هذه الصورة الفوتوغرافية تظهر نمل الصحراء  (solenopsis xyloni )؛هذا الجنس من النمل ينتج بعض من مضادات       الميكروبات  التي تعتبر الأقوى مقارنة بالتي توجد في مجتمعات الحشرات الأخرى .

الملخص:

تنتشر الأمراض بسرعة بين الكائنات الحية التي تعيش في مجتمعات كثيفة ، سواءً كانوا أناساً يعيشون في المدن المزدحمة أو مجموعات من الحشرات الاجتماعية مثل مستعمرات النمل، لكن بعضاً من أنواع النمل يستخدم مضادات حيوية من إنتاجها لمكافحة هذه الأمراض.

لوقف انتشار المرض ينتج بعض أنواع النمل مضادات ميكروبية ( مركبات كيميائية تقوم بقتل مسببات الأمراض) حيث تساءل الباحثون في  الآونة الأخيرة عن مدى انتشار هذه الاستراتيجية بين الحشرات . في دراسة جديدة نظر العلماء إلى أنواع متفاوتة من النمل الموزعة في شجرة عائلة النمل ووجدوا أنه على الرغم من أن جميع أنواع النمل كان يشتبه بها في إنتاج المضادات الحيوية إلا أن 60%  فقط من أنواع النمل تستخدم المضادات التي تنتجها لتعزيز حماية مستعمراتها. كما أفاد العلماء أن معرفة أي من سلالات النمل هي  المنتجة لمضادات الميكروبات يمكن أن يساعد في تحسين البحث عن مضادات الميكروبات (التي تشمل المضادات الحيوية) والتي يمكن استخدامها للبشر.

كما يقول الباحث المشارك في الدراسة أدريان سميث  وهو أستاذ باحث مساعد في العلوم البيولوجية في جامعة ولاية نورث كارولينا:  “عندما يصاب البشر – أو الحيوانات الأخرى ذات العمود الفقري والفكين – بكائن مُمْرِض ، فإن الجهاز المناعي يفرز بروتينات تسمى “أجسام مضادة ” التي تدافع عن الجسم، أما الحشرات مثل النمل  لا تستطيع تكوين هذه الأجسام المضادة وبدلاً من ذلك  فإنها تعتمد على طرق أخرى لصد هجمات الميكروبات الممرضة حيث أن أحد هذه الأساليب هي المركبات المضادة للميكروبات التي تضعها على أجسامها ، و هذه المركبات تكون  موجودة على أفراد  العش و أيضاً على الأعشاش .

يمكن الحصول على هذه المركبات من البكتيريا المضادة للميكروبات. على سبيل المثال، من المعروف أن النمل قاطع الورق ( leaf cutter ) يزرع البكتيريا على جسمه لتحميه من الإصابة  بالطفيليات التي تتغذى على الفطريات التي تنمو كغذاء. تنتج أنواع أخرى من النمل مضادات ميكروبات من غدد داخلية مختلفة ، أو تحصد المكونات من مواد في بيئتها مثل مادة عضوية  صمغية موجودة في الأشجار.

و يشير سميث إلى أن تقاسم هذه المضادات الميكروبية بين المستعمرات يمثل جانب هام من السلوك الجماعي للحشرات. وقال : “نجاح الفرد يعتمد على نجاح مستعمرته ” و ” إن وجود وسيلة للسيطرة الاجتماعية على المرض على نطاق المقاومة الداخلية والشخصية أمر حاسم للحفاظ على مجتمع ناجح “.

تحديد حماية المُمْرِض

وقال العلماء في الدراسة الجديدة أن بحثاً سابقاً وصف استخدام النمل لمضادات الميكروبات لكنه لم يجرِ تقييم عن مدى انتشاره بين أنواع النمل. و لمعرفة ذلك، نظروا في 20 نوعًا من النمل تم جمعها في ( رالي ، نورث كارولينا) حيث أجري الاختبار على عمال النمل لمعرفة ما إذا كانت المركبات الموجودة على أجسادهم تؤثر على نمو بكتيريا ممرضة تسمى العُنقودية البَشْرَوية(  Staphylococcus epidermidis)  .

وكان لدى النمل بعض المفاجآت للعلماء حيث توقعوا أن يروا كل أنواع النمل تنتج نوعًا من المركبات المضادة للميكروبات، ولكن 40٪ من النمل لم يبدو أنه يحتوي على أي مركب على الإطلاق. كما خمّن العلماء أن أقوى مضادات الميكروبات يمكن العثور عليها في النمل الأكبر ، أو في النمل الذي يعيش في مستعمرات كبيرة  و الذي يكون أكثر عرضة لتفشي الأمراض. غير أن الباحثين قالوا إن قوة المزيج الكيميائي للنمل لم ترتبط مع حجم الجسم أو حجم المستعمرة.

حيث أنه تم إنتاج أقوى مضادات الميكروبات من قبل واحدة من أصغر أنواع النمل في الدراسة يسمى بـ  سولنوبس موليستا ، المعروف أيضًا باسم النمل اللص – الذي يعيش أيضاً في واحدة من أصغر المستعمرات.

قال سميث: إذاً، ما الذي يفعله النمل الآخرون لحماية أنفسهم – ومستعمراتهم – إذا لم يزرعوا مضادات الميكروبات؟

من الصعب تحديد ذلك حالياً ولكن إجراء المزيد من التحقيقات قد يكشف عن طرق غير معروفة حاليًا لحماية العوامل الممرضة ، والتي قد تفتح سبلاً جديدة لمكافحة الأمراض في البشر. وقال أيضا “بعض أكثر الدروس المفيدة التي يمكن أن نتعلمها عن مقاومة الأمراض من النمل قد تكون أقل ما نتوقع تعلمه ” و قال أيضاً أن تلك ” النتائج السلبية “في دراستنا هي مسارات إلى رؤى أكثر إثارة في بيئة الأمراض”.

ترجمة: خولة سلطان

Twitter: @5aiol

مراجعة: نوف عبيري

Twitter: @nofology

المصدر:

Live Science: The Most Interesting Articles, Mysteries & Discoveries