نظرة عامة على اضطراب القلق الاجتماعي

نظرة عامة على اضطراب القلق الاجتماعي

10 ديسمبر , 2019

مقال يكشف الأسباب والأعراض والعلاج للأنواع المختلفة من اضطراب القلق الاجتماعي.

كتبه: أرلن كونشيك

راجعه طبيًا: الدكتور ستيفن جانز في 12 أبريل 2018

يتضمن اضطراب القلق الاجتماعي الرهاب من المجتمع والمواقف التي قد يتم الحكم عليك فيها سلبيًا، أن يشعر الناس باضطراب أو توتر شديد هو أمر شائع، ولكن المصابون باضطراب القلق الاجتماعي واعون بذواتهم بشكل مفرط ويكون مصحوبًا بأعراض جسمية مثل: الغثيان والرعشة والشعور بالضعف عندما يكونون محاطون بالأخرين أو يقدمون أمامهم، ولحسن الحظ يوجد هناك استراتيجيات يمكن أن تساعد في السيطرة على الموقف.

الأنواع:

الكتيب التشخيصي والإحصائي الحالي للاضطرابات النفسية (DSM-5) يُفرق بين ما يعرف باضطراب القلق الاجتماعي العام واضطراب القلق الاجتماعي المحدد بإضافة مميزة له وهو “الأداء فقط”، وذلك يعني أن الشخص يشعر بالقلق في المواقف الأدائية.

القلق الاجتماعي العام:

الأشخاص الذين تكثر مخاوفهم بشأن أغلب المواقف الاجتماعية والأدائية صُنفوا مُسبقًا على أنهم مصابون باضطراب القلق الاجتماعي العام في الكتيب التشخيصي والإحصائي، وتشمل المخاوف:

التحدث مع شخص ذو سلطة.

المواعدة.

بدء المحادثات.

إلقاء الخطابات.

وعادةً ما يكونون غير مرتاحين في تواجدهم مع الآخرين عدا المقربين منهم مثل أفراد العائلة والأصدقاء.

يُعتبر اضطراب القلق الاجتماعي العام أكثر حدّة من اضطراب القلق الاجتماعي الأدائي فقط، وعادةً يكون مصحوب بتدهور كبير في الأداء اليومي.

اضطراب القلق الاجتماعي الأدائي:

الشخص المصاب باضطراب القلق الاجتماعي الأدائي سيشعر بالقلق والخوف في المواقف الأدائية فقط. على سبيل المثال، قد يشعر الشخص بخوف من التحدث أمام الملأ ولكن لا يشعر بالقلق في التجمعات الاجتماعية غير الرسمية.

مع ذلك فهذا النوع من القلق الاجتماعي قد يكون مؤذي إلى أبعد الحدود، كما قد يحد من تقدمك الوظيفي أو من المؤهلات المتعلقة بالأداء.

الأشخاص الذين يخافون فقط من المواقف الأدائية يكونون مختلفين عمن هم مصابون باضطراب القلق الاجتماعي العام من ناحية كم كانت أعمارهم عندما قاسوا القلق لأول مرة والأعراض الجسدية التي تطرأ عليهم وكيف يستجيبون للعلاج.

الأعراض والتشخيص:

تنقسم أعراض اضطراب القلق الاجتماعي إلى ثلاثة أقسام:

جسدية مثل: الاحمرار والتعرق والارتجاف.

إدراكية مثل: معتقدات وأفكار سلبية.

سلوكية مثل: تصرفات تجنبيه ووقائية.

يتطلب التشخيص الصحيح لاضطراب القلق الاجتماعي على أن يتطابق عدد محدد من المقاييس مع الكتيب التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5). والاضطرابات المرتبطة بذلك تتضمن الخرس والتأتأة، ونعني بالخرس هو عدم القدرة على التحدث في المواقف مثل ألا يتحدث الطفل أبدًا في المدرسة، تعكس التأتأة مشاكل في الطلاقة اللفظية أو عدم القدرة على التحدث أمام الناس من غير تأتأة.

الأسباب:

تشمل أسباب اضطراب القلق الاجتماعي عدة عوامل منها عوامل جينية، وعوامل بيئية مثل السلوك المكتسب، وعوامل اجتماعية مثل التأثيرات الثقافية، وبنية الدماغ والعوامل البيولوجية.

بينما قد تشكل هذه العوامل خطرًا في تطور الاضطراب، ولكن ليس كل من يتعرض لعامل أو عدة عوامل من عوامل الخطر هذه سيتم تشخيصه باضطراب القلق الاجتماعي.

العلاج:

بغض النظر عما إذا كنت مصاب بالأعراض المتعلقة بالقلق العام أو الأدائي، فإن العلاج الفعّال متاح. العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، هو نوع من أنواع العلاج النفسي الذي يعالج المشاكل الحالية ويعيد صياغة الأفكار السلبية، وذلك قد يكون نافع جدًا.

من خلال العلاج السلوكي المعرفي ستتعلم استراتيجيات وطرق لمساعدتك في التعامل مع مواقف مختلفة، بعد إكمال العلاج السلوكي المعرفي الكثير من الأشخاص المصابون بالقلق قالوا بأن العلاج غيّر حياتهم وفتح لهم عدة أبواب وبأنهم أصبحوا قادرين على فعل أمور لم يتخيلوا يومًا أنهم سيقومون بها مثل السفر والتقديم أمام الآخرين.

في بعض الحالات، بالأخص المصابون باضطراب القلق الاجتماعي العام الحاد ينصح الأطباء بأن يجربون الأدوية، وهذا قد يساعد في تهدئة عقلك وخفض بعض تأثيرات القلق على الجوانب الجسدية مما يسمح لك بالتركيز أكثر على العلاج وتكون خطوتك الأولى في التقدم العلاجي، ابحث عن طبيب مُتخصص في اضطرابات القلق.

من غير معرفة بمثل هذه الحالات قد لا يفهم طبيبك الأعراض التي تعاني منها أو يقلل أو لا يعطي ما تشعر به أي اهتمام، بينما مقدم الخدمة الصحية الذي يفهم اضطراب القلق الاجتماعي والعلاج السلوكي المعرفي سيعمل معك على تطوير استراتيجيات فعالة للتحكم بالاضطراب، وقد يحولك طبيب الرعاية الأولية على مختص في الصحة النفسية، حاول أن تشارك طبيبك الأولي بمشاعرك والأعراض التي تشعر بها ومن هنا تكون البداية، تذكر قد تكون الخطوة الأولى مخيفة ولكن في نهاية الأمر ستكون سعيد لأنك طلبت المساعدة في فهم ما تحتاج مواجهته.

المواجهة والمساعدة الذاتية:

استراتيجيات المساعدة الذاتية لاضطراب القلق الاجتماعي تتضمن استراتيجيات مواجهة المجتمع مثل تعلم أن تكون واثق، واستراتيجيات مواجهة المشاعر مثل تعلم أن تكون هادئ عندما تبدأ بالهلع، واستراتيجيات مواجهة الحياة اليومية مثل طلب إقامة في العمل، استراتيجيات المساعدة الذاتية تُطبق لاضطراب القلق الاجتماعي البسيط إلى المتوسط.

عند الأطفال والمراهقون:

اضطراب القلق الاجتماعي يظهر عند الأطفال والمراهقون بشكل مختلف عن البالغين، الأطفال المصابون بهذا الاضطراب قد يتشبثون بأحد الأبوين وتنتابهم نوبة غضب عند إجبارهم إلى موقف اجتماعي ويرفضون اللعب مع بقية الأطفال والبكاء والتذمر من ألم في المعدة أو أي مشكلة جسدية أخرى، في بعض الحالات قد يكون الطفل مذعور جداً من التحدث في بعض المواقف. على النقيض فإن المراهقون المصابون باضطراب القلق الاجتماعي قد يتجنبون الاجتماعات كليًا ويتجنبون إظهار اهتمام التعرف على صديق.

في أي حالة من تلك الحالات قد يفيد استخدام الاستراتيجيات ذاتها المستخدمة مع البالغين.

فهم الحالة:

من الضروري فهم نوع اضطراب القلق الاجتماعي الذي تم تشخيصك به، اطلب معونة طبيبك أو مختص بالصحة النفسية على أن تتعلم أكثر عن تشخيصك ومدى تأثيره على العلاج ومساره، إذا كنت مُشخص باضطراب القلق الأدائي المحدد فيفضل أن يكون العلاج مناسب للمواقف الأدائية المحددة التي تسبب القلق.

المترجم: منال النفيعي.

تويتر: @_power7

المراجع: جواهر السبيعي

تويتر: @ijawaher94

المصدر:https://www.verywellmind.com


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!