كيف ستكون الحياة على كوكب المريخ؟

كيف ستكون الحياة على كوكب المريخ؟

18 مايو , 2015

١المريخ

تعتبر فكرة العيش على سطح كوكب المريخ أحد دعائم  الخيال العلمي منذ القرن التاسع عشر , وذالك عندما خمن الفلكي الأمريكي بيرسيفال لويل أن القنوات القديمة  الموجودة على سطح المريخ (الكوكب الأحمر) هي من عمل كائنات فضائية ذكية .

ولكن ماذا لو تحقق حلم الخيال العلمي هذا؟ كيف ستكون شكل الحياة فعلياً على سطح المريخ؟

في عام 1965م  أكملت وكالة ناسا بناء المركبة الفضائية مارينر 4 لأول تحليق إلى المريخ , وبعد ست سنوات من ذلك  كانت مركبة( المريخ 3) التابعة للاتحاد السوفييتي أول مركبة فضائية تحط على سطح المريخ بكل سهولة وسلاسة .ومنذ ذاك الحين تتابعت وتعددت البعثات الناجحة إلى هذا الكوكب الأحمر (كوكب المريخ) , بما في ذلك نشر أربعة مركبات  (المركبة سورجرنر، والمركبة سبريت، والمركبة اوبرتيونتي، والمركبة كريوستي)  والمركبة الفضائية أوديسي التابعة لوكالة ناسا والتي أنتجت لنا من خلال رحلتها خريطة الكوكب بأكمله.

ناسا الان تخطط للقيام بإرسال بعثة مأهولة  بالسكان الى كوكب المريخ والمقرر إرسالها في عام 2030م. بحيث أن  المكان سيكون غير معلوم وغير محدد لرواد الفضاء الذين سيهبطون على سطح المريخ لهذه المهمه . “لكن بالنسبة لمستعمرة فضائية  ستكون على سطح المريخ لابد أن تكون عبارة عن قاعدة على سطح المريخ وتكون في مكان ما في المرتفعات الشمالية المنخفضة ” هذا ما قاله أشوين فاسفادا ، وهو عالم نائب مشروع مختبر علوم المريخ التابع لوكاة ناسا .

تختلف المواسم على كوكب المريخ كاختلافها على  كوكب الأرض وذالك بسبب ميل الكوكب عن  محوره بالإضافة إلى ذلك  هناك تأثير موسمي ثانوي بسبب المدار البيضاوي الشكل للكوكب .ويكون النصف الجنوبي لكوكب المريخ شديد البرودة شتاء وشديد الحرارة صيفًا من النصف الشمالي للكوكب  وذلك لأن أبعد نقطة  في النصف الجنوبي تكون  بعيدة جدًا عن الشمس.

إذا أردت العيش في النصف الشمالي للكوكب  ستستمتع بسبعة أشهر من فصل الربيع وخمسة أشهر يكون الفصل فيها صيفًا وأكثر بقليل  من خمسة أشهر سيكون خريفا  وفقط حوالي أربعة أشهر يكون الفصل شتاء (السنة على المريخ تعادل حول   1.88 سنة أرضيه واليوم على المريخ اكثر من 24 ساعة بقليل ).

وتبلغ متوسط درجة الحرارة على سطح المريخ نحو 80  فهرنهايت تحت الصفر( أي ما يعادل 60 درجة مئوية تحت الصفر) ,  يمكن أن تترواح درجات  الحرارة في فصل الشتاء  ما بين   195 فهرنهايت  تحت الصفر(126 درجة مئوية تحت الصفر) بالقرب من قطبي الكوكب إلى 68 فهرنهايت (20 درجة مئوية) خلال فصل الصيف  بالقرب من خط استواء الكوكب , ولنعلم أيضا أن درجة الحرارة  تتغير بشكل كبير وهائل أسبوعيا على سطح كوكب المريخ .

غالبا ما تْحدث التغيرات في درجات الحرارة على كوكب المريخ  عواصف رملية قوية والتي يمكن أن تغطي كامل الكوكب في غضون أيام وهذه العواصف كما قال العالم فاسفادا أنها لا تضرك كجسد بشري بل ضررها يكمن في أن الغبار يسبب تلف للآلات الاكترونية التي تعمل بالطاقة الشمسية .

“كثافة الغلاف الجوي للمريخ تعادل 1% من كثافة الغلاف الجوي للأرض  فهو سميكا بما فيه الكفاية ليحرق الشهب ذات الحجم الأصغر من الرخام والشهب الأكبر من تلك نادرة نسبيا لذلك من غير المرجح أن تواجه هذه الكثافة” وهذا ما قاله فاسفادا, أيضا بينما أنت تعيش على سطح المريخ  ليس عليك القلق كثيرا بشأن النشاط البركاني التكتوني  .

 

وأضاف: إنّ أول ما يجب على رائد الفضاء أن يقلق بشأنه هو الإشعاع الموجود في الفضاء لأن كوكب المريخ لا يمتلك مجالاً مغناطيسيا شاملاً حوله ,هذا بالإضافة إلى أن الغلاف الجوي لكوكب المريخ  ليس سميكا لحماية سطح هذا الكوكب من الإشعاع  بعكس كوكب الأرض, أيضا لو واجهت حادثة مؤسفة رسالتك التي سترسلها إلى كوكبنا الأم “الأرض” ستأخذ زمنا متوسطه 15 دقيقه ” وهذا أمر مزعج للغاية، لأنه سيكون من الصعب عليك أن تحادث شخصا ما بالسكايب”

من ناحية الطقس قد ترى في بعض الأحيان كتلا رقيقة من السحب وأيضا قد يكون هناك صباحا باردا صقيعا ذلك لأن الهواء على سطح المريخ يكون في مستويات منخفضة من الرطوبة القادمة من القمم الجليدية القطبية . لكن لن ترى في سماء المريخ سحبا عاصفة أو قطرات مطر تنهمر على أرض المريخ .

مع هذه الأجواء الصافية على سطح الكوكب، سيكون ليل المريخ مليئا بالنجوم وسيكون بمقدور علماء الفلك الهواة الذين يبحثون عن أقمار المريخ “ديموس وفوبوس” من إيجادها، حيث من الممكن أن تظهر في هذا الوقت.  ولنعلم أيضا أن هذين القمرين أصغر بكثير من قمر الأرض  وأيضا يمكن حدوث كسوف جزئي للشمس نهارا.

وقال فاسفادا أنه أثناء النهار تكون سماء المريخ ذات لون برتقالي وذلك بسبب الغبار على سطحه ويكون مظهر شروق الشمس وغروبها مماثل لما عليه كوكب الارض خلال يوم ضبابي للغاية ويختلف في أن المنطقة المحيطة بالشمس لها  لون أزرق, وأضاف أيضا  أن سطح المريخ سيقدم فرصا كبيرة لمشاهدة المناظر السياحية  بحيث أنه إذا تم استعمار المريخ تماما سيكون هناك بالتأكيد أماكن من شأنها أن تكون متنزهات وطنية وعلى سبيل المثال “بركان أوليمبوس مونس حيث يعتبر أطول بركان في النظام الشمسي  حيث يصل طول ثورانه الى 16 ميل (25 كيلو مترا ) فوق السهول المحيطة به ، أيضا أودية المريخ العميقة التي ممكن أن يصل عمقها ما يساوي المسافة ما بين نيويورك و لوس أنجلوس ، وأيضا ربما تود زيارة مركبات الفايكنغ والقمم الجليدية القطبية الهائلة على سطح المريخ والتي من المحتمل في بعض الأحيان أن تشهد تساقطاً لثلوج جافة.

مع الجاذبية الموجودة على المريخ و التي تبلغ فقط 38% من كوكب الأرض، فإن التجول على سطح المريخ سيمثل تحديا صعبا في البداية فالمشي والركض سيحتاج إلى قليل من إعادة البرمجة والتعلم.  ولكن لنأخذ بالاعتبار أن  المشي على المريخ سيكون أفضل من المشي على القمر، هذا ما قاله العالم فاسفادا.

المصدر : Space

 

 

شارك المقال

التعليقات (1) أضف تعليقاً


اترك تعليقاً انقر هنا لإلغاء الرد

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!