قيلولة النهار تعزز من قوة الدماغ بطرق غامضة

قيلولة النهار تعزز من قوة الدماغ بطرق غامضة

16 فبراير , 2019

 

 الملخص

في أبحاث النوم وضحوا أن النوم أكثر أو أقل من سبع إلى ثماني ساعات في الليل يضعف بعض القدرات المعرفية و بأن أخذ غفوة في منتصف اليوم يمكن أن يحسّن من نطاقات الوظائف المعرفية ولمعرفة كيفية عمل القيلولة على تحسين الذاكرة قاموا بعدة تجارب و أبحاث.

 

 

كشفت أبحاث النوم الأخيرة عن بعض الارتباطات المذهلة بين المدة التي يقضيها الشخص في النوم وبين وظائفه المعرفية، حيث أفادت مؤخراً إحدى الدراسات الأكثر شمولاً والتي أجريت لإيجاد العلاقة بين مدة النوم وقوة إدراك الشخص بأن النوم أكثر أو أقل من سبع إلى ثماني ساعات في الليل يضعف بعض القدرات المعرفية. ومن المفاجئ أن الباحثون في وظائف الدماغ من جامعة ويسترن في كندا وجدوا أنّ الإفراط في النوم يمكن أن يكون ضارًا على قوة الإدراك مثل تأثير النوم القليل.

 

هذا الاستطلاع الهائل على مستوى العالم حدد أيضًا أن الحصول على قدر كبير جدًا من النوم لا يمثل مشكلة بالنسبة لمعظمنا، ففي المتوسط ​​ينام الشخص حوالي ٦.٣ ساعات في الليلة ولسوء الحظ يؤدي هذا إلى قلّة في النوم والذي يمكن أن يتسبب في ضعف عمل الجسم والمخ والعقل.

 

الخبر السار في دراسة أخرى قام بها مؤخراً باحثون في جامعة بريستول في المملكة المتحدة أفادت بأن أخذ غفوة في منتصف اليوم يمكن أن يحسّن من نطاقات الوظائف المعرفية المرتبطة بمعالجة المعلومات في اللاوعي، وقد نُشرت هذه الدراسة في مجلة أبحاث النوم. كان الهدف الأساسي لهذه الدراسة هو تحديد ما إذا كانت فترة النوم القصيرة نسبيًا تساعد الأشخاص على معالجة المعلومات غير الواعية وكيف يمكن أن يعمل ذلك على تحسين أوقات رد الفعل التلقائي. ولمعرفة كيفية عمل القيلولة على تحسين الذاكرة، قام الباحثون في هذا البحث بإخفاء بعض المعلومات ثم عرضها على المشاركين بدون شد انتباههم وتركيز وعيهم عليها.

 

رغم ذلك تبين أن المشاركون كانوا قد امتصوا تلك المعلومات في أدمغتهم. شارك في هذه الدراسة ستة عشر أشخاص أصحاء تم تدريبهم لمهمات مختلفة (منها معالجة معلومات في اللاوعي) ومهمات تحكّم شملت معالجة معلومات واعية. بقيت مجموعة واحدة مستيقظة بعد ممارسة كلتا المهمتين بينما أخذت المجموعة الأخرى قيلولة لمدة تسعون دقيقة. بعد ذلك تم مراقبة المشاركين باستخدام تخطيط الدماغ أثناء قيامهم بتنفيذ كلا المهمتين مرة أخرى بينما راقب الباحثون نشاط دماغ المشاركين قبل وبعد القيلولة.

 

لم تظهر المجموعة التي بقيت مستيقظة طوال التجربة تحسينات مهمة في أي من المهمتين، ولكن من المثير للاهتمام أن الباحثين وجدوا أن المشاركون الذين أخذوا غفوة تحسّنت سرعة معالجة المهمات التي تتطلب التعلم على مستوى اللاوعي ولكن ليس مهمة التحكم التي تنطوي على الذاكرة الواعية. وفقاً للباحثين فإن هذا يقترح بأن النوم يحسّن في عملية المعالجة اللا واعية، ويمكن معالجة المعلومات المكتسبة أثناء اليقظة بطرق نوعية أعمق من خلال فترات قصيرة من النوم.

 

يقول المؤلف المشارك ليز كولتارد من كلية الطب بجامعة بريستول: “إن النتائج رائعة من حيث أنها يمكن أن تحدث في غياب الوعي المتعمد الأولي ومن خلال معالجة الإشارات الضمنية تحت وعي المشاركين. ولكن هناك حاجة إلى المزيد من البحث في عينة أكبر من الأشخاص لمقارنة النتائج واستكشاف آلية عمل الأعصاب بتأثير القيلولة”. هل يلعب المخيخ دورًا في معالجة المعلومات؟

 

على الرغم من أن أحدث دراسة تمت من خلال كولت هارد والآخرون لا تستكشف الآليات العصبية المحددة المتضمنة في تحسينات معالجة المعلومات عن طريق فترات النوم، ولكن استنادًا إلى مراجعات سابقة مثل (The Sleeping Cerebellum) فإن النتائج التي توصلت إليها حول التعلم غير الواعي بواسطة غفوة النوم تتوافق مع دراسة حديثة أخرى من اليابان حول كيفية اكتساب الدماغ للسيطرة الحركية الضمنية. ووجدت هذه الدراسة (Takeru Honda et al.، 2018) من قبل الباحثين في معهد طوكيو للعلوم الطبية أن الأشخاص الذين مارسوا مهمة حركية صريحة في متناول اليد قد أدركوا بوعي أنهم قادرون على إتقان أهداف على شاشة الكمبيوتر بإصبعهم السبابة. ولكن حتى يستطيعوا أن يتقنوا المهارة إلى الحد الذي لا يلزمهم استحضار وعيهم لإتمامها فقد كان عليهم التدرب.

 

ترجمة: أبرار مغربي

Twitter @A__Ma14

مراجعة: سارة الفيفي

Twitter @__Sarah_Ahmed

 

المصدر:

 Psychology Today

شارك المقال

اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!