الخوف

الخوف

14 أغسطس , 2019

ملخص المقال: إن الخوف شعور طبيعي يحدث للإنسان والحيوان على السواء، وهو محفز لردود الأفعال تجاه مصدر الخوف، وذلك من خلال الإدراك الحسي الذي يجعل الفرد مؤهلاً للقيام بردود أفعال تقيه الخوف الذي يهدده، ويمكن أن يرتبط بمحفزات يشترك فيها معظم الناس كالتحدث أمام الجمهور، والفشل، والعدوان والحروب، ويعتبر عاملاً مساهماً في أمراض القلق والكآبة والرهاب، فمتى خرج الخوف عن أسبابه الطبيعية التي يشترك فيها معظم الناس وجب اللجوء إلى المعالجين والاستشاريين النفسيين للمساعدة في العلاج.

   يُعرف الخوف بأنه شعور يحدث عادةً عندما يتعرض الإنسان لتهديد رفاههِ الشخصي، وأحيانًا يتبعهُ فعل منه ضد الخطر، وهو شعور شائع يُصادف معظم الناس في مختلف مراحل حياتهم؛ ويعتبر جزءاً طبيعياً من الحياة.  

    ولكن يمكن للخوف أن يجعل الناس يواجهون مجموعة كبيرة من التغيُّرات الجسدية والعقلية، وقد يؤثر الخوف غير العقلاني أو الشديد على سعادة الشخص، وشعوره بالأمان، وقدرته على العمل بفعالية، وقد يتمكن الطبيب النفسي أو غيره من أخصائيِّ الصحة العقلية من المساعدة في مواجهة هذا التحدي والحد من الخوف عندما يكون مستمراً أو يؤثر سلباً على حياتك اليومية.

ماهي مسببات الخوف؟

    من المحتمل أن يواجه الناس في حياتهم بعض أنواع الخوف، ويمتلك البشر والحيوانات عادةً ردود أفعال فطرية تجاه محفزات معينة للخوف، مثل الضوضاء غير المتوقعة أو العالية، وقد تختلف هذه المحفزات من شخص إلى آخر، وعلى الرغم من ذلك هناك بعض المخاوف التي تحدث بشكل متكرر بين عامة الناس؛ كالخوف من الموت على سبيل المثال وهو النوع الشائع. 

 ويمكن غالبًا تمييز مصادر المخاوف الجديدة، وقد تسبب المحفزات التي تحفز الخوف والتي قد تقترن بأشياء أو أحداث غير مخيفة عادةً مخاوفَ جديدة.

وتتمثل هذه المحفزات -والتي يُقال عنها عادة أنها تسبب الخوف- ما يلي:

  • التحدث أمام الجمهور. 
  • السفر بالطائرة.
  • أن تكون وحيدًا.
  • الغرباء.
  • الفشل.
  • الشعور بالرفض.
  • المواجهة.
  • العدوان والعنف أو الحرب.

آثار الخوف على الدماغ: 

    تحدث استجابة الشخص للخطر من مختلف مناطق الدماغ، لكن الأبحاث في مجال علم النفس قد حددت اللوزة الدماغية على أنها محورية في معالجة الخوف، فعندما يواجه الشخص موقفًا تُحتمل فيه الخطورة ترسل اللوزة إشارات استثارة إلى مناطق الدماغ الأخرى لتصبح هذه المناطق أيضًا أكثر يقظة، وقد أبرزت العديد من الدراسات الكثير من الأدلة على أهمية اللوزة الدماغية في معالجة الخوف، وفي إحدى الدراسات عندما تعرض القرود والجرذان المصابة بِتلف اللوزية للحيوانات المفترسة كالثعابين، لم يبدُ منهم أي علامات خوف. 

    والحال ذاته في دراسة لامرأة مصابة بمرض يسمى الداء البروتيني الشحمي، وهي حالة تؤدي إلى تصلب وتلاشي أجزاء الدماغ، وقد كانت أجزاء من اللوزة الدماغية إضمحلَّت، ومن ذلك الحين لم تشعرالسيدة بالخوف عند الذهاب إلى منازل مسكونة  أو عند مواجهة عناكب كبيرة أو حتى ثعابين سامة، بالإضافة إلى ذلك، وجد الباحثون أن هذه الأحداث تكونت من الصدمة، مثل تجربةٍ سابقة في عدم شعورها بالتهديد عندما يتم التلويح بالسكين تجاهها، لأنه لم يشهد دماغها أنه شيء سيء أو خطير، سواءً كان في ذلك الوقت أو في وقت لاحق في الحياة.

    ورغم أن اللوزة الدماغية تلعب دورًا حاسمًا في تحفيز الخوف ومعالجته، فقد أثبتت الدراسات أن أدائها الفعال ليس ضروريًا بشكل مطلق للشخص حتى يشعر بالخوف، فهناك مسارات بديلة في الدماغ تُسهم في معرفة الخوف ومعالجته، كدراسة في العام ألف وتسعمئة وخمس وتسعين من السنة الميلادية لامرأة كانت لا تُظهر أي علامات للخوف عند تعرضها للأشياء المحرضة على الخوف، إلا عندما طُلب منها استنشاق غاز ثاني أكسيد الكربون (وهو غاز يسبب الإختناق) فشعرت المرأة حينها بالخوف والفزع الشديد، فكان من الواضح للباحثين أن التهديدات الداخلية التي تهدد صحتها وسلامتها جعلتها تشعر بالخوف، وإن كانت العوامل الخارجية التي يُحتمل أن تكون خطرة لم تُثر استجابة للخوف عندها.

الآثار الفيزيائية والنفسية للخوف:      

   إذا لم يكن هناك شعور بالخوف فمن المحتمل أن تقل فرصة الفرد في البقاء على قيد الحياة يومًا بعد يوم، لذا فالخوف يُعتبر صحيًا، فهو يساعد الأشخاص على الابتعاد عن المواقف الخطرة والضارة من خلال إطلاق استجابة “للقتال أو الهروب”، وغالبًا ما يؤثر الخوف على الناس جسديًا ونفسيًا. 

    يؤثر الخوف في زيادة إدراك الانسان الحسي بالزمن والمساحة، أو في ازدياد قوة حواسه كالبصر والسمع والرائحة، ففي الحالات التي تشكل خطرًا على حياة الشخص، يمكن أن يقلل الخوف من القدرة على ملاحظة التفاصيل الدقيقة مع زيادة القدرة على تمييز الأشياء الكبيرة أو غير الواضحة، هذه التعديلات في الإدراك يمكن أن تزيد من فرصة بقاء الشخص على قيد الحياة في ظل المواقف الخطيرة، وهناك مثال على كيفية تأثير الخوف على الإدراك، وهو عندما يذهب أحد الأشخاص في رحلة تخييم، ويلاحظ دبًا رماديًا، فمن غير المحتمل أن يُركز على التفاصيل الصغيرة مثل لون الدب أو خصائص أخرى تُميزه، وبدلًا من ذلك، يعمل الخوف بشكل عام في زيادة إدراك الشخص من أجل تحديد موقع الدب وتحركاته بشكل أفضل، ليتمكن هذا الشخص في التفكير بخطة تمكنه من الهروب من الوضع الخطير.

و من التأثيرات البدنية التي تظهر عند مواجهة الخوف، مثل:

  • – الشلل المؤقت أو عدم انتظام ضربات القلب.
  • – الآلام في المعدة، الألم في الرأس، أو الغثيان.
  • – الدوخة أو الإغماء.
  • – التعرق.
  • – توتر العضلات، الوخز، أو الارتعاش.
  • – البكاء.
  • – التمتمة.
  • – أنماط النوم المتقطعة.
  • – فقدان الشهية.
  • – صعوبة أو سرعة بالتنفس.

 أما بالنسبة للتأثيرات النفسية فتتضمن أفكارًا وسواسية أو تشتيتًا، وفقدان التركيز والإرتباك، وقد يتعرض الناس أيضًا لمجموعة متنوعة من التأثيرات العاطفية، بما في ذلك الهلع، والقلق، والغضب، واليأس، والخدر، والعجز. 

 الخوف والصحة العقلية:

    تم ربط الخوف بالعديد من المخاوف السلوكية والعقلية كمشكلات القلق التي تتضمن بشكل عام بعض المخاوف الحالية أو المستقبلية، فالأشخاص الذين يحتفظون بالأفكار التي تخيفهم أو يتأثرون من الهلوسة أو الأوهام، قد يواجهون مستويات عالية من الخوف، وقد يصبح كذلك الأشخاص من هم بحالة مزاجية سلبية خائفين من أحداث معينة مثل الموت أو الانفصال أو الفقد أو الفشل.

يُعتبر الخوف عامل مساهم أو عرض من هذه الأعراض التالية:

  • – القلق العام.
  • – رهاب معين.
  • – الهواجس والدوافع.
  • – القلق الاجتماعي.
  • – الارتياب.
  • – الهلع.
  • – اضطراب ما بعد الصدمة.
  • – الكآبة.
  • – انفصام الشخصية.

    يُعرّف الرهاب بأنه ردة فعل لا تتناسب مع الخطر المحتمل، وهو نوع من أنواع الخوف الذي قد يؤثر في قدرة الشخص على العمل، ومن الممكن أن يتطور بدون سبب واضح، أو من تجربة تسببت في حدوث ردة فعل قوية، ويمكن أن يساعد العلاج في كثير من الأحيان في التغلب على الرهاب. 

   قد يواجه بعض الناس نوع من الخوف يعرف باسم الرهاب، والذي يمكن وصفه بأنه الخوف الشديد وغير المنطقي أحيانًا من مكان معين أو شيء معين أو حيوان معين، غالباً ما يكون هذا الخوف غير متناسب مع تهديد الشيء الذي يُخشى منه، لذا عرّف بأنه ردة فعل لا تتناسب مع الخطر المحتمل، وقد يؤثر هذا النوع من الخوف في قدرة الشخص على العمل، ومن الممكن أن يتطور بدون سبب واضح، أو من تجربة تسببت في حدوث ردة فعل قوية، ويمكن أن يساعد العلاج في كثير من الأحيان في التغلب على الرهاب، فإذا كنت تواجه خوفًا مستمرًا أو مدمرًا اتجه إلى معالج أو مستشار، فسوف يساعدك العلاج على اكتشاف ما إذا كان سبب خوفك ناتج عن مشكلة تتعلق بالصحة العقلية أو يسمح لك بالتعامل مع ما يسبب لك الشعور بالخوف ومواجهته.

ترجمة: مدى الجميعه

  تويتر:@_itzmada 

مراجعة: أفراح السالمي

Twitter: @fara7alsalmi

المصدر: GoodTherapy – Find the Right Therapist


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!