تسافر جزيئات البلاستيك الصغيرة مسافات بعيدة عبر الرياح

تسافر جزيئات البلاستيك الصغيرة مسافات بعيدة عبر الرياح

3 أكتوبر , 2019

ترسب قطع البلاستيك متناهيه الصغر التى يحملها الهواء فى المناطق النائية قد يجعلها تنافس المدن الكبرى في التلوث.

التلوث بالبلاستيك الناتج في باريس لا يبقى بالضرورة في باريس.

توصلت دراسة إلى أن أجزاء البلاستيك الصغيرة الموجودة فى منطقة جبلية على بعد 95 كم على الأقل من المدينة انتقلت إلى هذه الجبال من المدينة عن طريق الرياح.

إنه أول دليل على أن جزيئات الميكروبلاستيك جزيئات صغيرة تتراوح من بضعة نانومترات إلى 5 ملليمترات، يمكن أن تنتقل بعيدًا عبر الغلاف الجوي.

ويقول الباحثون إن الأمر المثير للدهشة هو سقوط جزيئات الميكروبلاستيك من السماء في مثل هذا الموقع البعيد. تشير نتائج الدراسة إلى أن أمطار الميكروبلاستيك في بعض الأماكن البعيدة قد تضاهي أمطار بعض المدن الكبيرة.

يقول ديوني ألين، أحد المشاركين فى الدراسة والباحث فى علوم البيئة من EcoLab في Castanet-Tolosan، فرنسا “وجدناهم في مكان لا ينبغي أن يكونوا فيه”.

أنشأ الباحثون نوعين من جامعي الترسبات في الغلاف الجوي في محطة الأرصاد الجوية برنادوز، في جبال البرانس بين فرنسا وإسبانيا.

استمر العلماء فى زيارة الموقع مرة واحدة شهريًا تقريبًا فى الفتره من نوفمبر 2017 إلى مارس 2018 للحصول على العينات المجمعه، ثم قاموا بتحليل الجزيئات التي تم جمعها لفصل أجزاء البلاستيك وتحديدها وحساب كميتها ويقول  ألين “هذا المعدل يشبه ما يحدث في باريس”.

ولكن كان حجم اللدائن وتكوينها النسبي مختلفين عما تم قياسه في الدراسات السابقة حول ترسيب المواد الميكرو بلاستيك في باريس أو دونغقوان أوالصين. كانت الجسيمات المهيمنة المترسبة في تلك المدن عبارة عن ألياف نحيلة أكبر من حوالي 100 ميكرون وتتكون من مادة البولي بروبيلين أو البولي إيثيلين تيريفثالات، المعروف باسم PET، هذه الألياف غالبا ما تنشأ في الملابس أو غيرها من المنسوجات.

ومع ذلك -في موقع Pyrenees- كانت معظم القطع البلاستيكية أصغر من 25 ميكرون وتتألف في معظمها من شظايا البوليسترين والبولي إثيلين، وهو شائع في العديد من مواد التغليف.

يقول الباحثون إن البوليسترين معرض بشكل خاص للتحلل بسبب التجوية أو الأشعة فوق البنفسجية، مما يجعل الفتات الصغيره سهلة النقل عن طريق الرياح. في موقع جبال البرانس، يبدو أن فترات ارتفاع سرعة الرياح بالإضافة إلى رشقات قصيرة من الأمطار الشديدة أو الثلوج ترتبط بارتفاع معدلات الترسب.

على الرغم من أن الدراسة لم تستطع تحديد مصدر المواد البلاستيكية، إلا أن محاكاة لسرعات الرياح واتجاهاتها خلال فترة الدراسة تشير إلى أن البلاستيك سافر لمسافة 95 كيلومترًا على الأقل للوصول إلى الموقع. لكن من المحتمل أن البلاستيك جاء من أماكن بعيدة، كما يقول ألين، لأنه لا توجد مدن صناعية مكتظة بالسكان داخل تلك المنطقة. 

يقول جوني جاسبيري، عالم البيئة في جامعة باريس-إست كريتييل: “لسوء الحظ، تؤكد [الدراسة] التلوث في كل مكان ببيئتنا بواسطة المواد البلاستيكية الدقيقة”.  

خطط الفريق لتوسيع نطاق البحث، مع التنوع فى جمع العينات من حيث التفاصيل والمواقع والعدد. بحسب ستيف ألين، أحد المشاركين في الدراسة، باحث فى علوم الغلاف الجوي والبيئية في إيكولاب: “إن الامر ليس مجرد تلوث محلي، أو شيء يحدث فقط في المدن”. التلوث الخفي يشق طريقه حول العالم.

المصدر:https://www.sciencenews.org

ترجمة : سلمى سلمان
تويتر: @salmasalman7

تدقيق: هلا الطريّف
تويتر: @AlturaifHala@

المصدر: Tiny microplastics travel far on the wind


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!