اكتمل مطار بكين داشينغ الدولي الخاص بزها حديد.

اكتمل مطار بكين داشينغ الدولي الخاص بزها حديد.

9 ديسمبر , 2019

تحدث هذا المقال عن مطار بكين داشينغ الدولي الذي تم تصميمه عن طريق زها حديد وكيف أن تصميم هذا المطار مذهل ومختلف عن غيره ويتميز بالمساحة الكبيرة وكيف أنه يتميز بعامل مهم وهو عامل سهولة التنقل.

بعد خمس سنوات من البناء أصبح المبنى الذي تبلغ تكلفته بلايين الدولارات أكبر مطار ذو بناء واحد في العالم (جميع أجزاء المبنى تشارك نفس المساحة ولا يمكن توزيعًا على مبنى آخر).

لو كان هناك حقيقة عن تصاميم زها حديد فهي أن المباني صممت لتكون ملفتة للانتباه، وهذا هو الوضع في آخر مشاريعها وهو مطار بكين داشينغ الدولي وقد كان قبل وفاتها المفاجئة عام 2016. ينتظرالنقاد والمعجبين سنوات وغالبًا تمتد إلى عقد ليروا النموذج الحقيقي من رؤيتها التي يقتدى بها فيشهدون تحول مشروع مقترح إلى مبنى حقيقي, وهذا الذي حدث بالفعل ليلة أمس في العاصمة الصينية فبعد خمس سنوات من البناء حصل المطار بعد اكتماله على جائزة برتزكير.

كانت هناك الكثير من الضجة حول اكتمال المطار ( في الحقيقة كان واحدا من المباني الأربعة عشر في قائمة المباني الأكثر انتظارا في مجلة الهندسة المعمارية والتصميم عام ٢٠١٩). حضر الحفل الافتتاحي القائد الصيني إكسي جنبينج الذي استغل حضور الحفل للدعم السياسي في الوقت الذي تستعد فيه الصين للاحتفال بنسختها الخاصة من يوم الاستقلال الموافق 1 أكتوبر بمناسبة مرور 70 سنة منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية.

إلى جانب الوطنية سبب الحماس هو أن المطار الجديد وهو ثاني مطار في بكين أصبح أكبر مطار ذو بناء واحد في العالم. تمتد مساحته إلى أكثر من 7.5 مليون متر مربع بالإضافة إلى أربعة مدرجات ومن المتوقع أنه بحلول عام 2025 سيصل استيعاب المطار ل72 مليون مسافر سنويًّا. وبحلول عام 2040 ستُضاف أربعة مدرجات لتتسع ل100 مليون مسافر سنويا. تلك الأرقام المذهلة ستسبب لبقية المطارات صعوبة في الحركة والتنقل للمسافرين في الأماكن المزدحمة, وربما أكثر من أي عامل معماري آخر، سهولة التنقل هو ما جعل تصميم زها حديد مميزا للغاية.

ذكر كريستيانو سيساتو مدير مشروع زها لمطار بكين داشينغ أن ” تصاميم المحطات قللت من مسافات المشي بين تسجيل الوصول والبوابة وأيضًا المسافات بين البوابات لنقل المسافرين إلى ثماني دقائق مشيا وهو أقصى حد. ” يحتاج نقل المسافرون إلى المشي لمسافة قصيرة إلى وسط المطار فقط ومن ثم عبورهم بسرعة وفعالية إلى أي رحلة في المطار, بالإضافة إلى تكديس المسافرين المحليين والدوليين على مستويات مختلفة وذلك عن طريق تكديس المناطق الدولية والمحلية عموديًّا بدل من توزيعها أفقيا. مما ينتج عنه مساحات خالية من الازدحام للمسافرين”.

أحدث مطار في بكين يستغرق رحلة مدتها 20 دقيقة بالقطار السريع من مقاطعة داشينغ (ضاحية في جنوب بكين) يحمل تصميمًا على شكل نجمة البحر ويستوعب كل جزء من قدمها أكثر من اثني عشرة بوابة

(يحتوي المطار على مجموع 79 بوابة). المنطقة المركزية التي يتنقل فيها المسافرون (الذي لمح إليها سيساتو) استُلهِمت من الهندسة المعمارية الصينية التقليدية, وهي تشبه المباني التقليدية داخل البلاد.  يعمل الشارع الرئيسي المركزي كنوع من الفناء فهو يسمح للمسافرين بالحركة بسهولة في المساحة الواسعة.

يسمح السقف بدخول نسبية عالية من ضوء الشمس وأيضا أشعة داعمة تتحرك باستمرار خلال المساحة وهي تعمل كأنها خطوط باتجاه الساحة المركزية. الغرض من ذلك أيضًا هو لمساعدة المسافرين ليتحركوا بسهولة في المطار المزدحم.

نعيش الآن في عصر رقمي من الهندسة المعمارية عصر سمح بتحول المباني المذهلة من كونها فكرة إلى واقع ولكن هذا لا يعني أن التصاميم المحسنة بالحاسوب ستحظى بإعجاب دائم أو أنها ستصمد عبر السنين. من المبكر الحكم على رأي الأجيال القادمة حول تصاميم مطار داشينغ بكين الدولي لزها حديد ولكن في الوقت الراهن أثبت التصميم أنه السحر لا يزال ممكنا في الهندسة المعمارية الحديثة!

ترجمة: لمى عبد الله

مراجعة: لينا عوض

المصدر:https://www.architecturaldigest.com


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!