مشاهدة العنف على الشاشات يزيد من الاضطراب العاطفي للأطفال

مشاهدة العنف على الشاشات يزيد من الاضطراب العاطفي للأطفال

16 أغسطس , 2019

الملخص:

مدى تعرض الأطفال لايجابيات وسلبيات التقنية الحديثة، كمية العنف في الأفلام السائدة تنمو بإطراد على مدى السنوات الماضية الأطفال المعرضين للعنف يصبحون أكثر عداوة للمجتمع ومضطربين عاطفيًا.

يستطيع الأطفال اليوم مشاهدة المواد الإعلامية من خلال الأجهزة التقليدية مثل: التلفزيون وكذلك عن طريق الأجهزة المحمولة مثل: اللاب توب والأجهزة اللوحية. مع الدخول المستمر يصبح الأطفال أكثر عرضة للمحتوى العنيف مثل:الحياة الواقعية وأفلام الكرتون حيث يتم استخدام القوة والإضرار بشخص أو شخصية تمثيلية. الدراسات توضح أن 37% من المواد الإعلامية الموجهة للأطفال تحتوي على مشاهد عنف جسدي أو لفظي , وأكثر من ذلك  90% من الأفلام، 68% من ألعاب الفيديو، 60% من برامج التلفزيون، و15% من أفلام الموسيقى تحتوي على شكل من أشكال العنف وتزداد في بعض الحالات.

إن كمية العنف في الأفلام السائدة تنمو بإطراد على مدى السنوات ال 50 الماضية. وتبين الأدلة أن هذا يمكن أن يكون مضرًا بالأطفال الصغار ما بين الأعمار من 3 إلى 4 سنوات يبدأ الأطفال بوضع التصورات والتوقعات للعالم من حولهم. هذه التصورات تتأثر بشدة بتجاربهم اليوميةإذا كان الأطفال يتعرضون في كثير من الأحيان لمشاهد العنف، فقد يضعون تصورًا للعالم كمكان أكثر خطورة مما هو عليه في الواقع, وللتحقق أكثر من ذلك  والتنبؤ بأنواع نتائج الصحة العقلية. لهذا أنا وزملائي اختبرنا الأخطار المحتملة بعيدة المدى المرتبطة بالتعرض للمواد الإعلامية العنيفة على نمو الأطفال. لقد وجدنا أن أولئك المعرضين للعنف يصبحون أكثر عداوة للمجتمع ومضطربين عاطفيًا.

♦التعرض للعنف:

من خلال بلاغات الوالدين قمنا بقياس تعرض الأطفال للأفلام والبرامج العنيفة لدى 1800 طفل في مرحلة ما قبل المدرسة الذين تتراوح أعمارهم بين الثالثة والرابعة بعد أربع سنوات صنف المعلمون في الصف الثاني سلوك نفس الفصل الدراسي لهؤلاء الأطفال باستخدام استبيان السلوك الاجتماعي والذي يغطي سلوك مثل: الاعتداء الجسدي والشرود الذهني والاضطراب العاطفي على مدار العام الدراسي. المدرسون لم يكونوا على علم أن الأطفال تعرضوا للمواد الإعلامية العنيفة. لاستبعاد تأثير البيئة المنزلية على تنمية هذه السلوكيات، أخذنا في الاعتبار مساهمة العدوان في مرحلة الطفولة المبكرة ونوعية الوالدين وتعليم الأم وسلوك الوالدين المعادي للمجتمع وبنية الأسرة.

وفقَا لنتائجنا صنف المعلمون الأطفال المعرضون كمعادين للمجتمع بشكل أكبر. وتشمل السلوكيات المعادية للمجتمع: عدم الندم والكذب وعدم الاكتراث لعواطف الآخرين والتلاعب بالآخرين. كشفت نتائجنا كذلك عن ارتباطات مهمة بين التعرض للمواد الإعلامية العنيفة ومشاكل الانتباه بالفصول الدراسية. وبالإضافة لذلك  تبين أن الأطفال المعرضون أظهروا المزيد من علامات الاضطراب العاطفي؛ من ناحية الحزن وانعدام الحماس. النتائج كانت متشابهة للأولاد والبنات.

♦نمو الطفل:

إن محتوى المواد الإعلامية التي يتعرض لها الأطفال الصغار ذات صلة مباشرةً بنتائج الطفل. البرامج العمرية الملائمة للأطفال –مثل: شارع السمسم لرياض الأطفال- والتي تهدف إلى مساعدة الأطفال لفهم الكلمات والأفكار من المعروف أنها تساعدهم على تطوير اللغة والمهارات الذهنية. التقنية الحديثة يمكن أن تكون مفيدة كذلك. تقنيات المحادثة المرئية -مثل سكايبوفيس تايم- والتي تعطي الطفل تبادل تفاعلي حي ذو اتجاهين مع البالغين يسهّل من تعلم اللغة. وفي الجانب الآخر غالبَا ما تُبرز أفلام العنف وألعاب الفيديو أبطالًا جذابين يقومون بعدد من الأعمال العدوانية غير المتكافئة. الأطفال المعرضون لمثل هذا النوع من المحتوى يمكن أن يبنوا تصورًا مشوهًا للعنف وتكراره الحقيقي في الحياة الفعلية.

أخيرًا يمكن لهذا أن يعطي الانطباع بأن العالم مكان خطير للغاية مليء بالناس سيئة النية الناس التي لديها مثل هذه النظرة للعالم من المرجح أن تفسر أية بادرة غامضة أو عارضة على أنها عدائية أو هجوم شخصي. هناك خطوات يمكن للوالدين اتخاذها عن طريق القدوة والسلوك الإيجابي غير العنيف –مثل: استخدام التواصل المحترم لحل المشاكل بدلًا من الاعتداء- وكذلك إجراء محادثات حول الصور العنيفة التي يتعرض لها أطفالهم. يمكن للوالدين أن يقللوا من الآثار السلبية للمواد الإعلامية العنيفة على نمو أطفالهم. ينبغي كذلك على الوالدين أن يبقوا غرف النوم خالية من الشاشات وأن يراقبوا عن كثب استخدام الأطفال للمواد الإعلامية وإطفاء الإنترنت أثناء الليل.

ترجمة: عبدالرحمن الخلف

تويتر: @alkhalaf05

مراجعة: فاطمة الهوساوي

تويتر: @ffatimah77

المصدر:

the conversation in-depth analysis research news and ideas from leading academics and researchers


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!