الجانب المظلم للعمل من المنزل!

الجانب المظلم للعمل من المنزل!

1 سبتمبر , 2019

الملخص:

توصلت الأبحاث إلى أن العمل من المنزل يقلل من عدد مرات التنقل وبالتالي يقلل من الإجهاد، والاكتظاظ ، والتأثير البيئي ، و لكن من جهة أخرى وجدت دراسة أن العمل من المنزل  يتعارض مع الحياة الأسرية ، والتطور المهني .

ماذا لو أتيحت لك الفرصة للعمل من منزلك وعدم الذهاب إلى المكتب مرة أخرى؟ سيكون بإمكانك اللعب مع أطفالك في الإجازات, لن تضطر إلى الانتظار في الازدحام المروري. هنا يمكن لمديرك أن يزيد الانتاجية ويقلل من التكاليف, ولكن هناك مساوئ للعمل من المنزل أيضًا. في عام  2010م , قامت حكومة جيلارد “”Gillardفي أستراليا بمشروع لتطوير بنية تحتية محلية ذات النطاق الواسع, اعتقدوا أن العمل عن بعد سوف يوفر  1.4 إلى 1.9 بليون دولار في السنة الواحدة في حال تم إتمام 10% من العمل عن بعد ، ولكن لم يتم الحصول على إحصائيات تفيد بنجاح هذا المشروع.

تبدو فكرة عظيمة 

توصلت الأبحاث إلى أن العمل من المنزل يقلل من عدد مرات التنقل وبالتالي يقلل من الإجهاد, والاكتظاظ ، والتأثير البيئي. فقد أصبح المكتب كابوسًا للبعض حيث أظهرت الدراسات أن العمل في المكاتب المكشوفة الحديثة تسبب تشتت الموظفين نتيجة الضوضاء والمقاطعات التي منعهم من التركيز. في البحث الذي قمت به, كثيرًا من الموظفين يخبروني أنهم يضطرون لإتمام العمل في منازلهم, نجد أنه يدعم بحث آخر هذه النتيجة ولمدة عامين, حيث قسمت العينات إلى مجموعات عشوائية ،  وجد زيادة في الإنتاجية بنسبة 13%, وانخفاض معدل مغادرة الموظفين بنسبة 50% كما أن إجازاتهم المرضية كانت أقلل ، وتمكنت الشركة من توفير 2000 دولار لكل موظف.

من شأن هذا أن يجعل أرباب العمل يعتمدون فكرة العمل من المنزل, ولكن وجدوا أن أولئك الذين عملوا من المنزل يشعرون بالعزلة ، والوحدة مما جعلهم يتراجعون عن قرارهم. فقد أظهرت الدراسات أن العمل من المنزل له أثر سيء على التماسك والإبداع. في عام 2013 م , قررت المديرة التنفيذية لشركة ياهو (ماريسا ماير) منع العمل من المنزل قائلة :  ” إذا أردنا أن نصنع بيئة العمل الأفضل, من المهم أن نتواصل ونتعاون فيما بيننا لذا علينا أن نعمل جنبًا إلى جنب وأن نكون حاضرين في اللحظة ذاتها”. منذ تلك اللحظة, قامت شركات أخرى مثل البنك الأمريكي و آي بي إم باتباع النهج نفسه.

على عكس ما نعتقد, تظهر الدراسات أن توفر الحاسب المحمول وأجهزة العمل عن بعد يزيد من أهمية التقارب, و تفيد دراسة أخرى  بأن المهندسين الذين عملوا في مكتب واحد كانوا أكثر تواصل بنسبة 20% من الذين عملوا عن بعد , الموظفون الذين كانوا في نفس المكتب تواصلوا مع بعضهم البعض بواسطة البريد الإلكتروني 4 مرات أكثر مما نتج عنه إتمام المشاريع بنسبة 32% أسرع من المشاريع المماثلة. أجريت دراسة أخرى عن العمل من المنزل في 15 دولة وجد  أن 42% من الموظفين واجهوا صعوبات عند النوم والاستيقاظ المتكرر ليلًا, 41% من العمال الذين يعملون عن بعد أكثر من غيرهم شعروا بالتوتر “دائمًا أو معظم الوقت” مقارنة ب25% من الذين يعملون من مكاتبهم.

السبب وراء التوتر هو التواجد حول الأجهزة وصعوبة عقد الاجتماعات والتحدث إلى الزملاء بسبب التواجد حول الأطفال والحيوانات الأليفة, لذلك وجدت دراسة أن العمل من المنزل يتعارض مع الحياة الأسرية. دراسة أخرى وجدت أن العمل من المنزل بانتظام قد يعيق تطورك المهني مما قد يجعل شركتك تغفل عن إسناد المشاريع إليك أو ترقيتك. قد يكون الخيار الأمثل هو جزء من الإثنين, وتدعم الأدلة العلمية ، أنه يجب عدم إجبار الموظفين على العمل من المنزل لكون المكتب كثير الضوضاء, لذلك على أرباب العمل أن يتأكدوا من أن تصميم المكتب فعال للعمل والموظفين .  فالموازنة بين العمل من المنزل والمكتب مهمة ، لوجود نوع من التفاعل بين الموظفين الذي  يقلل من العزلة ويوفر بيئة مناسبة من التنوع والأفكار الإبداعية.

ترجمة: فاطمة فودة

تويتر: @f_fadda

مراجعة :  مريم المالكي

تويتر : @mariam201200

المصدر: Phys.org – News and Articles on Science and Technology


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!