البراعة في قول “لا” لرئيسك (من غير أن تبدو كسولا)

البراعة في قول “لا” لرئيسك (من غير أن تبدو كسولا)

23 ديسمبر , 2018

say no to boss

الملخص

هذا مقال للكاتبة والمدربة آبي وولف نشر في موقع “ذا ميوس” المختص بالتوظيف والتطوير المهني؛ تتحدث فيه عن أهمية الشفافية بين المرؤوس والرئيس في أي منظمة أو فريق عمل. حيث عبرت عن ذلك بتذكير الموظف بعدم التحرج من رفص أي مهمة عمل لا يمكن تنفيذها لأي سبب من الأسباب.

 

في يومٍ من أيام الأسبوع منذ أكثر من عام، أخبرتني مديرتي أنه في الآونة الأخيرة لاحظت أنني أقول “لا” كثيرًا عندما تطلب مني القيام بشيء ما. شعرت بالإحراج، كنت أريد أن أكون معروفاً كأحد أعضاء الفريق لا كأحد المعارضين. ولكن كما هو الحال لدى كثير منا هذه الأيام، كنت مرهقاً حقاً. لقد شعرت أن جدول أعمالي مضغوط جداً، ولهذا فأي طلبات إضافية تجعلني مذعوراً. في كل مرة، كنت أشعر أن صدري مختنق وجدران مكتبي تحاصرني.

 

بعد سماع ردة الفعل هذه، وعلى أية حال، كنت أعرف أنني بحاجة إلى إجراء تعديلات. لقد وافقت على الكثير، قمت بإيقاف إشعارات البريد الإلكتروني الخاصة بي حتى أتمكن من التركيز أثناء مراجعة الطلبات الجديدة، وانتظرت إلى ما قبل وصولي لذروة الضغط لأرد على الرسائل.

 

لكن – مفاجأة! – هذه القصة لا تدور حول أن أكون “شخصًا مطيعا”. إنها عن تعلمي كيف أقول “لا” بطريقة أكثر إنتاجية واحتراما. بعد عدة أشهر من تجنب تلك الكلمة المكونة من حرفين ومحاولة إنجاز الأعمال، أعادت رئيستي المباشرة توجيه رسالة بريد إلكتروني. أحد زملائنا في العمل سأل عما إذا كان بإمكاننا المساعدة في التخطيط لبرنامج إدارته، وأرادت أن تعرف رأيي.

 

لقد ترددت لبضع دقائق، ثم أرسلت ردًا مدروسًا بشكل جيد وكان كالآتي:

 

أنا أفكر بالرفض. إليك السبب:

– البرنامج بالضبط بعد أسبوع الترحيب، وهو موسم مشغول للغاية لمكتبنا. بالإضافة إلى ذلك، روزنامة الفعاليات لدينا تمتلئ بسرعة (woohoo!).

– أنا أتجنب الالتزامات النهارية لأننا قد ننقل مكاتبنا إلى مبنى مختلف خلال ذلك الوقت، مما قد يؤثر على طاقتنا الاستيعابية.

– لست متأكدًا بنسبة 100٪ كيف سنساهم. أعتقد أننا سنكافح من أجل إيجاد تداخل بين ما يغطيه مكتبنا وما يحتاجه البرنامج.

 

كانت مديرتي سريعةً في الإجابة ولكن هذه المرة كانت أخبارًا جيدة، فقد شعُرَتْ بنفس الطريقة. عندما التقينا بعد بضعة أيام لاحقة، أعربتْ عن مدى تقديرها لإجابتي المدروسة. قالت ذلك، على الرغم من أنها لا تمانع في أن يقول مرؤوسيها المباشرين “لا” في بعض الأحيان، إلا أنه من المفيد حقًا معرفة السبب. (وبعبارة أخرى،   الشفافية أمر مهم حقاً).

 

على الرغم من أنني متأكد من أنه درس سمعته من قبل، إلا أنه في هذه المرة رسخ في ذهني. على مدار عدة أشهر ظننت أنه يجب علي القبول بكل أمر صغير. ولكن في الواقع، كان قول “لأ” دائمًا أمرًا جيدًا.

 

وأنا أعترف أني مدين بالكثير لمديرتي فبطلبها لرأيي جاء هذا الإلهام. ربما كان من الصعب إرسال هذه الرسالة الإلكترونية لو قالت “الرجاء العمل معه للقيام بهذا”.

 

لكن فكرتي هي، أنه يمكنك أيضاً أن تقول “لا” لرئيسك.

 

الحيلة هي في تقديم نوع من التبرير. ليس عليك تبرير كل قرار من قراراتك – وهذا مضيعة غير ضرورية للوقت وإهانة لنزاهتك. لكن جملة “لأنني قلت ذلك،” لن تحقق المطلوب.

 

 لذا، في المرة القادمة عندما يطلب منك رئيسك المباشر القيام بشيء ما وترغب في رفضه، أضف بنهاية الكلام جملة أو اثنتين. و،إذا كان مناسبا، أضف حلاً مقترحاً أيضا.

 

كمثال:

لا، لا يمكنني الذهاب لذلك الاجتماع نيابةً عنك لأن لدي بالفعل اجتماعاً مجدولاً مع نانسي لمراجعة الميزانية. ولكن، إذا كنت تعتقد أن حضوري لاجتماعك أولى، فأخبرني بذلك!

أو:

لا، لا أعتقد أنني أستطيع أخذ قيادة هذا المشروع لأنني لست مرتاحًا بدرجة كافية لمجال هذا الموضوع حتى الآن. هل من الممكن أن أرافق شخصاً آخر يقوم بالمهمة هذه المرة حتى أشعر أكثر استعدادًا للقيام بذلك في المرة القادمة؟

أو

لا، لست متأكدًا من رغبتي في حضور هذا المؤتمر لأنني متردد في أن أرحّل ثلاثة أيام من جدول العمل، والذي يبدو مزدحماً حقًا الآن.

 

ليس توفير المبرر ما يجعلك من الذين يسهل العمل معهم فقط، بل إنه يمنح مديرك أيضًا بصيرةً أكبر بما تقوم به. إذا اعترفت بأنه لا يمكنك تحمل المزيد من العمل لأنك منشغل كثيرًا في الوقت الحالي على سبيل المثال، قد تتدخل مديرتك لمساعدتك في سحب بعض المهام منك من أجل التركيز بشكل أكبر على المهام الأخرى. أو إذا أخبرتها أنك لست مرتاحًا لموضوعٍ معين، فربما تزودك ببعض مصادر التدريب.

 

لذا، امض قدمًا، وأرح نفسك بقولك الكلمة المخيفة ذات الحرفين. قلها لنفسك في المرآة، خذ وضعية القوة – أيًا كان ما يجعلك تشعر بالثقة الكافية لتحمل مسؤولية دورك.

 

إذا كان رئيسك يتفاعل بشكل سلبي مبالغ فيه ويبدأ بالصراخ عليك، يضعك ضمن خطة تحسين الأداء، أو يتوقف عن إعطائك المهام، عندها، هذا هو دليلك لبدء البحث عن شيء جديد.

 

(ولكن، إذا أخبرتك بأن تقرأ مقالاً كتبتُه، فالإجابة دائماً ينبغي أن تكون مدويةً بـ”نعم”!).

 

 

 

ترجمة: خولة الخضير

Twitter @K_93_

مراجعة: عبدالرحمن الخلف

Twitter @alkhalaf05

 

المصدر:

The Muse

 


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!