يعتمد تشخيص SAD بشكل عام على دورات الاكتئاب الدورية خلال فصليّ الخريف والشتاء ، مع سكون لهذه الأعراض في فصلي الربيع والصيف .

يعاني الأشخاص الذين يعانون من SAD من تغيرات في المزاج وأعراض مشابهة للاكتئاب الغير موسمي ، بما في ذلك :

● المزاج السيئ .

● فقدان ملحوظ للاهتمامات والمتعة في الأنشطة اليومية .

● انخفاض التحفز .

● انخفاض الطاقة والإعياء .

● الشعور بازدراء النفس أو بالذنب .

● انخفاض الرغبة الجنسية .

● ضعف التركيز .

● سرعة الانفعال .

هناك مجموعة مُعينة من الأعراض يتميز بها الإكتئاب الشتوِّي ، مثل : زيادة النوم مع رغبة قوية في النوم أثناء النهار ؛ إرتفاع الشهية والرغبة الملحة للطعام وخاصةً للكربوهيدرات ؛ زيادة الوزن .

وهكذا فإن SAD هو أكثر من مجرد الشعور “بكآبة الشتاء” فيمكن لإعراضه أن تكون مؤلمة عاطفياً وتتعارض مع أداء الاعمال اليومية .

 ماسبب حدوث SAD ؟     

 ليست هناك أسباب دقيقة وواضحة تمامًا تشرح لنا مسببات SAD ومع ذلك ربط العُلماء الأسباب بقلة التعرض لأشعة الشمس خلال أيام الخريف والشتاء القصيرة .

أكثر نظرية مُعترف بها هي أن قلة التعرض لأشعة الشمس يؤدي إلى تغيرات هرمونية في الدماغ ، وذلك لإن التعرض القليل لأشعة الشمس قد يمنع منطقة من الدماغ تُعرف باسم “الغُدة النخامية” من العمل بشكل صحيح مما يؤدي إلى وجود خلل في الكيمياء الحيوية ومن الأمثلة على ذلك ؛ إمكانية وجود انخفاض في إنتاج مادة السيروتونين -مادة كيميائية مسؤولة عن السعادة- في الدماغ المسؤولة عن ضبط مزاجُنا ، كما يُمكِن للمزاج والشهية ومستويات الطاقة لدينا التأثر عند تعطل المسارات العصبية المؤثرة على ضبط المشاعر .

قد يُنتج الدماغ عند الذين يعانون من SAD مستوى أعلى من الطبيعي من الميلاتونين -هرمون النوم- وهو هرمون مُرتبط ببداية عملية النوم ، ويمكن لقلة التعرض لأشعة الشمس أيضًا أن تسبب تخبطًا للساعة البيولوجية للجسم أو “الساعة الداخلية” مما يؤدي إلى ظهور أعراض SAD .

يعاني ما يصل إلى ٦٪ من البالغين في الولايات المتحدة من الاكتئاب بشكل موسمي وأما لمتوسط العمر الذي قد يصاب فيه الشخص لأول مرة فهو ٢٧ عامًا ويكون أكثر شيوعًا عند الإناث في سن الإنجاب ، كما أنه أكثر انتشارًا بين النساء بأربع مرات مما هو عند الرجال ولو نظرنا لمعدلات انتشاره بين كبار السن فسنجدها مُنخفضة مع تساوي نسبة المُصابين به من الذكور والإناث ، أما عند الأطفال فهو أقل شيوعًا مع تساوي نسبة المصابين به بين الفتيان والفتيات .

ويبدو أن SAD يحتوي على عُنصر وراثياً حيث يمكن لهذا الاضطراب الشيوع في بعض العائلات فمن المرجح أن تكون مصاباً به إذا كان أحد أفراد أسرتك المقربين مصابًا به .

تملك البلدان ذات الطبيعة المشمسة على مدار السنة معدلات أقل من SAD ، فكلما ابتعدت عن خط الاستواء كلما قلت احتمالية إصابتك به .

كيف يمكن علاج SAD؟

عادة ماتبدد أعراض SAD خلال فصلي الربيع والصيف ، ومع ذلك يُمكن أن تتحسن الأعراض بسرعة أكبر مع العلاج ويوصي المعهد الوطني للتفوق الصحي والرعائي (NICE) بمعالجته بنفس طريقة معالجة الاكتئاب الغير موسمي .

تُعتبر الأدوية المضادة للاكتئاب مثل ؛ مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية ، والعلاج بالتحدث مثل ؛ العلاج المعرفي السلوكي ، وتغيير نمط الحياة

من العلاجات الفعالة لكلٍ من الاكتئاب الموسمي والغير الموسمي .

وغالبًا ما يتم تشجيع الأفراد الذين يعانون من الاضطراب العاطفي الموسمي على قضاء أكبر وقت ممكن تحت ضوء الشمس الطبيعي والتخطيط والمشاركة في الأنشطة الممتعة وممارسة الرياضة بإنتظام (خاصةً في الهواء الطلق) وإتباع نظام غذائي صحي .

العلاج بالضوء هو الآخر يُعتبرعلاج شائع للفترات الحرجة من الاضطراب العاطفي الموسمي وهذا يشمل التعرض للضوء أمام صندوق العلاج بالضوء والذي يقوم بتصفية كل الأشعة الفوق البنفسجية الضارة وغالبًا ما يُنصح للأشخاص المصابين بالجلوس أمام صندوق العلاج بالضوء لمدة ٢٠ دقيقة أو أكثر يومياً ، مثل أوقات ساعات الصباح الأولى خلال أشهر الشتاء .

ترجمة: خضراء العطار

مراجعة : منصوُر محمد .

المصدر:‏https://www.psychologytoday.com


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!