ما الذي يجعل الطفل خجولًا ؟

ما الذي يجعل الطفل خجولًا ؟

18 ديسمبر , 2019

 البذور التي تنمي شخصية خجولة أو جريئة تُزرع في وقت مبكر من الحياة ، ولها أساس بيولوجي قوي .. على الرغم من ذلك ضبط أسلوب التربية لتناسب احتياجات الطفل أمر مهم ، وأن ما يصلح لمزاج واحد قد لا يصلح للآخر.

ستخبرنا الأبحاث حول البلوجيا وكيفية تربية الطفل الخجول.

  لقد كنت طفلة خجولة بالصغر، وكنت أعاني في تكوين صداقات جديدة ، وأيضًا بطيئة التكيف في الأماكن الجديدة . وعلى الرغم من أنني تعلمت التعامل مع خجلي على مر السنين ، لكن لا تزال لدي نوبات خفيفة من القلق الاجتماعي عندما أكون حول أشخاص جدد أو عندما أكون في بيئات مهنية كبيرة ، مثل المؤتمرات الأكاديمية ، حيث ألتقي بأشخاص جدد وهذا كان المقصد , ولكن طفلي الذي يبلغ الثالثة من العمر يختلف عني تمامًا ، يُحب التعرف على الأشخاص الجدد ، ويبدو أنه يُكوِّن صداقات في كل مرة نذهب فيها إلى الحديقة أو حتى عندما نكون بالمطاعم . فأول ما يفعله عند جلوسنا في المطعم هو إلقاء التحية على الأشخاص القريبين من حولنا والابتسامة لهم .

ما الذي يجعلنا خجولين أو اجتماعيين؟ وهل الخجل صفة وُلدنا بها ، أم أنه شيء نطوره استنادًا إلى تجاربنا مع أشخاص آخرين ؟

   يشير تاريخ طويل من الأبحاث إلى أنه يمكن تحديد المزاج – أو أسلوب الشخص في الاستجابة العاطفية للبيئة – ويمكن ملاحظته لأول مرة عند الرضع الذين لا تتجاوز أعمارهم أربعة أشهر. يتم قياسها من خلال إظهار بعض الألعاب البسيطة للأطفال الرضع ، مثل الهاتف المحمول مع العديد من الحيوانات المعلقة ، ودراسة كيفية تفاعلها. أظهر هذا الاختبار البسيط الذي استمر أربعة أشهر بشكل ثابت أن الأطفال الذين يصابون بالقلق أو الاكتئاب العاطفي استجابة للهاتف المحمول المعلق ” . يكونون عُرضة لأن يصبحوا خجولين مع تقدمهم في السن

   وذكر (كاغان عام 1997) “هؤلاء الأطفال حساسون بشكل خاص لأي نوع من التغيير في البيئة وقد ينزعجون بسهولة حتى من أكثر الأنشطة الروتينية ، مثل رنين جرس الباب أو تغيير الحفاضات. على النقيض من ذلك ، فإن الأطفال الذين يتفاعلون بشكل إيجابي مع هذه التغييرات ، أو لا يتفاعلون على الإطلاق ؛ هم الأكثر عرضة لأن يصبحوا اجتماعيين جدًا  مثل الأطفال في سن ما قبل المدرسة “.

   وقال (كاغان وسنيد مان و خان و تاوسلي و ستاينبيرغ وفوكس عام 2007) “مما يدعو للدهشة أن هذه العلاقة تتجاوز مرحلة الطفولة المبكرة ، وتتوقع ردود الأطفال على الهاتف المحمول في عمر أربعة أشهر وتتنبأ بمدى خجلهم أو اجتماعيتهم في سن المراهقة.

وتكون ملاحظة الاختلافات بين الأطفال الخجولين والأطفال الجريئين في سن ما قبل المدرسة في بيولوجيتهم وفي عقولهم “.

أما عن ( باركر و ريب-ساذرلاند و فوكس عام 2014 وكذلك فوكس وآخرون 1995) “اقترحوا أن الخجل له أساس بيولوجي قوي وقد يكون جزءًا من شخصية الفرد من وقت مبكر جدًا في الحياة “.

فهل هذا يعني أن البيئة لا تلعب أي دور في إنتاج شعور الخجل ؟ وهل أي شيء يدعو للقلق هو في المقام الأول خجل ؟

  وقال (توماس و تشيس وبيرتش عام 1970) “المزاج له أساس بيولوجي لكنه لا يعني أنه أساس ثابت ولا يمكن أن يتغير. فيمكن أن يتغير مزاج الطفل ، ويمكن أن تصبح ردود فعل الأطفال السلبية تجاه الأشخاص والأشياء والمواقف الجديدة أقل تطرفًا مع مرور الوقت. علاوة على ذلك ، لا حرج في أن تكون خجولًا قليلاً.

 يعاني العديد من الأطفال من مزاج يوصف بأنه “بطيء في عملية التكيف” ، ويحتاجون فقط إلى بعض الوقت للتكيف مع محيطهم قبل أن يكونوا مستعدين للقفز والانضمام إلى المرح”.  وقال كلًا من (فوكس وهيلفينستاين عام 2013) ” لكن هناك مجموعة فرعية بسيطة من الرضع ، حوالي 10-15 ٪ ، الذين لديهم حساسية في أقصى الحدود. وهؤلاء هم الأكثر عرضة لخطر تطور الخجل ، وقد يستمر جزء منهم حوالي 40٪ بتطوير القلق الاجتماعي في وقت لاحق في الحياة.

  ونصح ( هيندرسون و بانيلا و هين وغيرا و فوكس عام 2012) “إذا كان لديك طفل شديد الحساسية لا يتكيف حتى للأشخاص والأماكن المألوفة بعد مرور بعض الوقت ، فهناك تدخلات متوفرة للمساعدة في منعهم من تطوير مشكلات القلق الاجتماعي. علاوة على ذلك ، يمكن أن يساعد أسلوب التربية ذلك. فعلى سبيل المثال ، أظهرت الأبحاث أن خطر تعرض الطفل للخجل يتناقص بشكل كبير عندما يكون لديهن أمهات حساسات ويستجبن بشكل مناسب لاحتياجات الطفل. لذلك حتى بالنسبة للأطفال الذين ينزعجون بسهولة عند تعرضهم لمواقف جديدة أو صعبة ، فإن وجود أحد الوالدين الذي يستجيب لاحتياجات الطفل يمكن أن يكون بمثابة عازل ضد تطور الخجل أو القلق الاجتماعي.

  وقال (كوتشانسكا عام 1997) ” وبالمثل ، يمكن أن تلعب التربية دورًا في تطور شعور الأطفال الخجولين مقابل الأطفال الجريئين بالأخلاق أو الضمير أثناء الطفولة. على سبيل المثال ، من المرجح أن ينزعج الأطفال الذين يشعرون بالخجل أو الذين يشعرون بالقلق من الغضب بسهولة عندما يتم توبيخهم لانتهاكهم القواعد. نتيجةً لذلك ، فهم في الحقيقة يحتاجون فقط (ويستجيبون جيدًا) إلى الإجراءات التأديبية اللطيفة ، حيث يُمكنهم بسهولة الشعور بالذنب بسبب تجاوزاتهم. لكن لا يستجيب دائمًا الأطفال الجريئين أو الذين لا يخافون بسهولة  للانضباط اللطيف ويحتاجون إلى مزيد من الاهتمام عندما ينتهكون القواعد لأنهم لا يشعرون بسهولة بالقلق من تلقاء أنفسهم.

   إجمالاً .. يُشير هذا البحث إلى أن البذور التي تنمي شخصية خجولة أو جريئة تُزرع في وقت مبكر من الحياة ، ولها أساس بيولوجي قوي . ولكن ، علم التشريح ليس بالإمكان تغييره ، وإذا كان لديك طفل حساس حقًا لأي نوع من التغيير في البيئة ، فإن التربية الحساسة تسمح للطفل بالتكيف مع أشياء جديدة وفقًا لوتيرة الوالدين قد تساعده على تطوير الخوف لاحقًا أو القلق في المواقف الاجتماعية. على الرغم من أن الخجل له أساس بيولوجي قوي ، لكن ليس هناك ما يضمن أن يكون لديك طفلان لهما نفس المزاج تمامًا. قد يكون لديك طفل خجول شديد القلق ، يتبعه طفل جامد لا يعرف الخوف. إذا كان الأمر كذلك ، فمن المهم أن تتذكر أن ضبط أسلوب التربية لتناسب احتياجات الطفل أمر مهم ، وأن ما يصلح لمزاج واحد قد لا يعمل بشكل جيد في المرحلة التالية.

المترجم : مدى الجميعة

تويتر: @_itzmada

المراجع : سميحة القرشي

تويتر:  @ssq4471

المصدر: https://www.psychologytoday.com


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!