يقول الباحثون أن الأيبوبروفين قد يوقف مرض الزهايمر

21 يوليو , 2018

ملخص المقال: ربما تكون قد تناولت ايبوبروفين اليوم لتخفيف الصداع أو تخفيف آلام الظهر. لكن قد يكون مفعول هذا الدواء الشائع أكثر من تخفيف الألم فقط. بحث جديد يشير إلى أن جرعة يومية من الايبوبروفين يمكن أن يمنع مرض الزهايمر.

 

تصف هذه الدراسة كيف يمكن للايبوبروفين أن يقلل من الالتهابات الناجمة عن الببتيد “peptide” المرتبط بمرض الزهايمر، وبقيادة الدكتور باتريك ماكغير “Patrick McGeer” الرئيس التنفيذي لشركة أورين في مجال التكنولوجيا الحيوية في كندا.

مرض الزهايمر هو الشكل الأكثر شيوعا للخرف. وتشير التقديرات إلى أن حوالي ٥.٧ مليون بالغ في الولايات المتحدة يتعايشون مع هذا المرض، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى ما يقارب من ١٤ مليون بحلول عام ٢٠٥٠.

 

ويستمر البحث عن الأسباب الحقيقية لمرض الزهايمر، لكن يعتقد أن بروتيناً لزجاً يُدعى بيتا أميلويد يلعب دورًا في هذا المرض.

يمكن أن يتجمع البيتا اميلويد معاً ويشكل “ترسبات” في الدماغ، وعندها تتداخل هذه الترسبات مع اتصال خلايا الدماغ والذي يمكن أن يؤدي إلى فقدان الذاكرة والتغيرات السلوكية والعديد من الأعراض الأخرى المميزة لمرض الزهايمر.

 

كشف الدكتور ماكغير وزملاؤه في هذه الدراسة التي نشرت في العام الماضي عن وجود ببتيد أميلويد بيتا – يعرف باسم أميلويد بيتا ٤٢ “Abeta 42”- موجود في اللعاب والدماغ أيضاَ، وأن مستويات هذا الببتيد أعلى في البالغين الذين هم أكثر عرضة للإصابة بمرض الزهايمر.

يقترح الفريق -بناءً على هذه النتائج- أنه يمكن استخدام اختبار اللعاب للتنبؤ بخطر الإصابة بمرض الزهايمر قبل ظهور الأعراض.

يقول الدكتور ماكغير: “ما تعلمناه من خلال بحثنا هو أن الأشخاص المعرضين للإصابة بمرض الزهايمر يظهرون مستويات مرتفعة للبيتا ٤٢ مشابهة لمستويات المصابين بمرض الزهايمر، كما تظهر تلك المستويات المرتفعة مدى حياتهم ونظرياً يمكن اختبارها في أي وقت”.

 

 

“تطور حقيقي”؟

يدعي الباحثون في دراستهم أن عقار الأيبوبروفين (وهو عقار غير ستيرويدي مضاد للالتهاب مستخدم على نطاق واسع) يمكن أن يمنع تطور مرض الزهايمر لدى الأشخاص الذين لديهم مستويات عالية من البيتا ٤٢.

ويشير د.ماكغير وفريقه إلى بحثٍ سابق أجروه، حيث اقترحوا فيه أن البيتا ٤٢ يؤدي إلى استجابة التهابية. ويقول الباحثون أن الإيبوبروفين ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية الأخرى يمكن أن تقلل هذه الاستجابة، وهذا قد يوقف تطور مرض الزهايمر.

يقول الفريق إن تحديد خطر الإصابة بمرض الزهايمر من خلال اختبار اللعاب سيقدم للناس فرصة لمنع تطور مرض الزهايمر من خلال جرعة يومية من الأيبوبروفين.

يوضح د.ماكغير أن انتشار مرض الزهايمر الإكلينيكي شائع في سن ٦٥، ويوصي بأن يتم اختبار الأشخاص قبل ١٠ سنوات أي في سن ٥٥ والتي يبدأ فيه مرض الزهايمر عادة.

ويقول د.باتريك ماكغير: “إذا أظهروا مستويات البيتا ٤٢ مرتفعة، فإن ذلك هو الوقت المناسب لبدء تناول عقار الإيبوبروفين اليومي لإيقاف المرض”.

كما يشيد باختبار اللعاب باعتباره “تطوراً حقيقياً” لأنه “يوجهنا للقضاء على مرض الزهايمر”، ومع ذلك فقد واجهت ادعاءات الدكتور ماكغير بعض الانتقادات.

 

 

التوصية اليومية للإيبوبروفين “سابقة لأوانها”

يعتقد د.دوج براون كبير مسؤولي السياسات والأبحاث في جمعية الزهايمر في المملكة المتحدة أنه من السابق لأوانه جداً أن نوصي بإيبوبروفين يومياً للوقاية من مرض الزهايمر.

ويقول: “إن الدراسات السكانية” التي تجمع كميات كبيرة من المعلومات من السجلات الطبية لآلاف الأشخاص قد اقترحت فكرة أن تناول عقار الإيبوبروفين وغيره من مضادات الالتهاب قد يكونوا مرتبطين بخطر أقل للخرف، ولكن نتائج التجارب السريرية مع هذه الأدوية كانت مخيبة للآمال حتى الآن”.

يضيف د. براون”اقتراح الباحثين بأن تناول عقار مضاد للالتهابات يوميًا بمجرد ظهور نتيجة إيجابية لمخاطر الخرف من خلال اختبار اللعاب سابق لأوانه استنادا إلى الأدلة في الوقت الراهن”.

ويلاحظ أيضا مخاطر استخدام المسكنات على المدى الطويل، بما في ذلك نزيف الأمعاء وقرحة المعدة. قد تتفاعل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية أيضًا مع الأدوية الأخرى مثل الوارفارين وتنتج تأثيرات ضارة. يقول د. براون: “نوصي دائمًا بالتحدث مع طبيبك قبل تغيير الدواء”.

 

 

ترجمة: سماء العمري

 samaa_alomary@

مراجعة: نوره السميح

  @asNora_ 

 

المصدر: 

Medical News Today: Ibuprofen could stop Alzheimer’s, say researchers

شارك المقال

اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!