كشفت دراسة قام بها باحثون على مدى 30 عامًا أن استهلاك المشروبات المحلاة قد يؤدي إلى الوفاة المبكرة, وقد يرتبط استهلاكها أيضًا بعدة أمراض مثل السكري وأمراض القلب والسكتات الدماغية.

تعتبر الصودا و باقي المشروبات المحلاة خيارات غير صحية كما نعلم,  ولكن كشفت دراسة جديدة أن المشروبات المحلاة بالسكر مرتبطة بارتفاع معدل الموت المبكر.

نُشرت دراسة (18 مارس) في مجلة الدورة الدموية  “”journal Circulati on  حيث قام الباحثون فيها بتحليل المعلومات لأكثر من 80،000 امرأة و 37000 رجل في مهن صحية,  وقاموا بمتابعتهم لقرابة  ثلاثة عقود وخلالها ملأ المشاركون استبيانات حول نظامهم الغذائي كل أربع سنوات وأجابوا أيضاً على أسئلة حول نمط حياتهم والصحة العامة كل عامين.

كلما زاد الشخص معدل استهلاك المشروبات المحلاة زادت مخاطر وفاته خلال فترة الدراسة- بما في ذلك المشروبات الغازية و مشروبات الفاكهة ومشروبات الطاقة والمشروبات الرياضية – .

على سبيل المثال في فترة الدراسة أولئك الذين شربوا ما بين اثنين إلى ستة مشروبات محلاة أسبوعيًا أكثر عرضة للوفاة بنسبة 6 % مقارنة بأولئك الذين شربوا أقل من مشروب  محلى واحد في الشهر,  كما أن الذين شربوا مشروبًأ محلى أو اثنين يومياً أكثر عرضة للوفاة بنسبة 14% مقارنة مع الذين شربوا أقل من مشروب مجلى واحد في الشهر.

بقيت النتائج كما هي حتى بعد أن أخذ الباحثون بعين الاعتبار العوامل التي يمكن أن تؤثر على خطر الموت المبكر والمرض مثل التدخين وإدمان الكحول والنشاط البدني واستهلاك الفواكه والخضروات واللحوم الحمراء.

قال فاسانتي مالك Vasanti Malik عالم الأبحاث في قسم التغذية في جامعة هارفارد والمؤلف الرئيسي للدراسة “تقدم نتائجنا مزيداً من الدعم للحد من تناول المشروبات السكرية واستبدالها بمشروبات أخرى ويفضل استبدالها بشرب الماء لتحسين الصحة العامة وزيادة العمر”

من المهم الانتباه أن الدراسة وجدت رابطة فقط, ولا يمكنها  إثبات أن شرب الصودا أو المشروبات المحلاة الأخرى يسبب الموت المبكر.

السكر المضاف

تعد المشروبات السُكرية أكبر مصدر للسكر المضاف في النظام الغذائي الأمريكي. على الرغم من انخفاض استهلاك هذه المشروبات في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي إلا أن نسبة استهلاكها زادت بين البالغين في السنوات الأخيرة وزاد استهلاكها أيضًا في البلدان النامية.

و ذكر الباحثون ان الدراسات السابقة ربطت بين تناول المشروبات المحلاة مع زيادة الوزن وزيادة خطر الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري وأمراض القلب والسكتة الدماغية.  ومع ذلك فإن دراسات  قليلة بحثت عن صلة استهلاك المشروبات السكرية بالموت المبكر.

أظهرت الدراسة الجديدة ان استهلاك  المشروبات السكرية  مرتبط  بزيادة خطر الوفاة من أمراض القلب بشكل خاص.  وكان أولئك الذين يستهلكون اثنين أو أكثر من المشروبات السكرية يومياً أكثر عرضة بنسبة 31 % للوفاة المبكرة من أمراض القلب  بالمقارنة مع أولئك الذين يستهلكون المشروبات المحلاة خلال فترات متباعدة.

وقال د.والتر ويليت Dr. Walter Willett وهو مؤلف مشارك في الدراسة و أستاذ بعلم الأوبئة والتغذية في نفس المؤسسة “هذه النتائج تتفق مع الآثار الجانبية المعروفة لارتفاع نسبة السكر في عوامل الأيض الخطرة؛ والأدلة القوية على أن شرب المشروبات المحلاة بالسكر يزيد من خطر الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري هو بحد ذاته عامل خطر رئيسي لحدوث الوفاة المبكرة”.

ولكن ماذا عن مشروبات الحمية؟ 

بالنسبة للجزء الأكبر وهي المشروبات المحلاة  صناعياً  ببدائل السكر لم يتم ربطها بزيادة خطر الوفاة خلال فترة الدراسة  بل في الواقع وجدت الدراسة أن استبدال مشروب مُحلى بالسكر  يومياً بمشروب حمية(كما يعرف بمشروب الدايت) له علاقة بخفض خطر الموت المبكر.

ومع ذلك ، فإن تناول مشروبات الحمية بمستويات عالية جدًا بما  يقارب أربع مرات أو أكثر يوميًا يرتبط بزيادة خطر الوفاة المبكرة بين النساء.  قد يكون هذا الاكتشاف بسبب ما يسمى “السببية العكسية” هذه تحدث عندما يبدل الأشخاص الذين لديهم مخاطر معروفة بأمراض القلب (مثل ارتفاع ضغط الدم والسمنة) من المشروبات  السكرية إلى مشروبات الحمية اي بسبب ظروفهم الصحية الحالية.  وقال الباحثون أنه لا تزال هناك حاجة لمزيد من الدراسات لفحص العلاقة بين استهلاك مشروبات الحمية الغذائية – وخاصة في المستويات المرتفعة – وأمراض القلب.

كما قالت جمعية المشروبات الأمريكية (ABA) في بيان بخصوص الدراسة إنها تعتبر المشروبات الغازية “آمنة للاستهلاك كجزء من نظام غذائي متوازن وأن السكر المستخدم في المشروبات هو نفس السكر المستخدم في المنتجات الغذائية الأخرى ولا نعتقد أن على أي شخص أن يفرط في استهلاك السكر ولهذا السبب نعمل على تقليل السكر الذي يستهلكه الناس من المشروبات في جميع أنحاء البلاد”.

ترجمة : سماء العمري

حساب التويتر : @samaa_alomary

مراجعة: فاطمة فودة

المصدر:https://www.livescience.com