خلط المبيضات مع المنظفات قد يسبب أضراراً لك أو لحيواناتك الأليفة!

خلط المبيضات مع المنظفات قد يسبب أضراراً لك أو لحيواناتك الأليفة!

9 يناير , 2020

يناقش المقال تأثير مكونات المنظفات والمعطرات المنزلية على جودة الهواء وصحة الإنسان وصحة الحيوانات الأليفة التي تساكنه في البيئات المغلقة، ويشرح آلية حدوث ذلك ونتائجه، وينصح المقال بالحفاظ على التهوية الدائمة للأماكن التي تستخدم فيها هذه المركبات.

بقلم: ساندي لاموت، العاملة بقناة “CNN” الأمريكية.

من منا لا يستخدم منظفات التبييض للتخلص من جراثيم البرد الخطيرة، أو فيروسات الإنفلونزا، أو حتى لتطهير المطابخ؟ جميعنا نفعل ذلك، صحيح، لأن العلم أخبرنا أن نفعل ذلك في النهاية. وجميعنا أيضاً يستخدم منظفات منزلية بعدة روائح كالليمون، أو البرتقال، أو حتى رائحة الصنوبر. فهذه الروائح موجودة في العديد من المنظفات المنزلية، ومعطرات الجو، ومنتجات العناية الشخصية.

تُصنف هذه الروائح على أنها مركبات كيميائية يطلق عليها “ليمونين([1])“، ومصدره الأساسي هو قشر الليمون وقشر البرتقال، ويصنفان غالباً كأساس للعديد من طرق التنظيف المنزلية الصديقة للبيئة، أو يضافان كمنكهات أو روائح إلى الأطعمة والأدوية، ومستحضرات التجميل.

إن الليمونين بحد ذاته غير سام، ولكنه عندما يتعرض للضوء أو الهواء، يتأكسد ويصبح مهيجاً للعينين والجلد. قد يلتصق الليمونين بأحد الأسطح وبالإمكان تشتيته في الهواء عند حدوث ذلك، إلا أنه لا تتواجد كميات كافية من الليمونين في المنتجات التي نستخدمها يوميًا لتكون موضع قلق صحي. إلا أن بعض منتجات التنظيف في أماكن العمل قد تحتوي على تركيزات كيميائية عالية، مما يستدعي اتباع قواعد صارمة بشأن سلامة استخدامها.

نشرت الجمعية الكيميائية الأمريكية دراسة يوم الثلاثاء،  قرر فيها باحثون من جامعة تورونتو وجامعة بوكنل في ولاية بنسلفانيا، معرفة ما يمكن أن يحدث عندما تجتمع أبخرة الليمونين والتبييض معاً، بتركيزات من الممكن أن تحدث في البيئات الداخلية.

كانت نتائج الدراسة سيئة: فقد اكتشفوا أن أبخرة التبييض بإمكانها أن تتفاعل مع الليمونين في العديد من المنظفات الحمضية المنزلية الشائعة، فتنشئ جزيئات في الهواء  من المحتمل أن تكون خطرة، والتي  يمكن أن تكون ضارة للبشر والحيوانات الأليفة أيضاََ في حال استنشاقها .

إن طريقة عمل هذه المنظفات هي كالآتي:

تُخَلِّف منتجات التنظيف المعتمدة على التبييض حمض وغاز الكلور، واللذان يمكن أن يتراكما بسهولة إلى مستويات عالية نسبياََ إذا كانت البيئة المحيطة بهما سيئة التهوية. وعندما يتعرضان لأشعة الشمس، أو حتى للأضواء الداخلية، يمكن لهذين المركبين أن ينقسما إلى عناصر صغيرة بما تكفي لإنشاء جزيئات هواء تسمى الهباء الجوي العضوي الثانوي([2]) ويطلق عليها اختصاراً “.SOAs”

يُصنَّف الهباء الجوي العضوي الثانوي كمكون رئيسي لجسيمات دقيقة، حيث تقلل هذه الجسيمات الصغيرة الرؤية في الهواء، وتتسبب في ضباب يعدم الرؤية عند ارتفاعها لمستويات عالية. وعندما تكون هذه الجسيمات صغيرة بما فيه الكفاية، فهي قادرة على الوصول إلى رئاتنا بعمق، مسببةً بذلك آثاراََصحية مؤقتة، مثل تهيج العين، والأنف، والحنجرة، والسعال، والعطس، وضيق التنفس.

قد يشكل تدهور وظائف الرئة خطراً على أي شخص يعاني من الربو أو أمراض القلب؛ ولكن أظهرت الدراسات في الحقيقة زيادة التردد على غرف الطوارئ والمستشفيات؛ وزيادة أعداد الوفيات، عند ارتفاع أعداد هذه الجسيمات. هذه أحد الأسباب التي جعلت العديد من المدن تصدر تقارير تحذيرية عندما يكون الهواء ملوثاً. قد يسبب التعرض المستمر لهذه الجسيمات التهاب الشعب الهوائية المزمن، وزيادة الوفيات الناجمة عن سرطان الرئة وأمراض القلب.

بعد مراجعة التحاليل الأولية لهذه الدراسة لحمض الهيبوكلوروس وغاز الكلور، اكتشف الباحثون أنهما يتفاعلان لإطلاق مركبات متطايرة حتى في انعدام الإضاءة، ولكن عندما تضاء الأنوار الداخلية، فإنهما ينتجان الهباء الجوي العضوي الثانوي بمعدلات كبيرة، وتساعدهما في ذلك أشعة الشمس برفع هذه المستويات وتسريع التفاعل.

لخص الباحثون نتائج هذه الدراسة كالآتي: “إن استخدام المنظفات قد يسبب آثاراََ صحية سلبية على العاملين في الأماكن المغلقة”، وخاصةً الذين يقضون أوقاتاً طويلة في التنظيف، أو الذين يستخدمون منظفات تحتوي على مكونات صناعية قوية، أو حتى الأطفال وكبار السن.

ولتقليل هذه المخاطر: افتح النوافذ عند استخدام المبيضات والمنظفات التي تحتوي على الحمضيات.

المترجم: عبد السلام العقيل

تويتر: @7Asalam7

مراجعة و تدقيق لغوي: وليد حافظ

المصدر: https://edition.cnn.com


[1])) الليمونين: هو سائل هيدروكربوني عديم اللون، ويصنّف ضمن التربينات الأحادية الحلقية، وهو المكوّن الأساس في زيت قشور الحمضيات.

[2]() الهباء الجوي العضوي الثانوي: هو جزيء ينتج عن طريق الأكسدة على مدى عدة أجيال من جزيء عضوي أصل.


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!