قد يكون للأشجار “نبض” بطيء لم نلحظه أبدا

21 سبتمبر , 2018

 

 

الملخص

إن الأشجار أكثر حركة مما نعتقد حيث تحرك الكثير من الأشجار أغصانها إلى الأعلى وإلى الأسفل خلال فترة الليل. وتشير النتائج إلى أن الأشجار تضخ الماء للأعلى بنشاط عالٍ وذلك على مراحل. وقد وُجد أن للأشجار صورة بطيئة مما يُعرف بعملية  “النبض”.

 

ما تفعله الأشجار في الظلال

قد تبدو الأشجار ساكنة بالنسبة إلينا، ولكن تبين أنها أكثر نشاطا مما كنا نعتقد. حيث تحرك الكثير من الأشجار أغصانها إلى الأعلى وإلى الأسفل خلال فترة الليل. وتشير النتائج إلى أن الأشجار تضخ الماء للأعلى بنشاط عالٍ وذلك على مراحل. وقد وُجد أن للأشجار صورة بطيئة مما يُعرف بعملية  “النبض”.

“لقد اكتشفنا أن أغلب الأشجار لها تغيرات دورية منتظمة في الشكل، متزامنة في أنحاء النبتة بكاملها، حيث تكون تلك التغيرات أقصر من دورة نهارية. وهذا الأمر يقتضي تغيرات دورية في ضغط الماء أيضاً” حسب ما يصفه آندراس زلينسزكي من جامعة آرهوس في هولندا.

وفي دراسة نشرت في أكتوبر من عام ٢٠١٧، استخدم زلينسزكي وزميله أندرز بارفود نوعا من أنواع المسح الضوئي بالليزر, والذي يستخدم عادة لمراقبة المباني العالية. حيث قاموا بمسح ٢٢ فصيلة من الشجر في ليلة واحدة خالية من الرياح والضوء؛ لرؤية إن كانت ظلة الأشجار تغير شكلها حقاً.

وفي سبعة فصائل من الأثنين والعشرين فصيلة، تحركت الأغصان للأعلى وللأسفل بقدر سنتيمتر واحد تقريباً. ولقد كان هذا التأرجح في الأغصان واضحاً أكثر في أشجار” الماغنوليا” بمتوسط يصل إلى 1,5 سنتيمتر. لُوحظ أن هذه الدورات تتكرر كل ٣ إلى ٤ ساعات.

 

حصلنا على نبض !

توصل الثنائي إلى فكرة عن ما يمكن أن تمثله حركة هذه الأشجار . حيث يظنان أن تلك الحركات ليست سوى دليلاً على أن للأشجار “نبض”، وأنها تضخ الماء بفعالية من جذورها على هيئة نبضات قد تستمر لساعات.

على نحوِ سابق, ساد الاعتقاد بأنه ليس باستطاعة الأشجار فعل هذا، إلا أنها ببساطة تنتظر تبخر الماء من الأوراق كي “تشد” الماء إلى الأعلى.

ويقول زلينسزكي: ” في فسيولوجيا النبات التقليدي، تفسر أغلب عمليات النقل كتدفق ثابت مع تذبذب طفيف في الوقت، وخاصة على مستوى النبتة بكاملها، أو على مقياس زمني أقصر من اليوم الواحد”، ويكمل: ” أن أي تقلبات تحدث في فترات أقصر من ٢٤ ساعة لم تُفسَر بنماذج حالية.”.

ويقول زلينسزكي بأن حركة الماء للأعلى على مراحل من شأنه أن يحفظ الطاقة، حيث أنه اذا تم ضخ الماء بين اقسام الشجرة،  فإن الضغط الهيدروستاتيكي لقسم واحد يحتاج فقط لأن يتغلب على النقل، وليس الضغط الكامل الناتج عن ارتفاع الشجرة.”

 

ضغطة صغيرة !

لم تتضح الآلية التي تقوم بها شجرة ما بضخ الماء إلى الأعلى. ويقترح زلينسزكي وبارفود أن الجذع قد يضغط الماء برفق للأعلى، ودفعه من خلال الخشب: والذي يتكون من عمود من الخلايا الميتة يصعد من خلالها أغلب الماء إلى الجذع. ويقولان بأن هذه الفكرة مدعومة بدراسات سابقة قامت بها مجموعات أخرى، والتي وجدت أن جذوع الشجر تتقلص أحيانا في الليل بنسبة تصل إلى ٠.٠٠٥ مليمتر.

ويضيف بارفود: “إننا نقترح ميكانيكية ضخ غير معروفة البتة حتى الآن” ولكن نتنبأ بكون الخلايا الحية في الخشب تستطيع أن تتغير في الحجم، مما يولد عملية الانضغاط. ويعتقدون أيضا أن البروتينات الناقلة للماء والتي تسمى بالأكوابورينات في أغشية الخلايا قد تلعب دورا أساسيا في هذه العملية. وتعرف الأكوابورينات بأنها تثير تغيرات سريعة في تدفق الماء.

في عام ٢٠١٦، أظهر زليسزكي وزملاؤه أن أشجار القضبان التي “تنام” ليلا، تريح أغصانها بإنزالها بقدر يصل إلى ١٠ سنتيمترات. وكانت هذه الحركات “يوماوية”، أي تعكس دورة الليل والنهار: وعادت الأغصان إلى وضعها الاعتيادي عند الصباح. لكن، الحركات المكتشفة حديثا تسير على مقاييس وقت أقصر لا يمكن أن تكون يوماوية.

 

 

 

 

المترجمة: مضاوي الأزمع

Twitter @MadawiN1

مراجعة: نجود آل سدران

 

المصدر:

New Scientist

 


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!