السمنة وأثرها على حاسة التذوق

3 أغسطس , 2018

 

 

الملخص:

يناقش المقال العلاقة بين السمنة وعدد غدد التذوق، فالدهون مرتبطة باستجابة التهابية منخفضة فتؤدي إلى اختلال موازنة آليات حفظ وتجديد براعم التذوق.

 

أظهرت دراسات سابقة أن الوزن الزائد يؤثر ويقلل من حدة حاسة التذوق، وعند إنقاص الوزن من الممكن عكس هذه الاثار؛ ولكن هذه الدراسات لم توضح كيف تحدث هذه الظواهر. وستنشر في العشرين من شهر مارس دراسة توضح الالتهاب الذي تسببه السمنة الزائدة وكيف تقلل من عدد براعم التذوق في لسان الفأر، وسيكون الوصول لهذه الدراسة متاح للجميع في الجريدة المتخصصة في علم الأحياء بلوس “PLOS” وسيشرف عليها اندرو كوفمان “” Andrew Kaufman وروبن داندو””Robin Dando ومجموعة من طلاب جامعة كورنيل.

 

عدد براعم التذوق يتراوح بين 50 إلى 100 بُرعم منقسمة إلى ثلاث مجموعات رئيسة؛ لكل منها دور مختلف لتمييز خصائص الأطعمة وهي (المالح والحالي والمر والحامض والبهارات). تتجدد خلايا براعم التذوق سريعًا بمتوسط عمر الخلية عشرة أيام، ولتوسيع دراسة هذه التغيرات التي تحدث عند زيادة الوزن قام الباحثون بإطعام الفئران غذاءً يحتوي على دهون معتدلة بنسبة 14% و طعامًا يسبب السمنة مرتفع الدهون بنسبة 58%  وبعد مضي ثمانية أسابيع كان وزن الفئران التي أُطعمت طعامًا مرتفع الدهون ضعف الفئران التي تناولت طعاما نسبة الدهون فيه كانت معتدلة، ولكن الأمر المفاجئ هو أن الفئران السمينة كانت نسبة براعم التذوق لديها أقل بـ 25% من الفئران ذات الوزن الطبيعي، ولم يؤثر هذا التغير على حجم أو تقسيم الخلايا الثلاث في البرعم الواحد.

 

عادًة ما تتجدد خلايا برعم التذوق بنشأة مجموعة متوازنة من عمليات موت منسقة للخلايا (تعرف بعملية موت الخلية المبرمج) منتجته خلايا سلفية خاصة، ثم لاحظ الباحثون أن معدل موت الخلايا المبرمج ارتفع عند الفئران السمينة، وانخفض عدد خلايا برعم التذوق البرمجي في اللسان، ومن المرجح أن زيادة الوزن يفسر سبب انخفاض عدد براعم التذوق، ولم تظهر الفئران التي لديها مقاومة للسمنة وراثيًا أي تأثيرات، حتى عندما كانت على نظام غذائي غني بالدهون؛ وهذا يعني استهلاك الدهون لا يؤثر بعدد الخلايا بعكس الأنسجة الدهنية (الدهن المخزن في الأنسجة / الدسم).

 

ومن المعروف أن السمنة مرتبطة بحالة التهاب مزمن منخفض الدرجة، وأن الأنسجة الدهنية تنتج السيتوكينات المسببة للالتهابات؛ وهي جزيئات تعمل كإشارات بين الخلايا ومن بينها ما يعرف بعامل نخز الورم الفا “”TNF-alpha، ووجد الباحثون أن النظام الغذائي عالي الدهون يزيد من مستوى عامل نخز الورم المحيط ببراعم التذوق، ولم تنخفض براعم التذوق لدى الفئران العاجزة وراثيا عن إنتاج عامل نخز الورم، على الرغم من ارتفاع وزنها، وبالمقابل فإن حقن عامل نخز الورم مباشرة في لسان الفأر النحيف يؤدي إلى انخفاض براعم التذوق، بالرغم من انخفاض مستوى الدهون في أجسامهم.

 

وقال روبن داندو “”Robin Dando أحد المشرفين على هذه الدراسة أن: ” هذه البيانات تقترح أن إجمالي معدل السمنة الناتج عن نظام غذائي عالي الدهون يرتبط باستجابة التهابية منخفضة الحدة؛ ومؤديًا إلى اختلال موازنة آليات حفظ وتجديد براعم التذوق، وقد تدل أيضًا إلى استراتيجيات علاجية جديدة لتقليل نسبة ضعف حاسة التذوق لدى من يعانون من السمنة المفرطة”.

ترجمة: فاطمة شوقي محمد

Twitter: @fatmatranslator

مراجعة: سلمى النويصر

 

المصدر:

Science Daily

شارك المقال

اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!