لماذا الأنوف المكسورة على العديد من التماثيل المصرية القديمة؟

لماذا الأنوف المكسورة على العديد من التماثيل المصرية القديمة؟

9 أكتوبر , 2019

الملخص:

تعود أسباب قطع بعض أنوف التماثيل المصرية القديمة إلى اعتقادات بأن هذه التماثيل لها قوة حياة، دفعت الخصوم إلى إطفاء تلك القوة عن طريق قطع أنوفها.

كان المصريون القدماء أبطالًا فنيين، نحتوا تماثيل لا حصر لها التي عرضت الفراعنة في المجتمع والشخصيات الدينية والمواطنين الأثرياء. لكن على الرغم من أن هذه التماثيل تُصور أشخاصًا مختلفين، إلا أن العديد منهم يتشاركون في قاسمٍ مشترك ألا وهي الأنوف المكسورة.

إن وباء الأنف المكسور هذا منتشر للغاية، فهو يجعلك تتساءل عما إذا كانت هذه الأنوف نتيجة لحوادث عشوائية أو ما إذا كان هناك شيء قادم أكثر شرًا.

هذه التماثيل قد كُسرت أنوفها وذلك يعود لاعتقاد الكثير من المصريين القدماء أن التماثيل لها قوة حياة، وقالت أديلا أوبنهايم “Adela Oppenheim“، أمينة في قسم الفن المصري في متحف متروبوليتان للفنون “The Metropolitan Museum” في مدينة نيويورك، أنه إذا واجهت أي تمثال قوة معارضة وأرادت تعطيله، فإن أفضل طريقة لفعل ذلك هي كسر أنف ذلك التمثال.

ومن المسلّم به أن المصريين القدماء لم يفكروا في الواقع أن هذه التماثيل حتى مع قوة حياتهم يمكنها النهوض والتنقل، بالنظر إلى أنها مصنوعة من الحجر أو المعدن أو الخشب. ولم يعتقد المصريون أن التماثيل كانت تتنفس حرفيًا. وقال أوبنهايم لـ “Live Science“: “كانوا يعلمون أنهم لم يستنشقوا الهواء – لقد كان بإمكانهم ان يروا ذلك”. “من ناحية أخرى التماثيل لها قوة حياة، وقوة الحياة تأتي من ذلك الأنف، هذه هي الطريقة التي تتنفس بها، وقال أوبنهايم إنه كان من الشائع إجراء مراسم على تلك التماثيل بما في ذلك “طقوس فتح الفم”، حيث تم مسح التمثال بالزيوت وكان يحتوي على أشياء مختلفة مثبتة عليه، والتي يُعتقد أنها تبث الحيوية بها، وقال أوبنهايم “هذه الطقوس أعطت التمثال نوعًا من الحياة والقوة”. 

كان الاعتقاد بأن التماثيل لها قوة حياة منتشرة على نطاق واسع لدرجة أنها دفعت الخصوم إلى إطفاء تلك القوة عند الحاجة، على سبيل المثال، كان من المحتمل اعتقاد ان الأشخاص الذين يقومون بتفكيك المعابد والمقابر وسرقتها أو تدنيسها والمواقع المقدسة الأخرى أن التماثيل لها قوة حياة يمكن أن تضر بطريقة ما هؤلاء المتسللين، حتى أن الناس يعتقدون هذا عن الهيروغليفية “hieroglyphs” أو غيرها من الصور للحيوانات أو الناس، وقال أوبنهايم: “عليك أن تقتلها في الأساس”، ومن بين طرق فعل ذلك قطع أنف التمثال أو الصورة، حتى لا تتنفس. ومع ذلك، في بعض الأحيان لم يتوقف الخصوم عند الأنف فقط! بل قال أوبنهايم أن البعض حطموا أو أضروا الوجه والذراعين والساقين لإلغاء تنشيط قوة الحياة.

هناك على الأرجح بعض الحالات التي يتم فيها قلب التماثيل بشكل طبيعي، وكسر الأنف البارز نتيجةً لذلك، من المحتمل أيضًا أن تعرية بعض العناصر مثل الرياح والمطر أدى إلى تآكل أنوف بعض التماثيل، وقال أوبنهايم إنه يمكنك عادة معرفة ما إذا كان الأنف قد تم تدميره عن قصد من خلال النظر إلى علامات القطع على التمثال،  بالنسبة للأشخاص الذين يتطلعون إلى معرفة المزيد، يوجد معرض في مؤسسة بوليتزر للفنون ” Pulitzer Arts Foundation ” في سانت لويس ” St. Louis” يكشف كيف قام الفراعنة والمسيحيون الأوائل بتخريب التماثيل المصرية حتى يتمكنوا من “قتل” أي قوة حياة داخل التمثال، يستمر المعرض الذي تم تنظيمه بالتعاون مع متحف بروكلين “Brooklyn Museum “، حتى 11 أغسطس 2019.

رابط المقالة الاصلية:

https://www.livescience.com

اسم المترجم : شهد القاضي

تويتر :    @shadwo97

مراجعة: جواهر السبيعي

تويتر: @ijawaher94


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!