آلام الظهر المزمنة؟ قد تجد الراحة مع الطب السلوكي

آلام الظهر المزمنة؟ قد تجد الراحة مع الطب السلوكي

1 نوفمبر , 2019

فهم علاقة المخ بالألم


ماعلاقة علم النفس بعلاج آلام الظهر؟ تُظهر لنا استراتيجية العلاج باستعمال الطب السلوكي أنه من الممكن التحكم بالأفكار المصاحبة للألم والتي من شأنها التخفيف منه إلى حد كبير.

يقال لا ربح بدون ألم؟ ولكن هذا غير صحيح بالنسبة إلى الأشخاص الذين يعانون من آلام الظهر المزمنة فإن الأمر هو العكس تماماً حيث أن آلام الظهر هي أحد الأسباب الرئيسية لخسارة العمل والمرتب.

ولكن هل يمكن أن يكون مفتاح التعامل مع آلام الظهر المزمنة في عقلك؟

تقول الأخصائية النفسية سارة دافين :

“نحن نعلم بالفعل أن الألم ليس مجرد تجربة حسية أو جسدية، فهو تجربة عاطفية أيضًا ويمكن استغلال هذا الأمر للتحكم في الألم عن طريق فهم العلاقة بين العقل والألم”

العلاقة بين العقل وآلام الظهر

حتى نفهم آلية العلاج، يجب علينا أولاً التفكير في الغرض من الألم حيث يعتبر الطريقة الخاصة بالدماغ للتنبيه بأن هناك شيئًا خاطئًا، مثل ضربة في إصبع القدم أو إنزلاق غضروفي.

إن كيفية معالجة الدماغ للإصابة ومشاركة هذه المعلومات لها صلة مباشرة بمستوى الألم الذي تشعر به، فأنت على علم بالألم لأن عقلك يخبرك بأنه موجود (يتحكم عقلك أيضًا بأفكارك وعواطفك).

وتفسر الدكتورة دافين ذلك وتقول:

“تتم معالجة معلومات الألم في الدماغ والجهاز العصبي المركزي، وكلاهما يملك مناطق ترتبط بالتعبيرات الحسية والعاطفية وتجتمع الحواس والعواطف معًا لإنشاء تجربة الألم، وللقيام بعلاج شامل لآلام الظهر المزمنة علينا أن ننظر إلى كلا الجانبين، وعلى الرغم من أن أساليب العلاج التقليدية مثل الأدوية والعلاج الطبيعي يمكن أن تساعد في تخفيف الألم ولكنها غالبًا ما تتجاهل العامل المهم وهو: أفكارك”

وتقول الدكتورة دافين أيضاً بأن علاج آلام الظهر باستراتيجيات الطب السلوكي قد يقي الألم من الألم المزمن.

ما هو العلاج السلوكي المعرفي للألم؟

العلاج المعرفي السلوكي للألم هو أسلوب علاج حديث يعتمد على استراتيجية الطب السلوكي وتعليم الناس كيفية:

– الربط بين طريقة تفكيرهم في آلامهم والطريقة التي يفسرونها بها.

– فهم كيف يؤثر الألم على عواطفهم.

– اختيار مهارات التكيف لمساعدتهم على كيفية التصرف والقيام بوظائفهم.

الشخص الذي يشعر أن آلامه لا تطاق قد يتغلب على ذلك بشكل زائف بأن يبقى في السرير ويعزل نفسه عن الأنشطة المهمة ويستمر في ذلك حتى يصبح الشخص عاجزًا ويضعف جسدياً بطبيعة الحال وهكذا يصاب بالمزيد من الألم. “

مع العلاج المعرفي السلوكي يتم التخلص من هذا الشعور الذي لا حول له ولا قوة (والألم المرتبط به)، لأن الأخصائيين النفسيين لعلاج الألم يقومون بتعليم الناس:

– كيفية التقليل من ممارسة الأنشطة المجهدة وتجنب الإفراط فيها.

– الاسترخاء والتأمل لتخفيف الألم والإجهاد.

– تهدئة نظامهم العصبي المركزي، الذي يزيد من الشعور بالألم عند الضغط عليه.

تدير الدكتورة دافين برنامجًا متعدد التخصصات يستخدم العلاج الطبيعي والعلاج المعرفي السلوكي لعلاج آلام الظهر المزمنة، يشارك المرضى في هذا البرنامج لمدة 4 إلى 10 أسابيع.

وقالت إن الناس في البرنامج كانوا أفضل مقارنةً بالعلاج الطبيعي وحده. وتقول أيضاً:

 “لقد شهدنا باستمرار تحسينات كبيرة في صحة المرضى بما في ذلك مقدار الألم الذي يتداخل مع حياتهم، ومستويات التعب والقلق والاكتئاب، بالإضافة إلى تحسينات في الإعاقة المرتبطة بالألم، ومن المثير للاهتمام أن أحد المقاييس التي تتحسن أكثر في البرنامج هو مدى رضا المشاركين عن أدوارهم الاجتماعية، في برنامجنا نعلم الناس كيف يستمتعون بأوقاتهم ويتواصلون مع الآخرين، أظن أن هذا هو السبب في أننا نرى أشخاصًا يريدون أن يكونوا أكثر نشاطًا اجتماعيًا بعد البرنامج.”

3 طرق لتطبيق هذه المعرفة الجديدة

فيما يلي كيفية دمج استراتيجيات الطب السلوكي للتحكم بآلام الظهر:

العثور على طبيب جيد لمساعدتك على التحكم في الألم.

تقول الدكتورة دافين: “إنك تريد طبيبًا يساعدك على إعادة تأهيل واستعادة نوعية الحياة، ولكنه يجب أن يفكر أيضًا في الألم من بعد يتجاوز التأثير الجسدي، غالبًا ما يتعارض المرضى مع الجزء السلوكي من العلاج ويعتقدون بأنه يعني أن ألمهم غير حقيقي، نعم ألمك حقيقي ولكنك تحتاج فقط إلى شخص يساعدك في إدارته بشكل أفضل باستخدام مهارات واستراتيجيات الطب السلوكي، ويتم تدريب علماء النفس المتخصصين في الألم على القيام بذلك. “

قم بإجراء بحوثك الخاصة

تقترح الدكتورة دافين تعزيز قدراتك الخاصة بالقراءة الإلكترونية والبحث عن الكتب التي تحدد الاستراتيجيات الأساسية للعلاج السلوكي المعرفي للألم، وقد يوصي طبيبك أيضًا بدورة تدريبية عبر الإنترنت أو موارد توفر التعليم القائم على حول كيفية التغلب على الألم المزمن.

لا تهمل العلاج الطبيعي

 تؤكد الدكتور دافين أن العلاج الطبيعي ضروري لزيادة تخفيف آلام الظهر وتقول: “يمكن أن يشرح أخصائي العلاج الطبيعي الذي تم تدريبه على علاج الألم وعلم الأعصاب سبب نجاح علاجات الطب السلوكي، بالإضافة إلى المساعدة في استخدامه”.

الترجمة: قيس حسن

Twitter:@Qies_msm

المراجعة: فاطمة فودة

المصدر: https://health.clevelandclinic.org/


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!