الألم العضلي الليفي

31 أغسطس , 2018

 

الملخص

الألم العضلي الليفي مشكلة صحية شائعة تتسبب بألم واسع الانتشار في الجسم. سبب هذا المرض ليس واضحاً ولكن الدراسات تقترح دوراً للجهاز العصبي. يتم تشخيصه عن طريق الأعراض واستبعاد المشاكل الصحية المشابهة. لا يوجد علاج لهذا المرض، ولكن يمكن تخفيف الآلام من خلال الأدوية والتمارين الجسدية والنوم المنظم.

 

بعض الحقائق عن الألم العضلي الليفي:

– يصيب الألم العضلي الليفي 2-4٪ من البشر، ويصيب النساء أكثر مما يصيب الرجال. الألم العضلي الليفي ليس مرضاً ناتجاً عن هجوم الجهاز المناعي على الجسم ولا عن التهابات، لكن هناك دراسات تقترح أن الجهاز العصبي له دور في حدوث هذا المرض.

– يتم تشخيص الألم العضلي الليفي بناءً على كل معلومات المريض ذات العلاقة، وليس فقط بناءً على عدد الأماكن المؤلمة عند اللمس أثناء الفحص الطبي.

– لا يوجد اختبار للكشف عن المرض، لكن قد يحتاج المريض لإجراء بعض الاختبارات المختبرية أو لأشعة سينية لمواقع الألم لاستبعاد بعض المشاكل الصحية الأخرى. بالرغم من عدم وجود علاج لهذا المرض، إلا أن هناك بعض الأدوية التي تخفف من الألم لدى بعض المرضى. قد يتحسن المرضى أيضا عن طريق العناية الشخصية المناسبة من تمارين جسدية وأخذ قسط كافٍ من النوم.

– الألم العضلي الليفي مشكلة صحية عصبية شائعة تتسبب بألم واسع الانتشار في الجسم. الألم والألم عن اللمس عرضان قد يحضرا أحيانا و أحيانا أخرى يختفيان، ويتنقلان عبر الجسد. الأشخاص المصابون بهذه الحالة المزمنة يعانون من التعب الشديد ومشاكل في النوم، وتشخيص المرض يمكن أن يتم عن طريق فحص جسدي دقيق.

الألم العضلي الليفي هو تشخيص شائع لدى النساء أكثر من الرجال، بالرغم من كونه قد يصيب الرجال. يبدأ المرض في منتصف الحياة البالغة، وقد يحدث في سن العشر سنوات أو في سن متقدمة جدا. يكون الشخص أكثر عرضة للألم العضلي الليفي إذا كان لديه أحد أمراض الروماتيزم، وهي مشكلة صحية تصيب المفاصل والعضلات والعظام، وهذا يشمل احتكاك المفاصل، الذئبة الحمراء، التهاب المفاصل الروماتزمي، التهاب الفقرات اللاصق.

ما هي أسباب الألم الليفي العضلي؟

سبب هذا المرض غير واضح و قد يختلف من مريض إلى آخر، هناك أبحاث حالية تقترح وجود علاقة للجهاز العصبي المركزي (المخ والحبل الشوكي) بالمرض.

الألم العضلي الليفي لا ينتج عن مهاجمة المناعة الجسم لنفسه ولا هو اضطراب عضلات ومفاصل التهابي، يتوارث الألم الليفي العضلي في العائلات، على الأغلب جينات معينة تجعل حامليها أكثر عرضة للألم الليفي العصبي ومشاكل صحية أخرى.

الجينات لوحدها لا تتسبب بالألم الليفي العضلي، غالبا ما يكون هناك عدة عوامل تحفز الإصابة بالمرض، قد تكون هذي العوامل مشكلة في الحبل الشوكي أو التهاب في المفاصل أو جرح أو أي نوع من الضغط الجسدي، كما أن الضغط النفسي قد يحفز هذا المرض. النتيجة هي تغير في الطريقة التي يتخاطب بها الجسد مع المخ والحبل الشوكي، كما أن مستويات البروتين والكيميائيات في الدماغ قد تختلف.

و قد تم وصف الألم الليفي العضلي مؤخرًا بأنه اضطراب التضخيم المركزي للألم، و هذا يعني أن حجم التحسس للألم في المخ يرتفع كثيرًا.  بالرغم من أن الألم الليفي العضلي قد يؤثر على مستوى جودة الحياة، ما زال يعتبر مرض حميدًا، طبيًا، فأنه لا يتسبب بأزمات قلبية، ولا جلطات دماغية، أو سرطان، أو تشوهات جسدية، أو فقد للحياة.

كيف يتم تشخيص الألم الليفي العضلي؟

يتم تشخيص المرض عن طريق الأعراض مثل الألم عند اللمس أو الضغط في عدد من المناطق المعينة في الجسم، لكن وجود هذه الأعراض لا يحتم التشخيص بالألم الليفي العضلي.

يساعد الفحص الجسدي في كشف الألم عند اللمس واستبعاد الأسباب الأخرى لألم العضلات. ليس هنالك اختبار تشخيصي يساعد في تشخيص الألم الليفي العضلي (كأشعة معينة، أو اختبار مخبري) لكن المريض قد يحتاج لإجراء بعض الفحوصات المختبرية أو الإشعاعية لاستبعاد مشاكل صحية أخرى قد تشبه الألم الليفي العضلي في صورتها.

لأن الألم واسع الانتشار بالجسم هو الصفة الرئيسية المميزة للمرض، فإن طبيبك سيطلب منك وصف ألمك، وهذا قد يساعده في التفريق بين الألم الليفي العضلي والأمراض الأخرى المشابهة له.

في بعض الحالات المشابهة للألم العضلي الليفي مثل كسل الغدة الدرقية أو ألم العضلات الروماتزمي، نستطيع فحص الدم للتفرقة بين هذه الأمراض. وفي بعض الحالات قد تلتبس صورة الألم العضلي الليفي ببعض صور الأمراض الأخرى كالتهاب المفاصل الروماتزمي، والذئبة الحمراء، لكن مجددا هناك فرق في الأعراض والفحص الجسدي، والفحوص المخبرية التي قد تخبر طبيبك عن أي مشكلة من هذه المشاكل الصحية. وعلى خلاف الألم العضلي الليفي، هذه الأمراض تسبب التهاب في المفاصل والأنسجة.

الخصائص لتشخيص الألم العضلي الليفي:

ألم مستمر لمدة أسبوع في عدة مناطق من مجموع 19 جزء من الجس  بالإضافة إلى عدة أعراض:

أ‌- التعب الشديد.

ب‌- الاستيقاظ غير مكتفيًا من النوم.

د- مشكلة في الذاكرة أو التفكير .

بالإضافة لمجموع من الأعراض الجسدية العامة، الأعراض تستمر بنفس الحدة لمدة ثلاث أشهر ولا توجد مشكلة صحية أخرى تفسر هذه الأعراض.

كيف تتم معالجة الألم الليفي العضلي؟

لا يوجد علاج للألم الليفي العضلي، ولكن يمكن معالجة الأعراض بالأدوية وغيرها، وفي أكثر الأحيان يتم التوصل لأفضل النتائج عن طريق استخدام أنواع متعددة من العلاج:

– العلاج غير الدوائي: على الأشخاص المصابين بالألم العضلي الليفي أن يستخدموا العلاج الغير الدوائي، كما يستخدمون أي علاج دوائي آخر يصفه لهم طبيبهم، فقد أظهرت الأبحاث أن التمارين الجسدية هي أفضل علاج للألم الليفي العضلي.

– التمارين الجسدية لابد أن تستخدم إلى جانب العلاج الدوائي. أكثر ما يستفيد المرضى منه هو التمارين الهوائية المنتظمة. هناك علاجات جسدية أخرى يمكن أن تخفف من أعراض الألم العضلي الليفي مثل تشمل التاي تشي واليوغا. وبالرغم من أن المريض قد يكون يشعر بألم إلا أن التمارين الرياضية الخفيفة لا تضر.

– العلاج الإدراكي السلوكي هو علاج يركز على فهم تأثير التفكير والسلوك على الألم وباقي الأعراض، فهو وطرق العلاج المشابهة له، كالعلاج بالاستحضار الذهني الكامل، علاجات يمكن أن يتعلم المريض من خلالها مهارات تخفيف الألم. الاستحضار الذهني الكامل هو تأمل غير روحاني ينمي الوعي باللحظة الراهنة. الاستحضارالذهني الكامل المعتمد على تخفيف التوتر قد أظهر تطور ملحوظ في علاج أعراض الألم العضلي الليفي.

– علاجات بديلة ومكملة أخرى مثل الطب التكاملي قد تساعد في التعامل مع أعراض الألم العضلي الليفي، كالعلاج بالإبر الصينية، تقويم العمود الفقري، أوالعلاج بالمساج. العديد من هذه العلاجات لم يتم اختبارها جيدا على مرضى الألم العضلي الليفي.

من المهم ذكر عوامل الخطر ومعززات الألم، وذلك يشمل اضطرابات النوم، ومشاكل المزاج كالضغوط والتوتر واضطرابات الهلع والاكتئاب. فهذا قد يتطلب استشارة متخصص آخر في العلاج، كاستشاري طب نوم، طبيب نفسي، أو معالج نفسي.

التعايش مع الألم العضلي الليفي:

حتى مع الخيارات المتعددة للعلاج، يبقى اهتمام المريض بذاته لا غنى عنه لتحسين الأعراض وجودة الحياة. بالإضافة الى العلاج الطبي، فإن سلوك نهج حياة صحي بإمكانه أن يقلل الألم، ويحسن من جودة النوم، يقلل من التعب الشديد، ويساعد المريض على التأقلم بشكل أفضل مع المرض. العلاج المناسب والعناية الذاتية يمكنا المريض من التحسن وأن تكون حياته أقرب لحياة طبيعية. وهنا بعض النقاط المساعدة على العناية بالذات، لمريض الألم العضلي الليفي:

– خصص وقتا للاسترخاء كل يوم، وتمرن فيه على التنفس بعمق وعلى التأمل، حيث سيساعدك ذلك على تخفيف التوتر الذي يثير أعراض المرض.

– اضبط لنفسك نمط نوم منظم. اذهب للفراش واستيقظ منه في نفس الوقت يومياً. خذ قسط كافيًا من النوم ودع جسمك يصلح نفسه، جسديًا وعقليًا. تجنب أخذ قيلولة في النهار وتجنب شرب الكافيين فهاتين العادتين قد تجعل نومك مضطربا. كما أن النيكوتين من المحفزات التي تضر بنومك، لذا على مرضى الألم العضلي الليفي الذين يعانون من مشاكل في النوم أن يكفوا عن التدخين.

– تمرن باستمرار، وهذا جزء مهم من علاج الألم العضلي الليفي. ستستصعب الأمر في البداية لكن التمارين المنتظمة غالبا ما تقلل الألم والتعب والأعراض لمريض الألم العضلي الليفي. على المرضى أن يتبعوا مقولة ” ابدأ بشكل بسيط، وتقدم ببطء”، بمعنى أن عليك أن تضيف تمارين اللياقة ببطء إلى حياتك اليومية، مثلاً اصعد الدرج بدلا من ركوب المصعد الكهربائي، أو قم بإيقاف سيارتك بعيدا عن المتجر، وكلما تحسنت أعراضك مع العلاج الدوائي زد من نشاطك الرياضي، أضف بعض المشي أو السباحة أو النشاطات الرياضية المائية الهوائية أو تمارين التمدد، والبدء بعمل الأشياء التي توقف المريض عن فعلها بسبب الألم والمرض. سيتطلب الأمر وقتًا حتى تصنع لنفسك روتينا مريحًا. فقط عليك التحرك والحفاظ على نشاطك وعدم الاستسلام أبدا.

– عليك أن تعلم نفسك عن طريق القراءة من مواقع المنظمات العالمية، كالمؤسسة العالمية لالتهاب المفاصل والجمعية العالمية للألم العضلي الليفي. شارك هذه المعلومات مع عائلتك وأصدقائك وزملاء عملك. تطلع للأمام ولا تنظر خلفك، ركز على ما تحتاج لفعله للتحسن، وليس على ما يسبب لك المرض.

دور طبيب الأمراض الروماتيزمية:

– الألم العضلي الليفي ليس شكلا من أشكال التهاب المفاصل. فهو لا يتسبب بالتهاب أو إتلاف المفاصل، العضلات، أو غيرها من الأنسجة. الألم العضلي الليفي يمكن أن يتسبب بألم مزمن وتعب شديد شبيه بالتهاب المفاصل، ولهذا قد ينصح بعض الناس المريض بزيارة استشاري الأمراض الروماتيزمية.

– فغالبا ما يتم الكشف عن هذا المرض عن طريق استشاري الأمراض الروماتيزمية، وذلك باستبعاده للأمراض الروماتيزمية.

– وللرعاية طويلة الأمد لا يحتاج المريض للمتابعة عند استشاري أمراض روماتيزمية. فطبيب الرعاية الأولية يمكنه أن يقدم كل العلاجات والعناية اللازمة للألم الليفي العضلي.

 

 

ترجمة: أسماء محمد القحطاني

Twitter @ballagarraidh1

مراجعة: نوره السميح

Twitter @Nora96s

 

المصدر:

American College of Rheumatology

شارك المقال

اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!