تأثير أشعة الشمس فوق البنفسجية على الجلد

تأثير أشعة الشمس فوق البنفسجية على الجلد

6 مايو , 2015

أشعة فوق بنفسجية

 

يمكنك الاستماع لهذه المقالة عبر:

https://soundcloud.com/n-scientific/v4qhizjckrjy

 

في آخر اكتشاف ذكر باحثون أن ” الأشعة فوق البنفسجية ” بإمكانها أن تؤذي الجلد حتى في الظلام، وتسبب أضرارٍ مسرطنة للحمض النووي (DNA) بعد تجنب الناس لأشعة الشمس بساعات!

 

وفي تجارب ـ تم الانتهاء منها عام ٢٠١٥ـ على خلايا الجلد للفئران والبشر، وجد الباحثون : أن الخلايا شهدت نوعًا معينًا من التلف للحمض النووي مباشرةً بعد التعرض ” للأشعة فوق البنفسجية” من النوع ” ( أ ) (UVA) ” ، ليس هذا فحسب  بل حتى بعد ساعاتٍ من إطفاء المصابيحِ المشعةِ لهذا النوع من ” الأشعة فوق البنفسجية “.

أشعة UVA تشكّل نحو ٩٥٪ من ” الأشعة فوق البنفسجية ” التي تخترق ” الغلاف الجوي” للأرض [1] .

 

بحسب ما ذكره الباحث المشارك في هذه التجارب ” دوقلاس براش” (عالم الفيزياء الحيوية في كلية الطب بجامعه يال) : ” كانت فكرة تضرر الحمض النووي بعد ساعات من التعرض “للأشعة فوق البنفسجية” محضُ أسطورةٍ في مجال تلف وإصلاح الحمض النووي، رآها الناس من حين لآخر، ولكن لم يتمكن أحدٌ من تنميتها وتعليلها، ولذلك تخلّو عن هذه الفكرة.. ! ”

 

وقد علم الباحثون: أن تلف الحمض النووي يبدأ عادةً بالتراكم في أقل من الثانية بعد تعرض الجلد ” للأشعة فوق البنفسجية ( أ) “. ولكن النتائج الجديدة للبحث أثبتت أن الكثير من الضرر يحدث بعد التعرض للأشعة بـ٣ ساعاتٍ على الأقل.

 

وقد كانت المفاجأة  أن ” الـميلانين” (melanin) هو السبب خلف استمرارية التلف لساعات، يُعرف ” الميلانين ” بأنه الصبغة التي تعطي الجلد والشعر لونها، وعادةً ما كان يُعتقد أن “الميلانين” هو الحامي والواقي من ” الأشعة فوق البنفسجية ” المسببة لتلف الحمض النووي .. هذا التلف هو سبب رئيسي لسرطان الجلد .. ومن العجيب أن ١٠٪ من أجزاء الجلد التي تصاب بالسرطان ليست من الأجزاء التي تتعرض لأشعة الشمس بشكل كبير ..!! [2]

 

في هذه التجارب، قام الباحثون بتسليط ” الأشعة فوق البنفسجية (أ) ” على خلايا صبغية للإنسان والفئران (melanocytes) ـ الخلايا المنتجة للميلانين ـ وأدى ذلك إلى نوعٍ من أنواع تلف الحمض النووي المعروف بـ (CBD cyclobutane dimer) مما يجعل المعلومات بداخل الحمض النووي غير قابلة للقراءة بشكل صحيح ، وفي نفس التجارب، تم اكتشاف أن الخلايا التي تفتقر لـ ” الميلانين ” شهدت هذا النوع من تلف الحمض النووي فقط خلال وقت تعرضها ” للأشعة فوق البنفسجية (أ) ”

 

وقد اكتشف الباحثون أن السبب وراء أضرار ” الميلانين ” هو أن ” الأشعة فوق البنفسجية (أ) ” يمكن أن تولّد جزيئات بمقدورها أن تنشط الإلكترون في ” الميلانين” ، وهذا التنشيط يولّد طاقةً تنتقل إلى الحمض النووي وبالتالي تسبب له التلف والضرر .

 

يُذكر أنه في عام ٢٠٠٥ أثبت العالم ” فايفر ” أن هذا النوع من التلف للحمض النووي(CBD) مشاهدٌ بشكلٍ كبيرٍ مع ” الأشعة فوق البنفسجية (ب) (UVB) ” ، ومن جانبٍ آخر فإن التلف (CBD) ملاحظٌ في الجين المعروف بـ(TP53) والذي يشكل ٣٥٪ من الجينات المسببة لسرطان الجلد [3]

ولو أخذنا أكثر ” الطفرات الجينية ” المسببة لسرطان الجلد وهي في الجين (BRAF) ، لوجدنا أن كمية أشعة الشمس التي قد تسبب للإنسان (ضربة شمس) بإمكانها أن تزيد من خطورة الإصابة بهذا النوع من السرطان ..

قام العالمان ” لوردن و فروس ” ( من جامعة مانشستر ) عام ٢٠١٤ بتجربة تسليط جرعة واحدة من ” الأشعة فوق البنفسجية ” المساوية لـ(ضربة الشمس) على فئرانٍ تحمل هذا الجين (BRAF)، وكانت النتيجة هي التوسع النسلي للخلايا الصباغية، وباعتقادهم أن تكرار الجرعات قد يزيد عبء الإصابة بسرطان الجلد .. وذكر أيضًا ” لوردان” أنه بتجربة واقيات شمس من النوع الذي يحجب أشعتي UVA و UVB (العامل الوقائي ٥٠)، تأخرت الإصابة بسرطان الجلد وتم التمكن من الوقاية جزئيًا [4]

 

هذه النتائج الجديدة والتي تدعم بعض الدراسات القليلة السابقة[5] في أن ” الميلانين ” يرتبط بتلف خلايا الجلد .. تكشف لنا قدرة ” الميلانين ” على المساعدة في المنع و التسبب في السرطان !

 

وذكر الباحث ” براش ” أن هذا الشيء مشابه  للكيمياء المشاهدة عند اليراعات ـ ليس في أن الجلد يتوهج ـ ولكن هو نفس الشيء من ناحية أن الكيمياء تثير الإلكترونات، وهذا ما لم يشاهد من قبل في ” الثدييات” !

 

وأشار العلماء إلى أن انتقال هذه الطاقة بطيءٌ نسبيًّا مما يتيح فرصةً سانحةً لمركباتٍ تُستخدم للتدخل ومنع التلف من الحدوث .. وذكر” براش ” أن إستراتيجيةً وقائيةً تنطوي على العثور على جزيئاتٍ صغيرةٍ بإمكانها أن تدخل الجلد وتحفظ الطاقة من التداخل مع الحمض النووي، بدلًا من تشتيتها بعيدًا على شكل حرارةٍ ،

 

النتيجة يمكن أن تكون (واقي مسائي من الشمس) والذي يمنع هذا الضرر من الحدوث في الظلام . وذكر الباحثون أن هذا الواقي قد يحتوي على مكوناتٍ مثل فيتامين هـ (E) أو مواد كيميائية مماثلة إلى حدٍ كبيرٍ للمواد الحافظة المستخدمة في بعض الأغذية مثل: سوربات البوتاسيوم  .

 

 

المراجع :

 

[1]Premi S, Wallisch S, Mano CM, Weiner AB, Bacchiocchi A, Wakamatsu K, Bechara EJ, Halaban R, Douki T, Brash DE. Photochemistry. Chemiexcitation of melanin derivatives induces DNA photoproducts long after UV exposure. Science. 2015 Feb 20;347(6224):842-7. doi: 10.1126/science.1256022. PubMed PMID: 25700512

 

[2]Juzeniene A, Baturaite Z, Moan J. Sun exposure and melanomas on sun-shielded and sun-exposed body areas. AdvExp Med Biol. 2014;810:375-89. Review. PubMed PMID: 25207377.

[3]Pfeifer GP, You YH, Besaratinia A. Mutations induced by ultraviolet light. Mutat Res. 2005 Apr 1;571(1-2):19-31. Epub 2005 Jan 20. Review. PubMed PMID: 15748635.

[4]Viros A, Sanchez-Laorden B, Pedersen M, Furney SJ, Rae J, Hogan K, Ejiama S, Girotti MR, Cook M, Dhomen N, Marais R. Ultraviolet radiation accelerates BRAF-driven melanomagenesis by targeting TP53. Nature. 2014 Jul 24;511(7510):478-82. doi: 10.1038/nature13298. Epub 2014 Jun 11. PubMed PMID: 24919155; PubMed Central PMCID: PMC4112218.

[5]Ikehata H, Ono T. The mechanisms of UV mutagenesis. J Radiat Res. 2011;52(2):115-25. Review. PubMed PMID: 21436607.


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!