تعلم مفردات جديدة أثناء فترة النوم العميق

تعلم مفردات جديدة أثناء فترة النوم العميق

18 أكتوبر , 2019

ملخص المقالة :

تعتبر فترة النوم أحياناً كوقت ضائع وغير فعال وهذا ما يزيد التساؤلات حول أمكانية استخدام وقت نومنا بشكل اكثر فعالية! فعلى سبيل المثال: تعلم لغةً جديدة.هناك أدلةٌ كثيرة على أن المعلومات المكتسبة خلال فترة الاستيقاظ والتي تمر بعملية التلخيص بواسطة الإعادة في الدماغ أثناء النوم. حيث تقوي الإعادة آثار الذاكرة الهشة وترسخ المعلومات حديثة الاكتساب في مخزن المعرفة الموجود مسبقاً.

المصدرجامعة بيرن

عرض الباحثون إمكانية اكتسابنا لمفردات من لغةٍ جديدة خلال مراحل مختلفة من موجة النوم البطيئة ويمكن استرجاع المفردات المُكتسبة أثناء النوم بلا وعي بعد الاستيقاظ، حيث ظهر أن بنيّة الذاكرة متوسطة بمثل توسط بنيّة الدماغ في تعلم المفردات أثناء الاستيقاظ.

تعتبر فترة النوم أحياناً كوقت ضائع وغير فعال وهذا ما يزيد التساؤلات حول أمكانية استخدام وقت نومنا بشكل أكثر فعالية! فعلى سبيل المثال: تعلم لغةً جديدة.

حتى يومنا هذا ركّزت أبحاث النوم على دمج وتحسين الذكريات التي تشكلت أثناء الاستيقاظ القبلي قبل النوم على عكس مسألة التعلم أثناء النوم والتي تعتبر مسألة من النادر دراستها وفحصها. هناك أدلةٌ كثيرة على أن المعلومات المكتسبة خلال فترة الاستيقاظ والتي تمر بعملية التلخيص بواسطة إعادتها في الدماغ أثناء النوم. حيث تقوي الإعادة آثار الذاكرة الهشة وترسخ المعلومات حديثة الاكتساب في مخزن المعرفة الموجود مسبقاً.

إذا كانت الإعادة خلال النوم تُحسن من مخزون المعلومات المُتعلمة خلال فترة الاستيقاظ فيجب أيضاً أن تكون المعالجة الأولية للمعلومات الجديدة مُمكنة أثناء النوم والذي يؤدي إلى اقتفاء أثر للذاكرة يستمر في فترة اليقظة ! كان هذا سؤال البحث الذي عملت عليه كاترينا هنك ومارك زوست وسايمون روش من معهد علم النفس حيث تعاونوا معاً لبحث “فك تشفيرات النوم” في جامعة بيرن في سويسرا،  اظهر الآن هؤلاء الباحثين ولأول مرة عن إمكانية ربط الكلمات الأجنبية الجديدة وترجمتها خلال غفوة منتصف النهار مع إمكانية ارتباط التخزين إلى وقت الاستيقاظ، وبعد الاستيقاظ يمكن للمشاركين تنشيط الإرتباطات المكونة أثناء النوم للوصول إلى معاني الكلمات الأجنبية التي كانت تُكتسب في النوم السابق.  يعتبر الحصين بنية الدماغ الأساسية للتعلم الترابطي وأيضا يدعم استرجاع المجموعات المكوّنة أثناء النوم. حيث تم نشر نتائج هذه التجربة في المجلة العلمية كورنت بايولوجي Current Biology

تعتبر حالات الخلايا النشطة الأساس للتعلم أثناء النوم:

فحصت مجموعة كاترينا هينك عن إمكانية الشخص النائم على تكوين ارتباطات جديدة بين المفردات الأجنبية وترجمتها خلال الحالات النشطة في خلايا الدماغ، أو ما تسمى “بالحالات المتقدمة”

عندما نصل إلى مرحلة النوم العميق تقوم خلايا الدماغ بالتنسيق تدريجياً بين أنشطتها. حيث أن أثناء النوم العميق تنشط عادةً خلايا الدماغ لفترة وجيزة قبل دخولها حالة الخمول القصير. تسمى الحالة النشطة بـالحالة المتقدمة والغير نشطة (بـالحالة المتدنية) تتناوب هاتان الحالتان كل نصف ثانية تقريباً.

تُرمز وتُخزن ترابط الدلالات بين الكلمات التي تُكتسب أثناء النوم من اللغة الأجنبية وترجمتها الألمانية فقط إذا تم إعادة الكلمة الثانية من (الزوج) الكلمة المصطنعة وترجمتها مرتان أو ثلاثاً أو أربع مرات أثناء الحالة النشطة. على سبيل المثال: عندما يسمع الشخص النائم (الكلمات الزوجية ” tofer “ ( وهي كلمة ألمانية) تعني باللغة الانجليزية key (مفتاح) و الكلمة الألمانية guga والتي تعني باللغة الانجليزية elephant (فيل) فإنه سيتمكن بدقة افضل من المصادفة بعد الاستيقاظ إلى تصنيفها ما إذا كانت الكلمات التي اُكتسبت أثناء النوم تعني شيئاً كبيراً مثل (guga=فيل) أو شيئاً صغيراً مثل (tofer=مفتاح). يقول المؤلف المشارك الأول لهذا البحث مارك زوست: “لقد كان من المثير للاهتمام أن مناطق اللغة من الدماغ والحصين — محور الذاكرة الأساسية في الدماغ— تم تنشيطهما أثناء استرجاع المفردات التي تم تعلمها أثناء النوم لأن هذه البنيّات الدماغية عادةً ما تتوسط في تعلم المفردات الجديدة أثناء فترة الاستيقاظ. وأضاف “يبدو أن هذه الأجزاء من الدماغ تتوسط في تكوين الذاكرة بشكل مستقل عن حالة الوعي السائدة وعدم الوعي أثناء النوم العميق، وتكون واعية أثناء اليقظة”.

وعي الذاكرة لايتطلب تكوين ذكريات:

إلى جانب الأهمية العلمية للبحث، يتحدى هذا الدليل الجديد للتعلم أثناء النوم جميع نظريات النوم ونظريات الذاكرة الحالية. ففكرة أن النوم يعتبر كحالة ذهنية مغلفة والتي ننفصل بها عن البيئة المادية لم تعد مطبقة!  يقول سايمون روش ، المؤلف المشارك الأول: “يمكننا اثبات نظرية استحالة التعلم المتطور أثناء النوم العميق”.حيث تؤكد النتائج الحالية على نظرية جديدة وهي “العلاقة بين الذاكرة والوعي” التي نشرتها كاثرينا هينك في مجلة Nature Reviews Neuroscience عام 2010 جيث تقول: ” سيكون موضوع البحث في السنوات المقبلة عن إمكانية استخدام النوم العميق للحصول على معلومات جديدة إلى أبعد مدى ومع أيةِ عواقب”.

فك شفرات النوم:

تعتبر مجموعة الأبحاث التابعة لكاثرينا هينك جزئاً من مجموعات التعاون البحثي بين الكليات “فك شفرات النوم:  من الخلايا العصبية إلى الصحة والعقل”.حيث يعد مشروع حل شفرات النوم مشروع بحث كبير متعدد التخصصات تموله جامعة برن في سويسرا، ويتكون من ثلاثة عشر مجموعة بحثية في الطب، والبيولوجيا، وعلم النفس، والمعلوماتية علم المعلومات. حيث تهدف مجموعات البحث هذه إلى الحصول على فهم أفضل للآليات المعنية بالنوم والوعي والإدراك.

تم إجراء الدراسة بالتعاون مع رولاند ويست المنتسب في مركز دعم التصوير العصبي المتقدم في معهد علم الأعصاب التشخيصي والتداخلي في جامعة بيرن. حيث تنتمي كلتا المجموعتين البحثيتين ايضاَ إلى اتحاد بينسيكو الذي يتكون من اثنان وعشرون مجموعة بحثية متعددة التخصصات في تخصص طب النوم والصرع والبحث في حالات الوعي المتغيرة.

ترجمة: رهف الحامد

تويتر RM_HII0

المصدر: https://www.sciencedaily.com

مراجعة : شوان حميد

تويتر : @shwan_hamid


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!