عندما يتصرف الوالدان كالأطفال قد يكون الوقت قد حان لاتخاذ الخيار لتتصرف بنضج.

عندما يتصرف الوالدان كالأطفال قد يكون الوقت قد حان لاتخاذ الخيار لتتصرف بنضج.

29 أكتوبر , 2019

ليس كل الآباء مثاليين ويتصرفون بطريقة صحيحة مع أبنائهم، يروي هذا  المقال قصص واقعية لآباء يسيئون التصرف مع أبنائهم … وكيفية التصرف بحكمة.

لقد كان لي مؤخراً تجربة شخصية في التعامل مع والد أحد أصدقائي الأعزاء الذين كانوا يتصرفون بطريقة غريبة جداً بعدما حدث لهما حادث سبب لهما استياءًا، حيث بدأ أحد الوالدان بالصراخ على الطفل وتوبيخه وامسك بكتفه وسحبه بعنف نحو العتبة لم أستطع  الاكتفاء بالمشاهدة فقط  فقمت بمناقشته بحدة لكن تدخل الآخر ثم اضطررت لأخذ الطفل إلى منزلي حتى ينسى ما حدث ،لكنهم قاموا بتهديدي بالاتصال بالشرطة واعتقالي بتهمة الخطف.

فدفعتني هذه الحادثة إلى سيناريو قانوني لم أسهم فيه من قبل وانتهى الامر بآمر تقييدي ضدهم واضطررت إلى إبلاغ الشرطة بما شاهدته وعندما أخبرتهم بأنني سأكتب هذه المدونة سألوني إن كنت أستطيع مقابلتهم. حيث قالوا لي لأن أغلب وقتهم يكون في التعامل مع البالغين الذين يتصرفون كالأطفال وتواصلت أيضاً مع من هم قادرين على التدخل في مثل هذه المواقف وهذا لا شيء في العديد من الحالات التي يكون فيها الوالدان يتعاطون المخدرات أو الكحول أو يسيئون معاملة الأطفال جنسياً وجسدياً.

وهذه أمثلة على الآباء والأمهات الذين يسيئون معاملة أطفالهم وبقيامهم بذلك يشكلون نموذجاً لسلوك “صبياني” حتى لا تتاح لأطفالهم فرصة لمعرفه ما يعنيه التصرف كبالغ:

1.الوالد الذي أُخذ منه طفله ووضعوه في منزل تديره الدولة حيث  تتوافر القواعد ولم يكن مسموحاً فيه بإحضار الطعام أو الشراب من الخارج، وكان الوالد يواصل باستمرار إحضار الوجبات السريعة والمشروبات الغازية عند زيارة طفله بالرغم من إنه تم التحدث إليه مراراً وتكراراً وأدى ذلك إلى إصابة الوالد بنوبة غضب وقيامه بالصراخ والبكاء أثناء حمله للطعام في غرفة الانتظار أمام الأطفال.

2.الوالد الذي يغضب على طفله في المتجر بسبب أن طفله أراد شراء قميص أكبر منه مما يعتقد الوالد أنه يجب أن يكون لديه ؛لذلك قام الوالد بالابتعاد عن طفله وتركه بالمتجر واضطر أحد العاملين بالمتجر إلى التدخل والاتصال بالشرطة وإيجاد طريقه لإعادته إلى منزله.

3.الوالد الذي ألقى كل ممتلكات ابنته المراهقة في الحديقة الأمامية عندما تأخرت قليلاً في مساء يوم السبت وكانت تحاول الوصول باكراً إلى منزلها ولكن لم تستطع ورفض الوالد اصطحابها ؛لذلك استغرق الأمر أطول مما كان متوقعاً للوصول الى المنزل.

4.الوالد الذي ألقى كتب طفله المدرسية في مغسلة المطبخ وسكب عليها الماء بحجه أن طفله “أحمق لا يستطيع تعلم أي شيء ” ورفض الوالد أن يدفع ثمن استبدال الكتب لذلك أصبحت مسألة قانونية في المدرسة بسبب الممتلكات المدمرة.

5.الوالد الذي أغلق الباب على طفله في وقت الشتاء خارج المنزل؛ لأن طفله رفع صوته عليه ولم يكن  معه أي معطف أو ملابس تدفئه وفي نهاية الأمر  أخذه أحد الجيران الذين لا يعرفونه.

هذا مجرد مقدار صغير من الحوادث التي تبدو أنها تمثل الآلاف من الأحداث المماثلة التي تتواجد في منازل الأسر وفي أي مكان آخر كل يوم.

وأن القاسم المشترك هو أن هؤلاء الآباء البالغين لم يتعلموا كيفية وضع احتياجاتهم الخاصة في جانب آخر وإدارة غضبهم الناتج عنها والتصرف كالبالغين، وعندما يلاحظ أن الطفل مخطي ويكون هو الشخص “المتسبب” في المشكلة أو يعتبر الطفل هو الطرف المتلاعب يكون الوقت المناسب للولدان لفحص نهجهم إذ كانا يريدان تعلم  ثقافة البالغين الذين يكونون متفتحين ووقورين وعادلين فعليهم أن يسيروا على هذا السلوك حتى يتعلم أطفالهم كيفية القيام بذلك.

فماذا تفعل لو كنت أحد الوالدين الذي يتأثر ويكافح من أجل السيطرة على مشاعره السلبية؟ ماذا لو اعترفت لنفسك (وتعتبر هذه الخطوة الأولى على الطريق الصحيح) وأدركت أنك ربما تؤذي أطفالك وتديم دورة سلبية بأفعالك؟ ماذا لو كنت مستعد للنضج، ولكن ربما لم يكن لديك والدان بالغان ولست متأكداً من أين تبدأ؟

وأن الخطوة الأولى هي الاعتراف بما تقوم به ولا تقهر نفسك و تقلق نفسك عاطفياً ولكن فقط اتخذ قرار أنك تريد ان تتصرف بشكل مختلف بعد ذلك عليك جمع المصادر التي من شأنها مساعدتك يمكن أن تكون في التحدث مع معالج (هناك العديد منهم في هذا الموقع يمكنك البحث عن واحد في منطقتك) ويمكن أن تتعلم تقنيات الاسترخاء مثل التأمل أو التنويم المغناطيسي او اخذ فترات راحة لنفسك.

والأهم من ذلك عليك تعلم كيفية التعرف على هذه المؤثرات والسيطرة على حديث النفس اذا كنت تعتقد بأنك مسؤول لأنك والد او بالغ.

وحان الوقت لمراجعة هذه المعتقدات و سوف يخبرك حديث نفسك بأنه “لا ينبغي عليك أن تتحدث بهذا الشكل” أو “هذا الطفل يتلاعب ولا يحق له التحدث معي بهذه الطريقة ويجب أن أكون مسؤولاً” حيث أن إدراكك لحديث نفسك يجعلك عالقاً في التصرف كطفل وترفض التوقف وتغير هذا الحديث وتقول “هذا مجرد طفل وأن الأطفال يعرفون كيفية الأمور وارفض ان أكون منصاعاً لهم” أو “سأكون جاداً معهم حالما أفقد هدوئي فأنا اتصرف كطفل” وقد يكون من المفيد أن تكتب هذه الأقوال حتى تكون مستعداً لسحبها عندما تحتاج إليها .

وإذا كنت بحاجة للذهاب إلى غرفتك أو سيارتك أو بعض الحدائق المهجورة لكي تصرخ إفعل ذلك! دع مشاعرك تخرج لكي تكون مستعداً لتعامل مع طفلك بشكل عادل باتخاذ أي خطوات صحية تحتاجها “بلا تناول أدوية او كحول” حرر نفسك من الإحباط والغضب واسمح لنفسك بالبقاء هادئاً وعادلاً وتذكر انه عندما تتأثر بمشاعر الغضب ستفقد السيطرة على نفسك.

ويمكنك ممارسة طريقة جديدة للعيش مع طفلك أو أطفالك وأنه من المهم لبناء مستقبلهم ولك ولنا جميعاً.

ترجمة: منال السهلي

تويتر: Manal_sa56

مراجعة: حسام السيف

تويتر: @9ii9i

المصدر: https://www.psychologytoday.com


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!