اكتشاف نظام دفاع جديد ضد الجراثيم داخل الأنف

اكتشاف نظام دفاع جديد ضد الجراثيم داخل الأنف

26 أغسطس , 2019

 

الملخص: وجد العلماء خلايا في الأنف تمثل خط الدفاع الأول ضد الميكروبات والبكتيريا، تستجيب هذه الخلايا للخطر في مدة تصل إلى ٥ دقائق فتقوم بإفراز مادة مخاطية تمنع الأجسام الغريبة من الدخول إلى جسم الإنسان.

تواجدت هذه الخلايا خلف الأنف طوال الوقت ولكننا اكتشفناها للتو، عندما تستشعر الخطر، فإنها تطلق البلايين من الأكياس الصغيرة المليئة بالمواد المشابهة للأسلحة والتي تقتل البكتيريا الموجودة في الأغشية المخاطية. لاتقوم هذه الأكياس بتقتل البكتيريا فقط، بل تحذر الخلايا الأخرى من وجود خطر محدق، وتساعد على الاستعداد لمواجهة الأجسام الغريبة. ومن الجدير بالذكر أنه لم يتم اكتشاف هذا النظام الدفاعي والمناعي من قبل.

يقول بنجامين بليار, وهو جراح متخصص في الجيوب الأنفية في مستشفى ماساتشوستس للعيون والأذن: “لقد أظهرت التجارب في مريض حي أن الجهاز المناعي يتصل بخارج الجسم، ويقوم في الواقع بمهاجمة مسببات المرض قبل دخولها الجسم، إنه الدليل والمثال الوحيد على هذا الاستنتاج الذي أعرفه.” يعد الأنف خط الدفاع الأول ضد الأجسام الغريبة، قد يحتوي كل نفس تأخذه على بكتيريا خطرة. لذا فإن الخلايا المبطنة الموجودة في تجويفة الأنف تفرز مادة مخاطية تقوم بمنع هذه الجسيمات الدقيقة جدًا من الدخول إلى الجسم،  الشعيرات الموجودة على سطح هذه الخلايا والمعروفة بالأهداب تتحرك ذهابًا وإيابًا لتحريك المخاط على طول مجرى الأنف.

المثير للدهشة ،كما يقول بلير، هو أنه بدلاً من أن يتم طرد هذه البكيتريا الموجودة داخل الأنف سريعًا إلى خارج الجسم، فإن المخاط يرتد نحو البلعوم. يقول بلير: “أنت تقوم بابتلاع البكتيريا وبعد ذلك يتعامل معها الجهاز الهضمي”.

فعالة مثل المضادات الحيوية

و قد وجد فريق بلير وباحثون آخرون مؤخرًا أنه بالإضافة إلى إفراز المخاط، فإن خلايا التجويف الأنفي تطلق أيضًأ مليارات من الحويصلات الصغيرة المسمى بالإكسومات. بعد أن يتم إطلاقها في المخاط، يمكن لهذه الحويصلات أن تندمج مع الخلايا الأخرى وتقوم  بنقل مواد مثل البروتينات أو الحمض النووي الريبي مما جعل بلير و زملاؤه يعتقدون أن الإكسومات لها دور في نظام الجهاز المناعي. والآن بعد القيام بالدراسة داخل المختبر وعلى المرضى الذين سيخضعون لجراحة في الأنف أصبح هناك دليل قوي لدى فريق البحث.

لقد اكتشف الباحثون أنه و في غضون خمس دقائق من تحسس الخلايا بوجود خطر، تتضاعف أعداد الإكسومات في المادة المخاطية الموجودة في الأنف. يعتقد العلماء أن الإكسومات قادرة على قتل الميكروبات اعتمادًا على نتائج هذه التجربة. ” إن قدرة هذه الإكسومات على قتل البكتيريا مشابهة جدًا لقدرة المضادات الحيوية على قتل الميكروبات.”

و لكن ليست جميع الإكسومات قاتلة، عدد كبير من الإكسومات لا تهاجم البكتيريا ولكنها تقوم بالاندماج مع الخلايا الموجودة في نهاية الأنف. عندما تقوم الإكسومات بذلك، فإنها تحذر الخلايا الأخرى من وجود خطر وتقوم بمساعدة المضادات ضد البكتيريا البروتينية في القتال وحماية الجسم. يعتقد بلير بأن هذا يفسر سبب ارتداد المخاط إلى البلعوم. يشير بلير إلى أن ” الأهداب المخاطية ليست مخصصة فقط للتخلص من الفضلات، ولكنها أيضًا نظام يشبه الدورة الدموية”.

يأمل الفريق الطبي بأن يتمكن من تحديد كيفية قيام الإكسومات بالاندماج مع الخلايا. سيساعد ذلك على تصنيع أكسومات تقوم بإيصال الأدوية إلى الجسم بفعالية أكثر. وتقول سيسيليا لاسر من جامعة غوتنبرغ في السويد ، التي كان فريقها يدرس أيضًا إن كانت الإكسومات قادرة على الدفاع ضد الجسم بأن ما توصل إليه بلير يعد منطقيًا جدًا. تم اكتشاف الإكسومات أول مرة في عام 1983م و لكن لم تلق الكثير من الاهتمام. إضافة لقيام الإكسومات بحماية الجسم ضد الميكروبات فإنها تقوم أيضًا بالحفاظ على وظائف الجسم، محاربة الأمراض مثل السرطان والربو.

ترجمة: وفاء عبدالله الشهراني

Twitter: @WafaAbdullahs

مراجعة: فاطمة فودة

Twitter: @f_fadda

المصدر:

new scientist science news and science articles from new scientist


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!