كبار السن يستطيعون إنتاج خلايا دماغية بنفس العدد الذي ينتجه المراهقون

31 أغسطس , 2018

الملخص

ينتج كبار السن السليمون والمراهقون نفس العدد من الخلايا الدماغية ولا علاقة لتقدم العمر بنقص عدد الخلايا.

 

التقدم في العمر له مساوئه، لكن فقدان القدرة على إنتاج خلايا دماغية جديدة ليس أحدها: ينتج الأشخاص السليمون في السبعينات من عمرهم خلايا عصبية بنفس العدد الذي ينتجه المراهقون. نقض هذا الاكتشاف نظرية امتدت لعقود عن كيفية تقدم أدمغتنا بالعمر، وقدمت أدلة حول كيفية إبقاء أدمغتنا سليمة لوقت أطول. تُنتجُ معظم الخلايا الدماغية عند الثدييات في أثناء أو بعد الولادة بقليل ولا تتجدد، واكتُشف مؤخرًا أن الحُصين المرتبط بالتعلم والذاكرة ينتج خلايا عصبية مدى الحياة. ويُعتقد أن تلك القدرة التي تسمى بتخلّق النسيج العصبي (neurogenesis) تتراجع بشدة بعد منتصف العمر. وللتحقق من ذلك، قامت ماورا بولدريني Maura Boldrini وزملائها من جامعة كولومبيا في نيويورك بإزالة الحُصين من 28 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 14 و79 بعد وقت قصير من وفاتهم. وقاموا بتحليل عدد الخلايا العصبية الجديدة وعدد الخلايا الدبقية (glial cells) التي تدعم الخلايا العصبية إلى جانب تعبير المؤشرات الجزيئية عند تشكيل الخلايا الدماغية لروابط جديدة أو هجرتها حول الدماغ، علامة على اللدونة العصبية. واكتشفوا عددًا من الخلايا العصبية على مدار الحُصين بالإضافة أعداد مماثلة للخلايا الدبقية (glial cells) بغض النظر عن عمر الشخص الذي تم أخذ العينة منه. وقدّر الفريق إنتاج كل شخص للخلايا العصبية بحوالي 700 خلية عصبية جديدة كل يوم حتى وفاتهم.

 

جديد لقديم

وأفادت بولدريني أن الدراسات على الحيوانات رجحت أن الثدييات ليس لديها القدرة على إنتاج خلايا عصبية جديدة، كما أن التجارب على كبار السن أثبتت هذه النظرية. ولكن تلك الدراسات التي أجريت على البشر لم تتضمن سوى أدمغة متضررة أو أنسجة أخذت بعد يوم واحدٍ من الوفاة. وقالت: “لم يسبق وأن تم دراسة نمو الخلايا العصبية الجديدة على أشخاص غير مصابين بأمراض في الدماغ أو إجهاد مرحلة الاحتضار، عن طريق الأنسجة المأخوذة خلال 24 ساعة من وقت الوفاة” وأضافت: “نتائجنا أظهرت أن كبار السن السليمون يستطيعون إنتاج خلايا عصبية جديدة بنفس المقدار الذي ينتجه الشباب. وإذا علمنا السر وراء استمرارية إنتاجها، ربما نتمكن من استخدام ذلك في مساعدة الآخرين على التقدم في العمر بصحة أفضل. وهناك اختلافات بين الفئتين العمريتين في جزء من الحُصين، فالمرونة العصبية أقل عند كبار السن؛ أي أن أدمغتهم أقل قدرة على إعادة ترتيب اتصالاتها في هذه المنطقة، وتأثير هذا التغيير المتعلق بالعمر ليس واضحًا حتى الآن. أشار جيف دافيس Jeff Davis أستاذ علم الأعصاب الجزيئي في جامعة سوانزي إلى أن عدد الخلايا العصبية الجديدة قد يكون أكبر عند المواليد والأطفال “ولذلك لا يمكن استبعاد الانخفاض في تخلّق النسيج العصبي على مدى الحياة”. وأضاف أنه سيكون مثيرًا للاهتمام لو أجريت الدراسة ذاتها على أشخاص كانوا يمارسون التمارين مقابل أشخاص لم يكونوا يمارسونها. “سيقدم ذلك لنا توضيحًا عن مدى تأثير العوامل البيئية على انتاج الخلايا العصبية الجديدة عند البشر لتعزيز التقدم العمري الصحي للدماغ”.

 

ترجمة: مودة صالح

Twitter @memaasays

مراجعة: غادة اللحيدان

Twitter @ghadoo7

 

 

المصدر

New Scientist 

شارك المقال

اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!