إشارة كونية لاسلكية غامضة رصدت على مقربة غير اعتيادية من الأرض

إشارة كونية لاسلكية غامضة رصدت على مقربة غير اعتيادية من الأرض

3 يونيو , 2019

ASKAP

الملخص

يشير المقال إلى تمكن علماء في أستراليا من رصد رشقات موجية سريعة وخاصة يُعتقد أنها صادرة من مجرة قريبة نسبياً. وذلك قد يتيح دراسة سبب نشوء هذا النوع من الموجات، حيث أن المعتاد أنها تصدر من المجرات البعيدة جداً مما يجعل دراستها صعبة، لكن الاكتشاف الجديد سيفتح مجالاً لفك لغز هذه الموجات.

 

ومضة غريبة من موجات لاسلكية -راديوية- اكتُشفت في الفضاء حديثاً، تم تتبعها إلى مجرتها الأم، ويبدو أن مصدرها قريبٌ نسبياً. الرشقات الراديوية السريعة -(  FRBs -Fast Radio Bursts) – عبارة عن انفجارات لموجات الراديو والتي تدوم لبضعة أجزاء من الألف من الثانية فقط، ولكنها قد تحتوي على كمية من الطاقة كالتي تطرحها شمسنا خلال عقود من السنين. تم رصد أكثر من 50 من هذه الرشقات في الفضاء منذ اكتشافها لأول مرة في عام 2007، ومع ذلك مازلنا لا نعرف ما الذي يسببها.

معظم الانفجارات -الرشقات- المكتشفة كانت على بعد مليارات السنين الضوئية، مما يجعل دراستها أمراً صعباً. لكن رايان شانون من جامعة سوينبيرن للتكنولوجيا في أستراليا وزملاؤه اكتشفوا مؤخرًا أحد هذه الرشقات ويدعى “FRB 171020” وقع على مقربة غير اعتيادية من الأرض.

في الجوار

الانفجار FRB 171020″” تم رصده بواسطة تلسكوب (مصفوف الكيلومتر المربع باثفيندر) الأسترالي في أستراليا الغربية. ومن خلال خصائصه الموجية تمكن الباحثون معرفة أنه نشأ على بعد مئات أو ملايين السنين الضوئية فقط. وقد جزمت إليزابيث ماهوني وزملاؤها من معهد العلوم الوطني الأسترالي، في هيئة البحوث الأسترالية، أنه على الأغلب جاء من مجرة ​​تدعى ESO 601-G036″” والتي تقع على بعد 120 مليون سنة ضوئية من الأرض.

المجرة ذات حجم، ومعدل تشكل نجوم، ووفرة أوكسجين مماثلة للمجرة الوحيدة التي تم فيها تحديد موقع رشقات الراديو السريعة-FRB- بدقة، وتقع على بعد 2.4 مليار سنة ضوئية في مجرة الأوريجا. ومع ذلك فإن المجرة ESO 601-G036″” لا تصدر نفس التدفق المستمر للانبعاثات الراديوية ذات المستوى المنخفض مثل مجرة ​​ الأوريجا، وهذا يتناقض مع الاقتراحات السابقة التي تقول بأن الرشقات FRBs يمكن فقط أن تتشكل في المجرات التي لها نفس تلك الانبعاثات.

يركز فريق ماهوني الآن تلسكوباته على مجرة ESO 601-G036″” للتأكد إذا ماكان يمكنها إنتاج FRBs بالفعل. إذا اكتشفوا ومضات أخرى، فقد يتمكنون من تحديد أي جزء من المجرة يقوم بإنتاج هذه الرشقات، تقول ماهوني: “عند ذلك قد نكون قادرين بالفعل على حل غموض سبب تكون هذه الرشقات الراديوية السريعة”.

يعتقد بعض الناس أن الرشقات هي رسائل من كائنات فضائية، لكن ماهوني تقول إنها على الأرجح ناتجة من أحداث فيزيائية، مثل عمليات تشكُّل نجوم نيوترونية جديدة.

المصدر:

New Scientist

ترجمة: مي الرويلي

Twitter @mai_h2o

مراجعة: عبد اللطيف رباح الرباح

Twitter @al3lm


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!